حزب العشيرة وعشيرة الحزب

08
د.حسن عبد الله الدعجة
التجربة الحزبية في الأردن والانتخابات القادمة:
التجربة الحزبية في الأردن والانتخابات القادمة تشكل تحديًا مستمرًا بين إعادة الثقة في الأحزاب السياسية وتكرار المشهد القديم. يمكن القول إن الأحزاب السياسية في الأردن تعاني من ضعف الثقة لدى الناخبين، وهذا يعود جزئياً إلى العديد من العوامل مثل قلة الشفافية، وضعف التمثيل للفئات الاجتماعية المختلفة، وتوريث السلطة داخل الأحزاب.اضافة اعلان
إلا أن هناك جهوداً مستمرة لتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية في الأردن، بما في ذلك إصلاحات في قانون الانتخابات وتشجيع المشاركة الشبابية وتعزيز الشفافية في عمل الأحزاب السياسية. ومع اقتراب الانتخابات، يمكن أن ترتكز جهود الأحزاب على إعادة بناء الثقة من خلال عرض برامجها ومشاريعها بشكل شفاف ومقنع، وتأكيد التزامها بتحقيق مصالح المواطنين بدلاً من مصالح النخبة السياسية.
لكن قد يظل بعض الناخبين متشائمين بشأن قدرة الأحزاب على التغيير الفعلي والإصلاح، وقد   يجعل هذا من التحدي أكبر بكثير. لكن الإصرار على الديمقراطية وتعزيز الشفافية قد يكون لها تأثير إيجابي على المشهد السياسي في المستقبل.
وقد تعتمد الأحزاب الأردنية على عدة عوامل في جهودها السياسية والانتخابية، ومن بين هذه العوامل قد يعتمد الحزب عادةً على قاعدته الثابتة من الأعضاء للمساهمة في الحملات الانتخابية ودعم المرشحين. وبالإضافة إلى أعضاء الحزب، يعتمد الأداء الانتخابي للحزب على قدرته على جذب المناصرين والمؤازرين، وهم الناخبون الذين قد لا يكونون أعضاء في الحزب ولكنهم يؤيدون مرشحيه أو برامجه. وقد تلجأ الأحزاب أحيانًا إلى تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى أو مجموعات سياسية أخرى لتعزيز فرصها الانتخابية وزيادة التأثير في الساحة السياسية. كما يلعب التمويل دورًا مهمًا في الحملات الانتخابية، وقد يكون للأحزاب القدرة على استخدام التمويل بشكل فعال للترويج لبرامجها وجذب الدعم.
كما تعتمد الأحزاب الأردنية على مجموعة متنوعة من العناصر لدعم جهودها السياسية والانتخابية، وليس فقط على أعضائها، بل أيضًا على شبكة واسعة من المناصرين والمؤازرين والشراكات والتمويل.
 حزب العشيرة وعشيرة الحزب:
إن القوة والإقناع في السياق السياسي الأردني قد تتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك دعم العشائر وتأثير الأحزاب السياسية، وإن حزب العشيرة وعشيرة الحزب هما مصطلحان يستخدمان لوصف طريقة تنظيم الدعم والولاء في السياق الأردني.
حزب العشيرة:  يشير إلى الولاء والدعم الذي يتم توجيهه نحو حزب معين بناءً على الانتماء العشائري، حيث يكون الأفراد يدعمون الحزب بناءً على انتمائهم إلى عشيرة معينة.
عشيرة الحزب: يشير إلى الدعم والولاء الذي يتم توجيهه نحو العشيرة بناءً على الانتماء السياسي أو الفكري، حيث يكون الأفراد يدعمون العشيرة بناءً على انتمائهم إلى حزب معين.
فيما يتعلق بتداخل الأحزاب الأردنية مع بنية العشيرة، قد تحاول بعض الأحزاب الاستفادة من دعم العشائر لتعزيز فرصها الانتخابية، وقد يكون ذلك عن طريق تأكيد الارتباط العشائري لبعض المرشحين دون الكشف عن عضويتهم في الحزب، بهدف جذب دعم ناخبي العشيرة.
ومع ذلك فإن هذه الإستراتيجية قد تواجه تحديات، خاصة فيما يتعلق بالشفافية والمصداقية في العملية الانتخابية، وقد يفضل الناخبون معرفة الانتماء السياسي للمرشحين بدقة قبل إبداء دعمهم، مما يجعل من الصعب على الأحزاب استخدام العشائرية كأداة رئيسة لجذب الأصوات دون الكشف عن هوية مرشحيها.
الالتزامات العشائرية والمناطقية والحزبية:
في السياق السياسي الأردني، يمكن أن يتأثر النائب الحزبي بتأثيرات متعددة تشمل التزاماته تجاه الحزب وكذلك التزاماته تجاه العشيرة والمنطقة التي يمثلها.
الالتزامات الحزبية: يتوقع من النائب الحزبي أن يلتزم ببرنامج وسياسات الحزب الذي يمثله، وأن يعمل على تحقيق أهداف الحزب في البرلمان وفي العمل السياسي بشكل عام.
الالتزامات العشائرية والمناطقية: يمكن أن يكون للنائب الحزبي توجهات وتأثيرات عشائرية ومناطقية تؤثر على قراراته ومواقفه في البرلمان، خاصة إذا كان يمثل منطقة معينة أو عشيرة محددة، ويمكن أن تتضمن هذه التأثيرات توقعات من الناخبين والقادة العشائريين بشأن المواقف والمصالح التي يجب أن يدافع عنها النائب.
يمكن لهذه التأثيرات أن تؤدي إلى توازن دقيق يحاول النائب الحزبي المحافظة على ولاءاته وتعهده تجاه الحزب، في الوقت نفسه يسعى لتحقيق مصالح وتطلعات العشيرة والمنطقة التي يمثلها. وفي بعض الأحيان قد تتعارض هذه الالتزامات، مما يضع النائب في مواقف صعبة يجب عليه التعامل معها بحكمة وحسم.
الاندماج والاختفاء:
بالنسبة للأسماء البارزة في الساحة السياسية، قد يتغير موقفهم أو دورهم بناءً على نتائج الانتخابات، وقد يفقد بعضهم مكانتهم في الساحة السياسية إذا فشلوا في الفوز في الانتخابات، بينما قد يظل البعض الآخر له تأثير قوي ويستمرون في تقديم الرؤية والقيادة في الساحة السياسية، ومن الممكن أيضًا أن يجدوا أنفسهم في مواقع أكثر تحدياً مع تغيرات في السياسة الوطنية أو بعد نشوء تحالفات جديدة.

*أستاذ الدراسات الإستراتيجية – جامعة الحسين بن طلال