مهمة شبه مستحيلة تواجه نتنياهو لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة

القدس المحتلة - بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهمة تبدو شبه مستحيلة لتشكيل ائتلاف حكومي بعد تكليفه من قبل الرئيس الإسرائيلي محاولة القيام بذلك بعدما أفضت الانتخابات إلى طريق مسدود.اضافة اعلان
وحقق نتنياهو من خلال تفويض الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أول من أمس له تشكيل الحكومة نصرا مؤقتا وعليه أن يشكل الائتلاف بدون مؤشرات واضحة الى من سيحصد الأغلبية.
وسيحاول نتنياهو النجاح في المهمة الموكلة إليه وهو في انتظار جلسة استماع من المقرر عقدها في الثاني والثالث من الشهر المقبل بقضايا الفساد المحتملة ضده.
وتشير تحذيرات إلى احتمال ذهاب إسرائيل إلى انتخابات هي الثالثة منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وفور تكليفه، دعا نتنياهو مجددا خصمه الرئيسي بيني غانتس إلى الانضمام إليه في حكومة وحدة لكن رئيس هيئة الأركان السابق رفض أسلوب نتنياهو التفاوضي ووصفه بأنه غير جاد.
ويقول غانتس إنه يجب أن يكون هو رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل في اطار حكومة وحدة وطنية، وخصوصا أن تحالفه الوسطي أزرق أبيض هو الأكبر، ويصر على أنه لن يشارك في حكومة يواجه فيها رئيس الوزراء لائحة اتهام جدية.
وسعى التحالف الوسطي إلى إقناع أعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إلى التخلي عنه وتشكيل حكومة وحدة معا، لكن لا مؤشرات الى امكان حصول ذلك.
ودفع هذا الوضع منتقدي نتنياهو إلى اتهامه باحتجاز البلاد رهينة مستندين في ذلك إلى احتمال تشكيل حكومة وحدة إذا تنحى.
ويقول نتنياهو إنه يحظى بدعم أحزاب صغيرة في البرلمان أكثر من غانتس وتعهد عدم التخلي عنها خلال محادثاته لتشكيل الائتلاف.
ولم يشر رئيس الوزراء إلى احتمال تخليه عن منصبه طوعا بعدما تولاه لاكثر من 13 عاما.
وصرح الرجل الثاني في تحالف أزرق أبيض يائير لابيد أمس "لم يفز نتنياهو في الانتخابات، لقد خسر".
وكتب عبر صفحته على موقع فيسبوك "بيني غانتس أفضل وسيصبح رئيس وزراء أفضل منه". وأضاف "عدد أكبر من الناس صوتوا لصالح أزرق أبيض بدلا من الليكود، لقد فعلوا ذلك لاعتقادهم أن الوقت قد حان لتغيير الاتجاه".
من جهته، قال كبير مفاوضي حزب الليكود، وزير السياحة ياريف لافين الخميس إن الحزب منفتح على احتمال التناوب. وقال "ندرك أننا إذا شكلنا حكومة وحدة فلن يكون نتنياهو رئيس وزراء لفترة كاملة".
وأدت اتهامات الفساد الموجهة لنتانياهو بحزب "ازرق ابيض" لتبني خطا متشددا بشأن تشكيل ائتلاف.
ومن المقرر أن يقدم فريق محامي نتنياهو مرافعاتهم لوزارة العدل، بعد أن أعلن النائب العام أنه يعتزم توجيه تهم الرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة لنتنياهو.
وينفي نتنياهو تلك التهم وطلب أمس من النائب العام بث جلسة الاستماع مباشرة لأنه "ليس لديه ما يخفيه".
ويلقي أعضاء الليكود باللوم على غانتس في حال اضطروا إلى إجراء انتخابات ثالثة وهو موقف يصفه أعضاء أزرق أبيض بانه "سخيف".
وأشار لافين إلى أن "خيار الانتخابات الثالثة هو الأرجح في الوقت الحالي".
وحض الرئيس الإسرائيلي كلا من نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة وحدة قبل إعلانه أول من أمس، لكنه لم يستطع أن يقودهما إلى اتفاق.
واقترح ريفلين تغيير القانون للسماح لنتنياهو بالتنحي لفترة غير محددة ليتفرغ لقضاياه القانونية، فيما يتولى غانتس رئاسة الوزراء في هذه الأثناء.
وقال لافين إن الليكود مستعد للتفاوض على هذا الأساس مشيرا إلى أن الليكود دعا مفاوضي التحالف الوسطي إلى إجراء محادثات الخميس لكنهم رفضوا.
من جهته قال إن مفاوضي أزرق أبيض رفضوا عقد اجتماع في مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي قبل أن يعلن الشخص الذي كلف تشكيل الحكومة.
وكانت حصيلة الانتخابات حصول التحالف الوسطي أزرق أبيض على 33 مقعدا، مقابل 32 مقعدا لحزب الليكود في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وأمام نتنياهو 28 يوما لتشكيل حكومة مع تمديد محتمل لمدة أسبوعين.
وفي حال فشل نتنياهو في المهمة، يمكن للرئيس الإسرائيلي اختيار شخص آخر لتشكيل الائتلاف أو مطالبة 61 من أعضاء البرلمان بالموافقة على مرشح.
وصدر مؤشرات أمس إلى أن غانتس سعى لإعطاء نتنياهو الفرصة الاولى لتشكيل حكومة مع رهانه على أنه سيفشل.
وأشار أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة التي حصدت 13 مقعدا في البرلمان، إلى أن اتصالات جرت بينه وبين أزرق أبيض.
وقال عودة في مقطع مصور نشره عبر صفحته على فيسبوك "طلب أزرق أبيض تأييد ترشيح غانتس لرئاسة الحكومة من عشرة أعضاء فقط من القائمة المشتركة (…) وبالتالي سيحصل نتنياهو على 55 مقعدا مقابل 54 لغانتس وحينها يكلف نتنياهو تشكيل الحكومة".
وأشار عودة إلى أن "ازرق أبيض يعتقد أن نتنياهو سيفشل في تشكيل الحكومة وسيطلب ريفلين من غانتس القيام بذلك".
وكانت القائمة المشتركة قد أعلنت مطلع الأسبوع تأييدها غانتس لرئاسة الوزراء، على الرغم من رفض أحد الاحزاب المنضوية فيها والذي لديه ثلاثة مقاعد هذا الامر، ما يعني ان دعمها لغانتس يشمل عشرة مقاعد فقط.-(أ ف ب)