ملف القدس يتقدم على الإرهاب بسلم تحديات المملكة في العام الجديد

القدس المحتلة والدفاع عن عروبتها تتصدر قائمة التحديات المصيرية الأردنية -(أرشيفية)
القدس المحتلة والدفاع عن عروبتها تتصدر قائمة التحديات المصيرية الأردنية -(أرشيفية)

موفق كمال

عمان- يرى مراقبون ومحللون سياسيون، أن الأردن "يواجه مع دخول العام الجديد معركة شرسة في ما يتعلق بملف القدس المحتلة والخطر الإسرائيلي، بعد أن كانت محاربة الإرهاب الخطر الأكبر على المملكة على مدى السنوات القليلة الماضية"، مشيرين إلى أن ذلك "يشكل عبئا جديدا على المملكة التي تعيش وسط إقليم مزدحم بالصراعات والتحالفات".اضافة اعلان
ويقولون في أحاديث لـ"الغد"، إن "كل ملف يحتاج إلى استراتيجية خاصة به، حيث يتطلب ملف القدس جهودا سياسية، بينما يحتاج ملف الإرهاب، إلى جهود عسكرية وأمنية، الأمر الذي يدفع المملكة لإعادة ترتيب أوراقها من جديد".
وفي هذا الصدد، يرى الكاتب والمحلل الصحفي حمادة فراعنة أن "قضية القدس عززت من قلق الدولة من الإرهاب، انطلاقا من أن الاعتراف الأميركي بالمدينة عاصمة لإسرائيل، سيشكل حافزا للتنظيمات الإرهابية المتطرفة لتأكيد صواب خياراتها بأن النظامين العربي والإسلامي لا يستطيعان حماية القدس أو تحريرها، ما يؤدي إلى زيادة المخاطر الأمنية من تنفيذ عمليات إرهابية ضد أشخاص أو مؤسسات داخل الأردن".
وأضاف أن "التنظيمات المتطرفة تستشعر أن النظامين العربي والإسلامي يقفان أيضا عاجزين عن مواجهة إجراءات وسياسات الولايات المتحدة والمشروع التوسعي الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "الجرائم الإرهابية سترتكب تحت ذرائع ويافطات التضامن مع القدس، وإزالة العقبات الرسمية من قبل الأنظمة الحاكمة نحو تحرير القدس على أيدي المتشددين".
واستدرك بالقول: "لكن قضية القدس ستبقى قضية سياسية بامتياز لدى الدولة الأردنية، نظرا لمسؤولياتها المعنوية والسياسية والدينية عبر الوصاية الهاشمية، ولذلك سيكون الأردن رأس الحربة في مواجهة السياسة الأميركية الإسرائيلية نحو القدس".
وأضاف أن "العمل المتطرف ستزداد وتيرته لسببين، الأول أن الأنظمة العربية فشلت في حماية القدس وفي تحريرها، والثاني أن الفصائل المتشددة ستعمل على إزالة العقبات من طريقها بحجة تحرير القدس".
وبالرغم من أن الكاتب والسياسي فراعنة ربط ملف القدس بالارهاب، الا ان خبير الدراسات الدفاعية اللواء المتقاعد فايز الدويري أكد على مدى خطورة الملفين دون الربط بينهما، مشيرا الى ان "ما يجري في القدس يشكل خطرا وجوديا على الاردن، فيما خطر الإرهاب خطر أمني، بمعنى اخر ان تداعيات ملف القدس على القضية الفلسطينية والأردن، قد يؤدي الى تلاشي الأردن واختفاؤها عن الخريطة العالمية لا قدر الله".
ويرى في حديث لـ"الغد" أن "الإرهاب خطر أمني يمكن احتواؤه من خلال الإجراءات الاحترازية، السياسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، لذا لا بد من العمل بالتزامن مع كلا الملفين".
وأضاف: "يجب علينا مواجهة كلا الخطرين بآليات مختلفة، بحيث لا يتعارض بعضها مع بعض، فمواجهة ملف القدس تحتاج إلى طاقات سياسية، لبناء شبكة من العلاقات العربية الإقليمية والدولية، ويقابل ذلك تحصين المجتمع ضد أي عمليات تفتت أو تشرذم، حيث يجب أن يكون الموقف الأردني موحدا، ومواجهة أصوات النشاز التي تثير النعرات"، مشيرا إلى أنه "وبعد ضمان ديمومة تماسك المجتمع تبدأ معركة مواجهة الإرهاب".
وقال إن "الاستقرار الأمني للأردن يقض مضاجع الأميركان والإسرائيليين، وزعزعة الوضع الأردني لا تخدم أميركا وإسرائيل في الوقت الراهن".
من جهته، يرى النائب الأسبق بسام حدادين، أن ملف "الإرهاب ملف دائم، ويوضع باستمرار على رأس القائمة، لأنه يهدد استقرار الشعوب في كل مناطق العالم، وبأن موضوع القضية الفلسطينية، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، هما جزء من محاربة جذور الإرهاب ودوافعه".
وحذر من "التراخي في مهمة مجابهة جذور الإرهاب الفكرية والعقائدية، باعتبارها مهمة أساسية لا بد من تواصل الجهود للتصدي لها، بالوسائل الأمنية والعسكرية والفكرية مع هذا التيار الفكري المدمر، بالتزامن مع نشر الثقافة المدنية والتقدمية، لمواجهة الفكر الظلامي، إلى جانب الاهتمام بالشباب وحل مشكلاتهم المعيشية والاجتماعية، كي نحرم الإرهاب من حواضنه الفكرية والاجتماعية".
وأضاف أن "ملف القدس هو ملف القضية الفلسطينية المفتوح، فالأقصى هو القدس، والقدس هي فلسطين، ولا بد من خوض الصراع بكل أشكاله، للتصدي لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وإحقاق الحقوق الفلسطينية للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وراهنا لا بد من تطويق النتائج التي تمخضت عن اعتراف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، واستثمار حالة العزلة الدولية التي تطوق الإدارة الأميركية في جميع الدول المركزية في العالم".