كيف نتعافى من ألم الفراق؟

عمان- بوصفنا أشخاصا اجتماعيين نتمتع بصفة الإنسانية، فإن "الفراق" بغض النظر عن نوعه وأسبابه هو أسوأ كابوس من الممكن أن يحدث لنا في حياتنا، لما يشكله من خطر على صحتنا النفسية، وكم هو حجم الألم الذي يحدثه داخل أعماقنا، لصعوبة وقعه علينا، فهو يجعلنا نختبر مشاعر مؤلمة ومحزنة، لا نعلم كم ستستمر وتستغرق من الوقت.
ولأن الفراق يأتي فجأة بالعادة، تصبح حدة الألم النفسي أكبر داخل أنفسنا، نذكر هنا أن للفراق أشكالا متعددة؛ "سفر"، "وفاة"، و"طلاق". لكن بالنهاية يحدث البعد بالتالي الألم، وربما شعور بالصدمة والإنكار والحزن الشديد.
لو تتبعنا التاريخ لوجدناه مليئا بقصص الفراق، وربما تبع هذه القصص حلول من أصحابها، تاركين وراءهم بصمة علاجية في كيفية مواجهة هذا الموقف، والتعافي منه.
إذاً ألم الفراق حاصل وحادث، ولكن ما يخفف ذلك الألم هو بالدرجة الأولى الصبر حتى وإن صعب علينا أن نصبر تكفينا المحاولة مع الإيمان الراسخ أن الخيرة فيما اختاره الله.
ماذا يفعل المرء لتخطي ألم الفراق؟

  • توفر أصدقاء وأهل داعمين يساعد على تخطي ألم الفراق والصبر عليه.
  • إشغال الشخص نفسه بأمر ما سواء كان نشاطا بدنيا أو عقليا يقلل من التفكير بالمشكلة بشكل كبير.
  • التعبير والإفصاح عن ألم ذلك الفراق وقت الحاجة للأشخاص المتفهمين يحرر المشاعر المؤلمة من مكانها.
  • القيام بأعمال تطوعية تدخل البهجة على قلب المتطوع حاله حال الشخص الذي قدمت له الخدمة.
  • تجنب الأشخاص والأماكن التي تسبب، بدورها، حالة من تذكر الماضي، بالتالي تجدد الشعور بالألم.
  • برمجة حياتنا بأكملها على عدم وجود ذلك الشخص.
  • تقبل فكرة الفراق والفقد قدر الإمكان ومحادثة أنفسنا بذلك حتى نصل الى قناعة تامة بأن ذلك الشخص لم يعد في حياتنا.
    نود التنويه إلى "الفراق لو كان انفصالا عاطفيا"، هنا لابد من عدم محاولة العودة للشخص الذي انفصلنا عنه، ولا المرور حتى بذاكرتنا على مواقف أو أماكن جمعتنا، وألا نبدأ علاقة حب أو تجربة زواج جديدة، ما لم نتغلب على مشاعر الألم التي سببها الفراق السابق، فجميل لو منحنا أنفسنا فرصة في هذه المرحلة للتعافي بتجاوز الأشهر الثلاثة الأولى على الأقل بعد حدوث الصدمة.
    وفي حال تطورت الأمور، ولم نستطع السيطرة عليها، وظهرت لدينا أعراض استمرت لأسابيع، مثل: فقدان القدرة على التحمل والصبر، ألم نفسي داخلي مستمر مع حزن شديد، فقدان الرغبة بالاستمرار بالحياة، عدم الرغبة بالنوم أو تناول الطعام، بكاء في غالب الوقت، حينها لابد من مراجعة أخصائي للمساعدة على تخطي الأمر.
    من الضروري أن نعلم بأن الصدمة والإنكار والحزن من ثم التقبل والتعافي هي مراحل طبيعية نمر بها جميعا بلا استثناء بعد حدوث أمر محزن غير متوقع، ولكن وجه الاختلاف هو كم نأخذ وقتا في كل مرحلة، فهناك أشخاص يأخذون أياما وأسابيع في مرحلة الصدمة، وأشخاص آخرون يتخطونها خلال ساعات.. قس على ذلك باقي المراحل.
    الأهم هو أن نتخطى تلك المراحل في النهاية، وأن نطلب المساعدة في حال صعب علينا أن ننتصر على ذلك الألم.
    وحتى نطرد الاكتئاب ونمنعه من زيارتنا ولا نضطر لأخذ أدوية مضادة له، الذي سببه الألم والحزن بعد الفراق، لابد من ملء حياتنا بأشخاص نحبهم ونثق بهم، ونشغل أوقات الفراغ بأمور مفيدة ومحببة وليست مملة.
    ما هو واجبنا كأشخاص مقربين أو أصدقاء ومعارف تجاه الشخص الذي تعرض للفقد؟
  • ندعه أولا يأخذ وقته بالحزن والتعبير عنه، لأن الحزن مثل الفرح بحاجة لوقت لانقضائه.
  • مساعدته على إنجاز أعماله اليومية، خصوصا إن كان ما يزال يعاني من هزل وتعب بسبب الصدمة.
  • الأخذ بيد ذلك الشخص وجعله يعبر عن كل مشاعره مهما كانت، "حتى تطفو على السطح" ويتخلص منها.
  • عدم منعه من البكاء أو التعبير عن حزنه بالطريقة التي تناسبه طالما لم يترتب عليها أذى له.
    على الرغم من تنوع أشكال الفراق وحالة الحزن التي يتسبب بها، إلا أن الحياة ما تزال مستمرة، وفي ذلك رسالة لنا جميعا إن تخطينا للأمر لابد منه، سنواجه ذلك الألم بعد الشعور به، ونقاتل حتى نتخطاه ببساطة، لأن الحياة ستستمر.
اضافة اعلان

أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي
أمل الكردي