شراكات عالمية للتغلب على تلوث الهواء.. ضرورة أم ترف؟

1693757391223629200
دخان يتصاعد من أحد المصانع في عمان-(أرشيفية)

فيما يشكل تلوث الهواء تهديدا كبيرا للصحة العامة والبيئة والمناخ العالمي، في وقت تواجه فيه دول غرب آسيا، من بينها الأردن، كما هو الحال في أجزاء أخرى من العالم، تحدي جودة الهواء غير الصحية، بات من الضرورة بمكان، إقامة شراكات عالمية للتغلب على تلوث الهواء، نظراً لطبيعته العابرة للحدود"، وفق ممثلين عن القطاع الحكومي، والوكالات الوطنية العربية. 

اضافة اعلان


وتأتي هذه الدعوات في إطار ما تشير إليه تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن "أكثر من 99 % من الناس يتنفسون هواءً غير آمن، في وقت يتعرض 2.4 مليار شخص لمستويات خطيرة من تلوث الهواء المنزلي".


وبالتزامن مع اليوم العالمي لنقاوة الهواء، الذي يصادف الخميس المقبل، اتفق ممثلون عن 12 دولة عربية على إنشاء شبكة إقليمية لإدارة جودة الهواء، خلال ورشة عقدها برنامج الأمم المتحدة للبيئة - المكتب الإقليمي لغرب آسيا- بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أمس، في العاصمة عمان.


وأكد أمين عام وزارة البيئة د. محمد الخشاشنة، خلال افتتاح أعمال ورشة تشاورية إقليمية، على أن "التشاركية والتعاون الدولي هما الأساس في حل ومعالجة القضايا البيئية الملحة، ومنها قضية تلوث الهواء، وآثارها على البيئة وصحة الإنسان".


ولفت إلى أن "تلوث الهواء يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة، والبيئة، والمناخ العالمي، والتنمية المستدامة، لذلك فإنها مصدر قلق وتستوجب المواجهة السريعة والعاجلة، لوضع حلول نهائية لها".


وأضاف أن "إقامة شراكات عالمية للتغلب على تلوث الهواء بات ضرورة ملحة، نظراً لطبيعته العابرة للحدود، حيث يمثل مشكلة عالمية ذات آثار بعيدة المدى".


وشدد على أن "جميع المعنيين في كل الدول يتحملون مسؤولية حماية الغلاف الجوي للأرض، وضمان هواء صحي يستنشقه الجميع".


ووفق قوله "سيساعد العمل المشترك في الحد من ملوثات الهواء والمناخ قصير العمر، وتحسين نوعية الهواء على الأصعدة الوطنية، والإقليمية، والعالمية كافة".


ودعا "الأفراد والمؤسسات والحكومات لاتخاذ إجراءات فعالة للمساهمة في الحد من تلوث الهواء، وحماية البيئة، والصحة العامة، لتحسين جودة الحياة على كوكب الأرض، وحماية البيئة للأجيال القادمة".


وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن "99 % من سكان العالم يعيشون في مناطق لا يتم فيها استيفاء المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة بشأن جودة الهواء"، وفق ممثل منظمة الصحة العالمية مازن ملكاوي.


و"يرتبط تلوث الهواء بأكثر من 6.9 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً، بما في ذلك 560 ألف حالة وفاة في إقليم شرق المتوسط"، بحسبه.


ولسوء الحظ فإن "المعدل السنوي للجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء، التي يقل قطرها أو تساوي 10 ميكروميتر (PM10)، وغاز أكسيد النيتروجين في المنطقة العربية هو الأعلى بين الأقاليم"، على حد قوله.


وأضاف أن "مصادر الجسيمات الدقيقة في الإقليم تختلف عن الأجزاء الأخرى من العالم، حيث تساهم الطبيعية منها مثل العواصف الترابية والرملية بما يصل 50 % من المدخلات السنوية".


بدوره، أكد نائب المدير الإقليمي لغرب آسيا عبد المجيد حداد أن "جودة الهواء تنعكس بصورة مباشرة على تحقيق خطط أهداف التنمية المستدامة في دول غرب آسيا، من بينها الهدف 12، و11، و3".


وبين حداد أن "جودة الهواء لا تؤثر فقط على الصحة، بل لها انعكاسات على تغير المناخ، والأمن الغذائي والمائي كذلك". 


وأضاف أن "دول غرب آسيا لا تستثنى من مشكلة تلوث الهواء، فالجسيمات الدقيقة العالقة وخاصة تلك التي يقل قطرها أو يساوي 10 ميكروميتر، والتي يقل قطرها عن/ أو يساوي 2.5 ميكرون تتجاوز المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية".


والجسيمات الدقيقة العالقة PM10، هي الدقائق العالقة القابلة للاستنشاق، وتكون بقطر أقل من أو تساوي 10 ميكروميتر، وكلما كانت الجسيمات أصغر تزداد إمكانية وصولها إلى داخل الرئتين، وتدخل إلى جسم الإنسان من خلال التنفس، وتؤثر إما مباشرة على الجسم أو من خلال الامتصاص في الدم.


وأما PM 2.5 فهي جسيمات مجهرية يصل عرضها إلى 2.5 ميكرون، ويقل قطرها 30 مرة عن قطر شعرة الإنسان، وعندما ترتفع مستوياتها، تشكل هذه الجسيمات ضبابا في الجو، وتدخل إلى الجهاز التنفسي للإنسان وتنفذ إلى رئتيه، ويطلق عليها القاتل الصامت، بحسب تعريفات البنك الدولي.

 

اقرأ المزيد : 

تلوث الهواء أكبر تهديد لصحة الإنسان في العالم