المدن الذكية

د. غازي الجبور المدن الذكية هي تلك المدن التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات لكي تقوم بإصدار قرارات معتمدة على المعلومات، وتحسين جودة الحياة وزيادة شبكات العمل والخدمات لتعظيم الفائدة لسكانها، والهدف الرئيسي من كل ذلك هو استدامة التنمية. وتتميز المدن الذكية بأنها تعتمد على بنية تحيتة قوامها التكنولوجيا كما لديها مبادرات بيئية فالمدن الذكية تدير أنظمة كفؤة وتعد خططا متطورة للمدينة، ويعيش ويعمل الناس فيها معتمدين على مصادرها الذاتيه. وتهدف المدن الذكية إلى تحسين صحة سكانها حيث تكون السلامة العامة فيها بمستوي متميز، وكذلك تسهل تواصل السكان مع الجهات الحكومية حيث يكون وصول السكان للخدمات الحكومية سهلا وسريعا، والتعليم يكون أفضل والمبادرات الانسانية فاعلة والعلاقات بين السكان بمستوى مرض. كما انه في حال انقطاع الخدمات تكون استجابة خدمات الطوارئ فيها سريعة جدا لإعادتها إلى ما كانت عليه. ولا بد من ممكنات واستخدام للتكنولوجيا لكي يتم تصنيف المدن بالذكية؛ أولها توفير بيانات ذكية Smart Data وهنا تجمع البيانات ويتم تحليلها والاستفاده منها للمواطنين لاستخدامها في أمورهم المعيشية وكذلك للإدارات المعنية لبناء الخطط المستقبلية فمثلا توفر هذه البيانات معلومات عن حركة واماكن تواجد السكان والعلاقة الزمنية لكل تلك المعلومات اللازمة في تنظيم اماكن المطاعم واماكن التسوق والخدمات الحكومية وغيرها، ثانيا، نقل المعلومات الذكي Smart Data Mobility وهنا المقصود التكنولوجيا والبيانات والتي يمكن نقلها وتحريكها بين الانظمة المتوفرة في المدينة أي أن الانظمة لديها توافقية في العمل وتستطيع الترابط التقني بينها لذا لا بد من توافق السياسات والتكنولوجيا، ثالثا، هنالك حاجة لبنية تحتية ذكية Smart Infrastructure حيث تستخدم التقنية الرقمية وتجمع المعلومات اللازمة للتطوير الحالي والمستقبلي وتستخدم البيانات للتنبؤ بالمشاكل التي تمس السلامة العامة من حرائق وانقطاع للمياه والكهرباء وغيرها، رابعا، الطاقة الذكية Smart Energy والتي تشمل الطاقة المنزلية والطاقة في مؤسسات الأعمال وتكون الطاقة في هذه المدن كفؤة حيث تستخدم طاقة اقل وبكفاءة أعلى وتشمل شبكات الطاقة الرئيسة المزوده للطاقة الكهربائية، وكذلك الاضاءة في الشوارع والأماكن العامة، خامسا، توفير وسائط النقل الذكيSmart Transportation ويقصد بها النماذج المختلفة للنقل والمرائب الذكية، وانظمة الاشارات الضوئية الذكية التي تقلل زمن السير على الطرق حيث توفر المدن الذكية سهولة حركة السكان والبضائع كما انها تقلل من التلوث البيئي الناتج عن انظمة النقل المتنوعة، أما المُمكن الأخير فهو توفر أجهزه انترنت الأشياء Smart IOT Devices والتي تشمل المجسات (الحساسات) بأنواعها وأنظمة الرؤية والتشغيل وهذه الأجهزة ضرورية لخدمات الماء والكهرباء والطرق والسير حيث توفر معلومات قيمة لإداره المدينة يتم الاستفاده منها للتخطيط وتجهيز السياسات اللازمة للتطوير والتحديث في المدينة معتمدين على معلومات حقيقية تمثل واقع المدينة. أما عالميا، فهناك اهتمام لافت للغاية بالمدن الذكية فقد ذكر موقع Builders space.com أن أكثر من 170 مدينة في العالم بدأت مشاريع استخدام تكنولوجيا المدن الذكية بحيث توقعت مؤسسة Statista بأن يكون الإنفاق العالمي على إنشاء المدن الذكية في عام 2023 ما يقارب 190 مليار دولار أميركي. ويستخدم مؤشر المدن الذكية Smart City Index لتصنيف المدن الذكية ويعتمد هذا المؤشر على خمسة عوامل وهي الصحة، والسلامة، والنقل، والنشاطات، والفرص، والحاكمية، وفي عام 2021 صنف هذا المؤشر المدن الذكية في العالم وقد حلت سنغافوره في المرتبة الاولى وزيوريخ ثانيا وتلتها اوسلو وفي المرتبة الرابعة تايبيه وخامسا لوسان وفازت المدن السويسرية في ثلاثة مراتب من المدن العشرة الاولى حيث جاءت جنيف في المرتبة الثامنة وفي المرتبة 39 جاءت دبي ضمن اول خمسين مدينة ذكية في العالم. أما في الأردن فإن جميع التكنولوجيات الضرورية للمدن الذكية متوفرة، وقد قطعت أمانة عمان شوطا كبيرا في هذا المجال من ناحية تسهيل وتسريع وصول المواطنين لخدماتها. وتتضمن السياسات الإدارية الحالية في الأمانة مؤشرات تؤمن بدور التكنولوجيا كرافعة لحلول الكثير من المعضلات الحالية وتحتاج عمان الى سرعة الانتقال الى الطاقة الذكية والنقل الذكي وتحويل جميع الاشارات الضوئية الى ذكية حتى تقلل من الازدحامات المرورية والحد من التلوث البيئي وتوفير الكلف على المواطنين.اضافة اعلان