كوب (28) حضر الملك وغابت الحكومة والقطاع الخاص

الرسالة التي وجهت الدعوة للعالم لحضور كوب في تموز 2023 جدول أعمالها شمل تسريع عملية التحول والخفض التدريجي للوقود الأحفوري، وبالتالي خفض كبير لانبعاثات الكربون بحلول 2030.

اضافة اعلان


بقدرة قادر تحول النقاش واتخذت التوصيات منحى جدل وتشنج لتحقيق هدف مستجد ترغبه الدول الغنية يهدف للتخلص من الوقود الأحفوري، بما يختلف مع توجه الأغلبية ويناقض الأجندة التي دعمت الخفض التدريجي وليس الإلغاء للوقود الأحفوري.


الدول الغنية تريد الانتقال الكامل نحو الطاقة البديلة وإلغاء استخدام الوقود الأحفوري وفي ذلك إجحاف في حق الدول النامية كما المنتجة لأن نموها الاقتصادي ومعيشتها معتمدة على الواقع الحالي، ولا خريطة طريق عالمية عملية غير نظرية بديلة تم اقتراحها؛ الإلغاء معناه خنق الاستثمارات الضخمة القائمة لدول عديده بعضها قد بدأ لتوه الإنتاج، بينما الدول الغنية تنعمت بخيارات النفط سنين طويلة تطالب الآن من برجها العاجي بما لا يمكن تطبيقه. 


الملك المتقدم دائماً كان في القمة دليلا على الاهتمام والرغبة في الاستفادة من الخبرات في الطاقة البديلة المتجددة ولتسويق الأردن في هذا الاتجاه، بينما الحكومة فنياً وبعيداً عن الوفد الرسمي غابت فلم تعرض شيئاً، كما غاب القطاع الخاص. فلا جناح أردنيا ولا مبدعين ولا معروضات لبلد يحتاج أن يسوق ثراءه الشمسي والهيدروجيني وغناه في طاقة الرياح وملياراته من أطنان الصخر الزيتي، بجانب ضرورة الاطلاع على أحدث التكنولوجيات في هذه المجالات.


الأردني المتألق دائماً في الخارج، مثله ذلك الذي استوحى من لعبة العدسة التي كانت تجمع لنا حرارة الشمس في طفولتنا، البروفيسور أيمن المعايطة صاحب براءة اختراع عالمية، حصدها حين طور عدسة عملاقة طولها 10 أمتار وعرضها كذلك، تبنتها الإمارات المقدِرة للكفاءات، لتكون بديلا عن مئات الألواح الشمسية الشاغرة لحيز كبير من الأشجار والخضرة، الضارة بالبيئة من حيث المساحة التي تشغلها تلك الألواح ومن حيث المواد الداخلة في صناعتها. 


عدسته رخيصة الكلفة تجمع الحرارة لتصل إلى 1500 درجة مئوية تحولها إلى طاقة كهربائية مثالية للتخزين ليلاً ونهاراً بمعنى أربع وعشرين ساعة ولأعوام تمتد لثلاثين. هي ليست كغيرها من أنواع الطاقة المتجددة التي إما أن تهدر أو يتم تخزينها في بطاريات عدوه للبيئة عالية الكلفة، لا تخزن لأكثر من أربع ساعات وعمرها عشر سنوات فقط. 


ما نحن في أمسّ الحاجة إليه في بلد يعاني من نقص الطاقة بأنواعها المختلفة والتي أرهقت الموازنة بمليارات من المديونية، نحن نحتاج لمثل هذه الحلول في مجالات الطاقة المتجددة والصخر الزيتي، وكذلك نحتاج لاستقطاب كفاءات تساعد في حلول الطاقة الصديقة للبيئة وتمثل إضافة أردنية في مجال الاختراعات الجاذبة للاستثمارات، في بلد تأتيه الشمس والرياح والهيدروجين من كل حدب وصوب، أرهقته عشرات السنين من الاستدانة الثقيلة على المستويين المالي والسيادي.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا