اللعبة بدأت وليبرمان يقرر

معاريف - مايا بنجل:

استطلاع "معاريف - تلسيكر" الذي ينشر هذا الصباح (الجمعة) هو الاخير في هذه الفترة ما قبل الانتخابات وذلك لان القانون لا يسمح بنشر المزيد من الاستطلاعات، وهذه هي الصورة النهائية للاستطلاعات قبل انتخابات 2009. ليبرمان يصعد بشكل نيزكي، وفي غضون اسبوع يزيد قوته بمقعدين آخرين (19)، بيبي نتنياهو يواصل فقدان المقاعد (26) يتقلص ويقترب من تسيبي ليفني (23)، التي لم تقل بعد كلمتها الاخيرة.

اضافة اعلان

هل سيجتاز ليبرمان خط الـ 20 مقعدا؟ هل ستنجح ليفني في التفوق على نتنياهو؟ الاجوبة عن هذه الاسئلة لن نحصل عليها الا بعد الانتخابات. مهما يكن من أمر، فإن دولة اسرائيل كفيلة بأن تستيقظ يوم الاربعاء المقبل لتجد نفسها في واقع مركب: حسب الاستطلاع، لا يوجد حاليا منتصر واحد واضح. يوجد ثلاثة وربما اربعة، لمن يصر على احصاء ايهود باراك ايضا. وعليه، فإن اليوم الذي تستقر فيه الحكومة الجديدة في مقر الرئيس لالتقاط الصورة الجماعية التقليدية، من شأنه أن يكون اليوم الاول للمعركة الانتخابية المقبلة - فمع ثلاثة احزاب متوسطة في حجمها، سيكون من الصعب جدا تحقيق استقرار سلطوي.

من أجل تقليص خطأ العينة قدر الإمكان، فإن العينة التي اختيرت في الايام الاخيرة ضمت اكثر من الف مشارك. النتائج مفاجئة: اذا كان يخيل في الايام التي تلت عملية "رصاص مصهور" ان السباق حسم، وان بيبي هو رئيس الوزراء المقبل، فإن الاستطلاع الجديد يظهر أن ليبرمان سرق الاوراق. فقد بدأت المواجهة السياسية، والمواقع متقاربة: ثلاثة مقاعد فقط تفصل بين بيبي وليفني. واذا تواصل ميل الضعف لليكود، وكف المترددون عن التردد وتوجهوا الى التصويت، فإن ليفني كفيلة بأن تغلق الثغرة بل وربما تنجز تفوقا طفيفا على الليكود.

في الايام الاخيرة بدأ يعشعش في قلب اعضاء الليكود تخوف يسمونه ليبرمان. وفي ضوء نتائج الاستطلاع ينمو هذا التخوف الى درجة الفزع. شعار "من دون ولاء لا مواطنة" وان كان يواجه بانتقاد حاد على ما فيه من عنصرية، يحظى بتأييد الجمهور بمعدل عال حيث إن 69 في المائة من مواطني اسرائيل يتفقون مع ليبرمان.

   ليبرمان سيحسم

لو جرت الانتخابات اليوم، لاصبح حزب اسرائيل بيتنا لسان الميزان الجديد. فبدونه ليس لاي حزب اغلبية 61 مقعدا.

ولبيبي سبب وجيه للقلق. ليبرمان يبث له رسالة واضحة: انا لست في جيبك. ولتجسيد قوة ليبرمان وضغط بيبي ينبغي الانتباه الى موازين القوى في الكتل: اذا لم نحصِ اسرائيل بيتنا، فإن كتلة اليمين برئاسة الليكود تعد 47 مقعدا، اما كتلة اليسار برئاسة ليفني فتعد 54 مقعدا.

ولكن لليفني ايضا سبب وجيه للقلق، إذ بعد أن تجاوز ليبرمان العمل بسهولة وتمترس في المكان الثالث في قائمة الاحزاب الكبيرة، فإنه الآن يتطلع الى المكان الثاني. الفارق بينه وبين كاديما لا يتجاوز اربعد مقاعد. واذا واصل القضم من الليكود ومن اليمين فيمكنه ان يتجاوزها هي ايضا.

الاستطلاع يظهر ايضا أن اغلبية الجمهور في اسرائيل معنية بحكومة وحدة وطنية أكثر مما هو معني بهوية رئيس الوزراء. لا يهم اذا كان هذا بيبي، تسيبي او ايهود هو الذي سيشكل الحكومة فالإسرائيليون يريدون ان تتشكل الحكومة من الليكود، كديما والعمل.