الكنائس الكاثوليكية تنشد السلام وترفع الصلوات لإنهاء الحرب على غزة

1705066267478206700
جانب من قداس احتفالي للكنائس الكاثوليكية بيوم الحج إلى موقع المعمودية–المغطس-(الغد)

المغطس -  دعا بطريرك القدس للاتين ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إلى وقف فوري للغة السلاح والقتل والتشريد وهدم البيوت، مشددا على ضرورة أن تعمل الأسرة الدولية على إيجاد حل شامل للقضية الفلسطينيّة على أساس حل الدولتين ووضع خاص لمدينة القدس.

اضافة اعلان


وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي أجرى على ضفاف نهر الأردن في موقع المغطس أمس "سيتم تقديم القداس من أجل إسكات الحرب، والسماح للجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية بإيصال مساعداتها الإنسانية، في حين ستقتصر احتفالات الكنيسة على الشعائر الدينية حدادًا على أرواح الشهداء وإقامة الصلوات لشفاء الجرحى والمصابين"، مشيرا إلى أن اللقاء الذي جمعه برفقة رؤساء الكنائس والفاعليات الإسلامية في الأردن وفلسطين قبل أيام من عيد الميلاد المجيد مع جلالة الملك جاء لتثمين موقف جلالته والعائلة الهاشمية والأسرة الأردنية الواحدة على وقفتهم التاريخية النبيلة مع أهلنا في غزة، وخصوصا إيصال المساعدات الإنسانية.


وأضاف "آتي بدوري من القدس لتشجيع الحوار والتلاقي بين المسلمين والمسيحيين"، راجيا كل الخير للأردن الحبيب، ليبقى بقيادة جلالة الملك منارة للسلام والمحبة.


ووجه الكاردينال بيتسابالا دعوة للحجاج من كل مكان في العالم ليأتوا لزيارة الأردن، مقدمًا الشكر للجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس أمناء موقع المعمودية، ووزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة، وموقع المعمودية، والكنائس، ولكل من يعملون في هذا القطاع السياحي المهم بالنسبة للاقتصاد الأردني، وكذلك لبناء الجسور بين الكنائس المحلية وكنائس العالم.


وألقى المطران جمال دعيبس عظة القداس كلمة استذكر فيها المعاني الروحية للمعمودية. وقال: "من خلال سر المعمودية، أصبحنا جماعة مسيحية متحدة ومبشرة برسالة السماء، في تمجيد الله في الأعالي، والسلام في الأرض لبني البشر، وعلى مثال السيد المسيح، فكل مسيحي مدعو تحقيق ملكوت الله، ملكوت عدلٍ وسلام ومحبة، عدلٍ وسلامٍ ومحبة، وهذا ما نصلي من أجله اليوم، لجميع المتألمين والمظلومين".


وأضاف: "في موقع المعموديّة هذا يلتقي تاريخ الخلاص بجغرافية المكان، أو كما دعاه البابا بولس السادس بجغرافية الخلاص هنا، تعمّد السيد المسيح وانطلق يبشر يدعو إلى التوبة وإلى ملكوت الله هنا، انشقت السموات، فزال الحاجز بين الله والناس... وعندما نقول هنا، فهذه ليست مجرد إشارة جغرافية، هنا تعني أن الله اختار هذا المكان وهذه الأرض. هنا تعني فخرنا بانتمائنا لهذا البلد ولهذه البقعة الجغرافية التي قدسها الله، هنا جذورنا، هنا خلاصنا، هنا فخرنا ورسالتنا".


وفي ختام القداس، ألقى أمين سر النيابة البطريركيّة اللاتينية في عمان، الأب عماد علمات، كلمة شكر فيها جميع الجهات الحكومية من وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة وهيئة موقع المغطس، والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، واللجان الليتورجية والوجستية، والحركات الشبابية من كشافة وشبيبة وخدام هيكل وفرق ترنيم، التي عملت بروح الفريق الواحد لإنجاح هذا اليوم المميز. كما شكر المرنمة اللبنانية كريستيان نجار على مشاركتها في إحياء ترانيم الحج لهذا العام.


وتم خلال القداس الذي أقيم بمناسبة الحج الوطني والمسيحي الرابع والعشرين إلى موقع معمودية السيد المسيح- المغطس رفع الأدعية والصلوات من أجل وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة، بمشاركة النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، ورئيس أبرشية بترا وفيلادلفيا للروم الكاثوليك جوزيف جبارة، والسفير البابوي المطران جيوفاني دال توزو، وممثلي الكنائس المارونية والسريانية والكلدانية والأرمنية، وعشرات الكهنة، وعدد من النواب وأعضاء السلك الدبلوماسي، وألوف المؤمنين الآتين من مختلف مناطق المملكة.


بدوره، أكد أمين عام وزارة السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين، أن السياحة قد تضررت بسبب العدوان على غزة، مشددا على أن الأولوية والهم الأردني في الوقت الحالي هو وقف العدوان الحالي، ومن ثم تعود عجلة السياحة إلى الازدهار من جديد.


وحول الخطط المستقبلية لزيادة رحلات السياحة الدينية إلى المملكة، أشار حجازين إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة، بتوجيهات سامية من جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث قام مؤخرًا وزير السياحة مكرم القيسي بعقد سلسلة لقاءات مهمة مع كبار المسؤولين في حاضرة الفاتيكان، ومع وزيرة السياحة الإيطالية، وذلك لتشجيع الحج المسيحي إلى المواقع الدينية في المملكة.


من جانبه، قال رئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الدكتور الأب الدكتور رفعت بدر، إن يوم الحج لهذا العام يتزامن مع إحياء كنائس الشرق الأوسط هذه السنة بمرور 50 عامًا على إنشاء مجلس كنائس الشرق الأوسط، وبالتالي الاحتفال بنصف قرن على المسيرة المسكونية والأخوية التي تجمع مختلف الكنائس والعائلات الكنسية الأربعة في منطقة الشرق الأوسط وهي الكاثوليكية والأرثوذكسية والأرثوذكسية الشرقية والإنجيلية.


ولفت إلى أن أدعية الحج لهذا العام ستكون على نية السلام الغائب في فلسطين، ومن أجل وقف العدوان على غزة، وإيصال المساعدات الإنسانيّة بشكل سلس إلى الشعب المنكوب في القطاع، مثمنا الجهود الجبارة التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك وولي العهد ووزارة الخارجية، على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية، وعلى جهود القوات المسلحة الأردنية المتمثلة بالمستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية، وفي إيصال المساعدات الإغاثية الشعب الفلسطيني الشقيق.


وحيا الأب بدر وزارة السياحة والآثار، وهيئة تنشيط السياحة، وهيئة موقع المغطس وعلى رأسها رئيس مجلس أمناء موقع المعمودية والمستشار الشخصي لجلالة الملك، صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، على الجهود الحثيثة لتشجيع السياحة الدينية إلى المملكة، وآخرها اللقاءات التي عقدها قبل أيام معالي الوزير مكرم القيسي في كل من حاضرة الفاتيكان وإيطاليا لتعزيز الحج المسيحي، حيث تم الإعلان عن سنة يوحنا المعمدان في العام 2023، والتي ستُحيي مرور ألفي عام على عمّاد السيد المسيح في هذه البقعة المقدسة.


ووجه الأب بدر الشكر للجيش العربي ولكافة الأجهزة الأمنية التي تسهر وتتعاون مع الكنائس من أجل إنجاح الحج السنوي، كما شكر كافة الفعاليات من كشافة وشبيبة ولجان تحضيرية، وفرق الترتيل وخدام الهيكل من طلاب المعهد الإكليريكي في بيت جالا في فلسطين، ولكل من حضر وحضّر لهذا اليوم المبارك.


وشارك في الاحتفالات أمين عام وزارة السياحة والآثار عطوفة الدكتور عماد حجازين وعدد من النواب والأعيان ومترف لواء الشونة الجنوبية الدكتور علي الحيصة وعدد من الأساقفة ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأردن، وحضور زاد على 6 آلاف حاج.

 

اقرأ أيضا:

الكنائس الكاثوليكية تحيي يوم الحج إلى موقع المعمودية–المغطس (فيديو)