بؤر تلوث ساخنة بمعان وسط غياب لمديرية بيئة في المحافظة

عمال بأحد المقالع في معان يقومون بتحميل قلاب بحجارة بناء- (الغد)
عمال بأحد المقالع في معان يقومون بتحميل قلاب بحجارة بناء- (الغد)

حسين كريشان

معان – دعا مهتمون بالشأن البيئي في مدينة معان إلى ضرورة استحداث مديرية متخصصة لحماية البيئة، كي تسهم بشكل أساسي في دفع الجهات المعنية للعمل على معالجة التلوث البيئي في المحافظة وإيجاد الحلول المناسبة لها.اضافة اعلان
وأشاروا إلى أن مصادر التلوث بالمحافظة تعددت والتي باتت تشكل أزمات بيئية في ظل غياب الرقابة والافتقار إلى برامج تعنى بمعالجة بؤر التلوث والحد منها.
ويعتبر سكان في المحافظة، أن مجرى سيل معان وصناعة الفوسفات التي تخلف مشاكل بيئية وعمليات غسيل مادة الفسفوريك الخطر خاصة في مناطق قضاء الجفر، فضلا عن الغبار المتطاير من أحد المصانع المتخصصة في صناعة الإسمنت القريبة من لواء الحسينية، وعمليات استخراج الحجارة من المقالع والمحاجر والاستغلال الجائر للمنطقة والتفجيرات المتواصلة ما تزال تتصدر قائمة المشاكل البيئية والصحية للسكان.
ويرى المواطن محمد التلهوني حاجة المحافظة إلى مديرية للبيئة تحمل على عاتقها الحفاظ على بيئة صحية سليمة خالية من أي تلوث، نتيجة لتزايد المشكلات البيئية التي تواجهها المدينة في ظل ارتفاع نسب التلوث الناجم عن النشاطات المختلفة في المنطقة.
واعتبر عبدالله الفناطسة أن استحداث مديرية للبيئة في المنطقة هو من أولويات الاهتمام الرسمي للموارد البيئية التي تتعرض لضغط واستنزاف شديدين والسلبيات الناتجة عنها والتي تلحق أضرارا كبيرة بالواقع البيئي لتخفيف الأثر السلبي على البيئة لتحقيق التنمية المستدامة.
ودعا مالك أبو تايه وزارة البيئة الى إيجاد مديرية للبيئة لأهمية دورها في تشديد الرقابة على كافة أشكال التعديات على البيئة في كافة مناطق المحافظة التي تتعرض للتلوث، بهدف الحد من مسببات التلوث البيئي، إلى جانب وجودها يعزز دور البلديات ولجان السلامة العامة للتصدي للمشاكل البيئية.
وأشار عطاالله الذيابات إلى ضرورة إيجاد مديرية أو مكتب للبيئة للوقوف أمام جميع المشاكل والمنغصات البيئية التي باتت تؤرق الجميع، مؤكدا على أهمية تفعيل وخلق برامج للتوعية البيئية في المنطقة والعمل على نشر الوعي البيئي بين مكونات المجتمع المحلي، في ظل غياب هيئة أو جمعية متخصصة بشؤون البيئة من أجل تسليط الضوء على المشاكل البيئية التي تعاني منها المحافظة، بهدف حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية ومنع استنزافها.
من جهته، أكد رئيس بلدية معان الكبرى ماجد الشراري آل خطاب أن معان تعاني من مشاكل بيئية عدة تستدعي استحداث دائرة بيئية مختصة لمواجهة التحديات البيئية من ناحية، والمساهمة في تعزيز حملات المراقبة والمتابعة للبؤر البيئية من ناحية أخرى، للحد من التلوث البيئي الناتج عن مختلف النشاطات والتعديات السلبية من قبل بعض المخالفين.
وأشار، إلى وجود تجاوزات من قبل البعض بإلقاء أكوام الأتربة ومخلفات البناء والنفايات على جوانب الطرق حيث تنفذ حملات دورية لتنظيف جوانب الطرقات، علاوة على مراقبة المقالع الحجرية والمخلفات البيئية للحفر الامتصاصية التي تشكل بؤرا بيئية بسبب المياه العادمة وغيرها من النشاطات البيئية.
إلى ذلك، أكد وزير البيئة طاهر الشخشير أن القرار بشأن استحداث مديرية أو مكتب للبيئة في معان مرتبط بقرار موافقة من مجلس الوزراء، من خلال متطلبات وإجراءات في ضوء رصد وتوفر مخصصات مالية في الموازنة العامة.
وأشار الشخشير لـ"الغد" أن استحداث مديرية للبيئة في معان سيكون من أولويات واهتمام الوزارة من أجل الإسهام في تحقيق أهداف واستراتيجيات الوزارة، من خلال خطط مرسومة وواضحة تهدف إلى المحافظة على البيئة ضمن رؤية الوزارة في تحقيق التنمية المستدامة لتعزيز الرقابة والتفتيش، وتطبيق التشريعات للحد من التأثيرات السلبية على البيئة.
وقال إن استحداث مديرية للبيئة في المدينة مستقبلا سيضيف إنجازا جديدا في سجل الانجازات الوطنية بعد أن تم إنشاء مكتب للبيئة في لواء البترا يعمل على تغطية مختلف مناطق المحافظة، مؤكدا أن معان وأبناءها في قلب ووجدان الحكومة وحرصها على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وأضاف أن الوزارة ستعمل جاهدة على بحث ومعالجة مختلف المشكلات والتحديات البيئية التي تواجه المحافظة بشكل عام للوقوف على مناقشتها ودراستها، بغية متابعة ومراقبة البيئة وتقديم خدمات الشأن البيئي في قصبة معان، بهدف إيجاد الحلول المناسبه لها من خلال متابعة وإرسال فرق ولجان رقابية من قبل الوزارة.
وأوضح أن الوزارة من أهدافها وخططها التوسع في مختلف مناطق المملكة، لضمان الحفاظ على بيئة نظيفة من جميع الملوثات، إلى جانب تعزيز الوعي البيئي وتغيير سلوكيات الأفراد تجاه البيئة بشكل ايجابي فعال واستغلال طاقات أفراد المجتمع المدني بشكل مثمر، لتحقيق التنمية البيئية المستدامة واستثمار الموارد الطبيعية بطريقة مثلى.