كتلة مانعة

معاريف

مناحم بن

اضافة اعلان

الموضة الاكثر اشتعالا والاكثر تنورا زعما في الساحة الاسرائيلية اليوم هي أن يكون المرء مع الشراكة العربية اليهودية في الانتخابات القادمة. وآخر من عبر عنها كان ديفيد غروسمان في برنامج "وكيل ثقافة" يوم الجمعة الماضية، امام المذيع المحبوب كوبي ميدان، الذي كشف وجه المثقف العدمي حين كتب في السنة الماضية في ضوء احداث الجدار في غزة انه "يخجل من كونه اسرائيليا"، أتتذكرون؟
وبالتالي يسعى اليسار الاسرائيلي المعادي الآن الى الاتحاد مع القوة العربية المناهضة للصهيونية في دولة اسرائيل كي يعرض وجهه الجميل المزعوم، المناهض للعنصرية زعما، في الوقت الذي يوجد قاسم مشترك آخر، خطير وفظيع على نحو خاص، لهذا الحلف اليهودي العربي ذي الوجهين على نحو مخيف: بداية التطلع الى دولة فلسطينية، نقية من اليهود في حدود 67، الى جانب دولة اسرائيل يهودية – عربية، في ظل تفكيك المستوطنات وطرد المستوطنين (مثلما فعل زعيما خريجي الليكود، بيغن وشارون، لا ينبغي نسيان هذا لشدة الفظاعة، في سيناء وفي غوش قطيف). وبعد ذلك الغاء النظام الصهيوني بشكل عام، واستبداله بنظام دولة كل مواطنيها المزعوم.
بمعنى أنه اضافة الى القائمة العربية المشتركة التي يفترض أن تزيد القوة العربية المعادية في الكنيست (لان العرب يصوتون دوما للعرب، كما نعرف) سينضم اليهم أيضا اسرائيليون سذج، ممن يبدو لهم شعار الاخوة اليهودية – العربية الدعائي، المناهض للعنصرية زعما، هو الاسهل، رغم أنه لم تعد هناك مناهضة للصهيونية اكثر من الاغلبية العربية في دولة اسرائيل، فان مصوتي المشتركة، الذين كل هدفهم للمدى البعيد – واذا كان ممكنا للمدى القصير – هو كما أسلفنا الغاء تعريف اسرائيل كدولة يهودية. عمليا، المقصود هو قبل كل شيء الغاء قانون العودة، أي تعريف اسرائيل كدولة كل اليهود في العالم (وابناء عائلاتهم، غير اليهود ايضا، بالطبع) في صالح قانون العودة، مثلا، الذي يعيد الى اسرائيل العربية أنسال اللاجئين العرب (اذ لم يعد هناك تقريبا كما هو معروف لاجئون عرب اصليون). وكذا، بالتنكيل لقانون العودة يمكن للاحزاب العربية ان تجد شراكة ايضا في اوساط شاس وباقي الكتل الاصولية، التي تحاول المس المرة تلو الاخرى بالهجرة اليهودية الى اسرائيل (من خلال فحوصات الجينات المهينة مثلا)، لان الطاقة الكامنة للمهاجرين "الاغيار" من روسيا وملايين اليهود الاصلاحيين الرائعين من الولايات المتحدة يبدون لهم كمهددين للسيطرة الحاخامية على حياتنا، وليس لانهم لن يصوتوا لشاس أبدا، وهكذا ستقل أيضا القوة الشرقية.
وبالمقابل، امام نمو المقاعد العربية (نعم، العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع، لم أفهم في أي مرة ما الذي لم يكن على ما يرام في هذا التعبير)، اليمين ايضا ليس واعيا حقا للخطر. اليمين هو الذي ضم كما يذكر مئات الاف سكان شرقي القدس العرب الى اسرائيل، في ظل اعطاء كل واحد منهم امكانية ان يصبح مواطنا اسرائيليا لا سمح الله والتصويت للكنيست (امكانية لفرحي لم تتحقق بعد)، بدلا من تركهم المشاركة، كما ارادوا، في الانتخابات للبرلمان الفلسطيني (لماذا لا؟ كأفراد)، وذات العمى يتواصل ايضا الان: اليمين كله هو، مثلا،مع ضم المنطقة ج لدولة اسرائيل، مع مائة الف عربي فيها وتوطينهم. بالترجمة الى المقاعد هذا هو بضعة نواب عرب قوميين متطرفين. أتريدون؟
إذن ما الحل لكل هذا؟ في نهاية المطاف، الحل الوحيد الممكن هو التصويت المنفرد للكنيست الاسرائيلية للاسرائيليين وللبرلمان الفلسطيني للفلسطينيين، في كل أرجاء اسرائيل – فلسطين ("فلسطين – بلاد اسرائيل"، مثلما كان في عهد الانتداب البريطاني)، مع صلاحيات ادارية منفصلة في كل المجالات الداخلية. شيء ما على نمط سلام القدس المقترح: ما هو اسرائيلي للاسرائيليين، وما هو فلسطيني للفلسطينيين، في مدينة واحدة، وإلا فنحن في خطر وجودي.