"يرحلون ونبقى.. هناك موعدنا" سردية النضال الفلسطيني

1685011358463804700
غلاف الكتاب

"يرحلون ونبقى.. هناك موعدنا" عنوان رواية جديدة للروائي موسى سمحان الشيخ، التي صدرت مؤخرا عن منشورات مرسال الحديثة/ ناشرون وموزعون في عمان.

اضافة اعلان


جاءت الرواية في 256 صفحة من القطع المتوسط، وهي الإصدار الثاني عشر في سلسلة إصداراته الأدبية الموزعة بين القصة القصيرة والشعر والرواية، وهي الرواية الخامسة في سلسلة أعماله الروائية التي تناولت جوانب متعددة للقضية الفلسطينية على مدى قرن من الزمان. 


الرواية الجديدة التي أهداها المؤلف إلى زوجته وأبنائه وأبناء شعبه الذين لم يبيعوا أنفسهم في سوق النخاسة شهدت حركة واسعة لأبطالها وشخوصها على مساحة أرض فلسطين التاريخية كونها تتحدث عن جوانب متعددة من أحداث ثورة فلسطين الكبرى 1936 / 1939، هذه الثورة التي انطلقت شرارتها بعد استشهاد شيخ شهداء فلسطين عز الدين القسام الذي ظل حاضرا في هذه الرواية مثل مناضلي فلسطين ومجاهديها وأبنائها الذين واجهوا ببسالة جرائم الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية التي استهدفت فلسطين وأهلها، في وقت كانت فيه حركة أبطال رواياته السابقة محصورة في نقطة جغرافية واحدة من مدن وقرى فلسطين أو خارجها كونها تعالج أحداثا تتعلق بذلك المكان. 


اللافت للنظر في هذه الرواية أن الكاتب موسى سمحان الشيخ اختار شابا صغير السن ليكون واحدا من أبطال روايته، ليدفع بهذا الشاب بعد ثلاثين عاما تقريبا للانخراط في صفوف الثورة الفلسطينية التي انطلقت منتصف ستينيات القرن الماضي ويلتحق بأحد معسكرات التدريب الخاصة بها في سورية، وهي خطوة أراد الكاتب من خلالها أن يشير إلى استمرار الثورة وتواصلها من خلال تعاقب الأجيال في هذه الثورة التي قدمت التضحيات الكبيرة. 


ويلحظ القارئ لهذه الرواية أن الكاتب موسى الشيخ لم يذهب إلى كتابة نص تاريخي لأحداث الثورة الفلسطينية عام 1936 بل ذهب إلى توظيف ذلك التاريخ لإنجاز عمل أدبي روائي يحكي حياة الناس وهمومهم كما يحكي سردية الوطن بمصداقية ووضوح، وهو الكاتب الذي أخذ على نفسه الانغماس في كل ما يحرك المياه الراكدة لوطن ظل على مدى قرن من الزمان متشبثا بالحياة ومتمسكا بحقوقه وثوابته وهويته العربية في هذه الرواية يتعرف الجيل الجديد من أبنائنا الذين يخوضون نضالا لم يتوقف على جزء من نضالات أجدادهم صاغها قلم كاتب محام نذر قلمه وكلمته للدفاع عن الحق والحقيقة في وطن ظل يشهد صراعا حادا بين الكف والمخرز. 


يذكر أن التصميم الداخلي للرواية وتصميم الغلاف للفنانة إيلاف عودة، ويشير المؤلف إلى أن أجزاء أخرى من هذه السلسلة الروائية سترى النور في الفترة المقبلة من أجل إكمال طوق السردية العربية في فلسطين في مواجهة دحض السردية الصهيونية.

 

اقرأ أيضاً: 

مشاركون يدعون لتوثيق وأرشفة الأدب الفلسطيني بدءا من الرواد