اسراء الردايدة
عمان- للحقيقة أوجه مختلفة، وتلك الفلسفة الفكرية هي التي يقدمها المخرج المصري كريم الشناوي في فيلمه " عيار ناري"، الذي يعرض مساء اليوم في الهيئة الملكية للأفلام ضمن مهرجان الفيلم العربي-عمان بدورته التاسعة.
أحداث الفيلم التي تتشابك جهات متنوعة بأحداث "لاظوغلي" والاشتباكات التي أودت بضحايا قتلوا بطلق قناصة ضباط الداخلية إثر ثورة 25 يناير، وحتى وصول جثث الضحايا إلى المشرحة.
ومن هذه الجثث، جثة علاء أبو زيد "الممثل أحمد مالك"، يقوم بتشريحها طبيب "مدمن كحول"، ياسين "الممثل أحمد الفيشاوي"، الذي يعاني من مشكلات عائلية، ليثير بتقريره جدلا، بل هوسا شعبيا وإعلاميا، وتطاله الاتهامات السياسية والأخلاقية.
ويبدأ الطبيب رحلته بمعاونة الصحفية المتحمسة مها "روبي"، لإثبات صحة تقريره. وفي ضوء تلك الجوانب، تتحول أحداث الفيلم التي تكشف اللغز في الدقائق الأولى، للطعن في صحة التقرير الصحي وتنفي صفة الشهيد عن جثة علاء أبو زيد، مما يثير مسائل كثيرة.
وبالرغم من أن الفيلم غني بعناصر كثيرة، مثل: رد فعل الشعب على تقرير الداخلية، وسمعة العائلة التي ستفقد صفة أم الشهيد، والطبيب الذي فقد سمعته الى جانب عمل الصحفية وحماسها، يتم تجاهلها والتركيز على الجانب الفلسفي فيه.
في الوقت الذي تصارع فيه كل شخصية على حدة، تتكرر كلمة "حقيقة" طيلة الفيلم على حساب عناصر أخرى أهم، لمنح العمل اختلافا عن غيره فيما يتعلق بالفكر الفلسفي المرتبط بتلك الكلمة، وكيف يراها كل جانب. والحقيقة التي يتم طرحها بأسلوب فلسفي طيلة أحداث الفيلم تطال مفهوم الثورجي، من خلال كليشيهات وجمل على غرار "رايح أنزل يا أمس عشان مصر تبقى أحلى"، لتستخدم كغطاء لجريمة تحول مجرما لـ"شهيد"، وتمنح عائلته ميزات غير شرعية.
وهنا بين حقيقة من زور التقرير والشهود الحقيقيين، وهل الأعيرة النارية لقناصة الداخلية فعليا، وهل الحقيقة هي ما تراه منفردا أو ما يقر الجميع بأنه حقيقي؟
يطلق فيلم "عيار ناري" طلقة تثير جدلا كبيرا بين مؤيد ومهاجم على حساب مفاهيم مختلفة، كلها تصب في تثبيت حكم مسبق على مفهوم الحقيقة، الذي تناثر بين فلسفة مبالغ بها، لأن الحياد في المشاعر غاب عنها.
ويذكر أن "عيار ناري" قام بأداء الأدوار فيه كل من: أحمد الفيشاوي، روبي، محمد ممدوح، عارفة عبد الرسول، وأسماء أبو اليزيد، وضيوف الشرف: أحمد مالك، هنا شيحة، أحمد كمال، صفاء الطوخي، سامي مغاوري، محمد رضوان، ويضم فريق عمل الفيلم مدير التصوير عبد السلام موسى، ومصممة الملابس ناهد نصر الله، ومصمم الديكور علي حسام علي، والمنتج الفني أحمد يوسف، مونتاج: أحمد حافظ، مهندس الصوت: أحمد عدنان، مكساج: أحمد أبو السعد، موسيقى تصويرية: أمين بوحافة، إشراف عام: أحمد فهمي، تسويق "ماد سوشنز"، وإنتاج "أي بروداكشنز"، وفيلم كلينك "منتج" مشارك.
وقد شارك الفيلم في مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما وحصد جائزتي أفضل ممثل للنجم أحمد الفيشاوي وأفضل تصوير لـ عبد السلام موسى في حفل ختام الدورة الـ67 من المهرجان.
وحقق عيار ناري نجاحاً كبيراً منذ تم طرحه في أكتوبر 2018 في مصر وتلاه عرضه في 6 دول خليجية هي السعودية والإمارات وقطر وعمان والكويت والبحرين، وتم عرضه مؤخرًا في تونس وحظى بإشادات نقدية واستقبال جماهيري مميز.
وحصل الفيلم على عرض عالمي أول كامل العدد بـمهرجان الجونة السينمائي وفي ختام مهرجان مالمو للسينما العربية، كما عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن قسم بانوراما الفيلم المصري وكان فيلم الافتتاح في مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، ونافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بـمهرجان طرابلس للأفلام ببيروت.
