الرياضة .. وتصريحات المسؤولين

في إحدى السنوات، خرج مسؤول حكومي في الأردن، ليبرر قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وبعض المواد الأساسية، بأن هذا الرفع يصب لمصلحة المواطن مستقبلا، وأن هذه الارتفاعات السعرية لن تؤثر على أصحاب الدخل المحدود!.

اضافة اعلان

 

  هذا التصريح “الغبي” والمتسرع والذي يبتعد كثيرا عن الواقع، ساهم في تأجيج الشارع المحلي، الذي قبل على مضض قرارت الحكومة برفع الاسعار، ولكنه شعر بحالة من الاستفزاز من تصريح المسؤول، الأمر الذي رفع من وتيرة غضب المواطن.. وكان من الحكمة أن يلتزم هذا المسؤول الصمت بدلا من الخروج بتصريحات منافية للواقع ومستفزة للجمهور.


مثل هذه الحادثة تتكرر كثيرا في الوسط الرياضي المحلي، حيث يخرج مسؤولون رياضيون ومدربون ليصوروا الواقع بأنه لوحة فسيفسائية جميلة مثالية، فيما الواقع عكس ذلك تماما، الأمر الذي يؤدي لاستفزاز الجمهور، ويرفع حالات الضغط والسكري والجلطات في أوساط الشارع الرياضي.


لم يسبق لمسؤول رياضي محلي أن خرج ليشخص الحالة كما هي، ويعترف بالتقصير، ويعلن عن خلل في منظومة العمل، بل على العكس من ذلك يخرج المسؤولون في تصريحات إعلامية تؤكد مثالية الأوضاع وأن الأمور تسير بشكل متميز بفضل التوجيهات والتعليمات، علما بأن هذا المسؤول وفور إبعاده عن منصبه، يبدأ بتسريب “أخبار الخلل” في منظومة العمل، ويحاول جاهدا تسريب معلومات للانتقاص من الشخصية التي حلت مكانه.

 

في الأيام الأخيرة خرج مسؤولون وفنيون في اتحادات رياضية بتصريحات تتفوق على تصريحات المسؤول الحكومي الاقتصادي، وقاموا بتزيين الواقع الرياضي المتراجع، وساقوا مبررات لبعض التفاصيل الفنية والتي لا يمكن لعاقل أن يصدقها... بل أن بعض التصريحات تستغفل المتلقي وتستفزه لأنها بعيدة كل البعد عن الواقع وعن المعلومة الصحيحة... لهؤلاء المسؤولين والمدربين نقول..

 

احترموا الشارع الرياضي المحلي.. المتابعون والمشجعون ليسوا سذجا لهذه الدرجة، فالجميع يعلم أدق التفاصيل بفضل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الأخبار المختلفة، فلم يعد مجديا أن تخرجوا بتصريحات مستفزة تجافي الحقيقة.. فالصمت أبلغ والابتعاد عن وسائل الإعلام أنجا.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا