رئيس مجلس الأعيان في "الغد": الأردن قوي سياسيا وأمنيا وموقفه مما يجري بغزة متقدم

الفايز: لو تبقى فلسطيني واحد في العالم سيبقى يقاوم

فيصل الفايز
فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان في صحيفة الغد

أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أنه “لا يمكن كسر إرادة وشوكة الشعب الفلسطيني، الباحث عن الحرية والاستقلال، فلو تبقى فلسطيني واحد في العالم.. سيبقى يقاوم، طالما لا يوجد حل عادل وشامل وواضح للقضية الفلسطينية، ينتج عنه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس”.

اضافة اعلان


ولفت رئيس مجلس الأعيان، إلى أن الشعب الفلسطيني صامد وثابت على أرضه وترابه الوطني.


جاء ذلك خلال زيارة للفايز الى “الغد” الاثنين، التقى فيها الزملاء رئيس التحرير مكرم الطراونة، ومديري التحرير والصحفيين، وجال في الاقسام المختلفة للصحفية.


واضاف الفايز، أن جلالة الملك عبدالله الثاني طالما أكد أهمية حل القضية الفلسطينية وفق القرارات الدولية، كما حذر جلالته مرارا وتكرارا من تبعات ما يجري حاليا في قطاع غزة والضفة الغربية، جراء إدارة الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي، ظهرهم للقضية الفلسطينية بعدم حلها.


واستذكر رئيس مجلس الاعيان، ان جلالة الملك تحدث في الجمعية العامة للامم المتحدة حول الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، داعيا اسرائيل الى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة، والخروج من عقلية القلعة والتفاوض مع الفلسطينيين، مبينا أن جلالته لا يألو جهدا في مخاطبة العالم في اكثر من مناسبة بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وحل قضيتهم وفق قرارات الشرعية الدولية.


وأكد الفايز، أن الأردن قوي سياسيا وأمنيا، وموقفه مما يجري في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على أبناء القطاع، واضح وجلي ومتقدم، وتجلى ذلك في تصريحات قائد البلاد جلالة الملك، وقيام ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبدالله بالذهاب الى معبر رفح برفقة المستشفى الميداني الأردني الثاني في جنوب القطاع.


وقال، إن موقف جلالة الملك، كان متقدما وحازما، اذ اعتبر جلالته ان ما ارتكبه الاحتلال الاسرائيلي في القطاع، بمنزلة جرائم حرب وحرب إبادة جماعية.


ولفت الى أن الأردن، اتخذ خطوات واضحة في هذا الصدد، بسحبه للسفيرالأردني من تل أبيب وإعادته الى عمان، وعدم عودة السفير الإسرائيلي الى الأردن.


وقال الفايز، إن الأردن ومنذ بداية الحرب على غزة، تشدد في دعوته الى وقف الاحتلال الإسرائيلي حربه العدوانية، ومد غزة بالمساعدات الإغاثية والطبية، واقامة مستشفى ميدانيا ثانيا في جنوب القطاع، وآخر في محافظة نابلس بالضفة الغربية، بالاضافة الى مواصلته استمرار تقديمه المساعدات للغزيين برا وجوا، بخاصة تلك المساعدات التي قام سلاح الجو الإردني، بإنزالها بسواعد نشامى الجيش العربي في ايام العدوان الغاشم على قطاع غزه، وقبل الهدنه الحالية.


واشار الفايز، الى ان الأردن، أكد رفضه للتهجير القسري لأبناء القطاع الى شبه جزيرة سيناء المصرية، او تهجير ابناء الضفة الى الأردن، وان عمان والقاهرة اكدتا رفضهما لهذه السياسة الإسرائيلية التي تعبر عن تفكير عنصري ومتطرف، كما ان الأردن رفض التنكيل الذي يقوم به الاسرائيليون بالمواطنين الفلسطينيين في الضفة.


وقال، ان ما جرى في غزة، غير كل الموازين، ووضع القضية الفلسطينية على اجندة العالم، مشيرا الى اهمية استثمار ذلك عربيا واسلاميا، وان يكون الموقف العربي والاسلامي واضحا وقويا، باستثمار ورقة الضغط الاقتصادية على الولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبا الغربية بكل الاشكال المتاحة.


ولفت الفايز، الى ان الرأي العام العالمي بات مقتنعا تماما بضرورة حل القضية الفلسطينية، ووجوب استثمار هذه القناعة العالمية، عن طريق الوصول الى الحكومات الغربية والضغط عليها، لايجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، معتبرا بأن البيانات والتصريحات وحدها غير كافية، بل يتوجب إلحاقها بمواقف قوية من الدول العربية والاسلامية.


واشار رئيس مجلس الاعيان الى ان مخرجات القمة العربية الاسلامية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض مؤخرا، كانت ايجابية، لذلك وجب ان يجري التعامل معها بوضوح، وايصال رسائل الى الدول الغربية وواشنطن، فهي قرارات تشدد على اهمية حل القضية الفلسطينية، وبخلاف ذلك، فان الصراع سيتجدد بين فينة واخرى على ارض فلسطين المحتلة، وسيأخذ اشكالا تصعيدية خطرة، وقد يجلب معه صراعات إقليمية اكبر. 


ودعا الفايز الى إنشاء تحالف دولي كبير، يرعى عملية السلام في المنطقة العربية، ينتج عنه اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وان يجري الضغط على الاحتلال الاسرائيلي للقبول بمخرجات اي قرارات دولية في هذا الجانب.


وأشار الى انه دون ذلك، فان القضية لن تحل ولن يكون هناك استقرار في المنطقة، معتبرا بان الحلول الفردية والترقيعية لا تفيد، وان المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي وحدهما، من دون ضغط دولي لن تحقق السلام.


وأضاف، ان الأردن رسميا وشعبيا، كان وسيبقى الاقرب الى فلسطين واهلها، وان ما يجري في القطاع، اثر على كل فرد اردني من شمال المملكة الى جنوبها، وان قلوب الأردنيين معلقة بالقضية الفلسطينية التي يعتبرونها قضيتهم المركزية، وليس ادل على ذلك من قيامنا ببناء المستشفيات الميدانية، وارسال المساعدات عبر البر والجو، وتنفيذ مسيرات واعتصامات ووقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة والقطاع.


وأشار الى ان حالة التضامن الأردني مع الشعب الفلسطيني، ستبقى راسخة، وهي لم تتوقف يوما، وعمت محافظات الأردن كافة، فالأردن قيادة وشعبا يساند كفاح الفلسطينيين من اجل نيلهم لحقوقهم المشروعة.


وبين الفايز، ان الأردن تأثر اقتصاديا واجتماعيا نتيجة ما يجري في قطاع غزة والضفة، وانعكس هذا التأثير على القطاعات الاقتصادية من خدمات وسياحة وتجارة وغيرها، معربا عن تفاؤله، بان يحصل الأردن على دعم اقوى واشمل من الدول الصديقة والشقيقة، لتجاوز هذه التأثيرات.


واكد ان الأردن سياسيا وامنيا بخير،في وقت يمضي فيه بمواجهة التحديات الاقتصادية، والتركيز على مشاريع الامن الغدائي والزراعي، واستثمار الاراضي الزراعية كافة، واستغلال المياه في باطن الأردن، وبناء السدود الترابية، واقامة المشاريع الصغيرة، للحد من مشكلتي البطالة والفقر، كما اننا في الوقت ذاته، نتطلع الى تقديم افضل الخدمات للمواطنين، وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية الى الأردن، ومعالجة الترهل الاداري الذي يؤثر على الاستثمار ويحد من تطوره.

 

اقرأ المزيد : 

الفايز: جريدة "الغد" لفتت أنظار العالم من خلال ابتكار العناوين بالعبرية والإنجليزية