الطويسي: الاعتداء على التراث يمثل محاولة لطمس الهوية

عمان - الغد - رأى وزير الثقافة د. عادل الطويسي أن المحافظة على التراث المادي مهم، بوصفه عنواناً وطنياً وحضاريا وسندا ثقافياً لغنى منطقتنا العربية في هذا المجال.اضافة اعلان
وقال الطويسي، خلال لقائه أول من امس مع وزير الثقافة العراقي فرياد رواندزي الذي يشارك في مؤتمر التراث تحت التهديد الذي استضافه الأردن، إن أي محاولة للاعتداء على هذا التراث إنما هي محاولة لطمس الهوية المتضمنة فيه، مهيبا بالجهود المؤسسية والإنسانية لتفعيل الآليات المعنية بالمحافظة عليه.
وأعرب الطويسي، عن أسفه للذهنية التي ترمي إلى القضاء أو تهريب هذا التراث الغني جداً والدال على ذلك الطيف الحضاري والإنساني الذي مر على المنطقة، مؤكداً أنه يمثل أرضية خصبة للدارسين والمهتمين والأكاديميين والعلماء، عدا كونه يمثل تعاقب الحضارات على العراق.
وتحدث الوزير عن الجغرافية والامتداد الآثاري الذي يستدعي من الجميع المحافظة عليه، ملقيا الضوء على ما يتمتع به الأردن من تراث في الأوابد التاريخية والمتاحف التي تحمل عتاقة الزمن واصالته، وتوفر مساحات مهمة لدارسي التاريخ والحضارات.
وقال الطويسي إن وزارة الثقافة، ومن خلال تعاونها مع الجهات الحكومية والأهلية المهتمة، احتفت بكل الجهود الدؤوبة في هذا المجال، متطرقا إلى مديرية التراث في وزارة الثقافة واهتمامها بالتراث غير المادي أيضاً لتعزيز الهوية والتنوع الثقافي وتأكيد الذاكرة الأصيلة لدى الأجيال.
وراى الوزير أن أي اعتداء على التراث العراقي من خلال تنظيم داعش المتطرف يشكل اعتداء على تراث المنطقة بكاملها، مثمناً أوراق ونقاشات مؤتمر التراث تحت التهديد، وتضافر كافة الجهود المخلصة لحمايته.
وانطلق الطويسي من العلاقة الثقافية المتميزة والعلاقات الأخوية بين الأردن والعراق، مؤكداً على الصعيد الثقافي اتفاقيات التبادل والتعاون بين البلدين من خلال وزارتي الثقافة الأردنية والعراقية، متطرقا إلى مناسبات الأيام الثقافية العراقية في الأردن والأسبوع الثقافي الأردني في العراق، عدا مشاركة المبدعين  والأدباء والفنانين العراقيين في المهرجانات واللقاءات الفكرية الأردنية، وفي احتفاليتي عمان وبغداد بكونهما عاصمتين للثقافة العربية، لافتاً إلى الحراك الثقافي المشترك في الشعر والتشكيل والمسرح من خلال الجاليريهات وبيوت الشعر والمهرجانات الفنية والمسرحية، مشيراً إلى مشاركة العراق مؤخراً في مهرجان الإبداع الطفولي الذي نفذته وزارة الثقافة.
كما تحدث الطويسي عن دور الوزارة في ملف مجابهة الإرهاب بأدوات ثقافية من خلال لجنة مجابهة التطرف التي يرأسها وزير الثقافة وتتكون من مختلف الجهات والوزارات المعنية في هذا المجال، إضافةً إلى عدد كبير من المفكرين والعلماء والمتخصصين.
من جانبه أعرب الوزير العراقي فرياد رواندزي عن تقديره لهذه التجربة الثرية والفاعلة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه عن طريق الفكر والثقافة، مشيداً بجهود وزارة الثقافة الأردنية في هذا المجال.
وتحدث عن أهمية مؤتمر التراث تحت التهديد كونه يجيء في ظل ظروف تحاول فيها الجماعات المتطرفة النيل من هذه القيمة التاريخية العظيمة المتضمنة في التراث. وتطرق إلى الوسائل والأدوات الكفيلة بتفعيل التعاون الثقافي بين البلدين.