عودة الطيران العارض يبعث الأمل بتنشيط الحركة السياحية في العقبة

مجموعة سياح وصلوا العقبة هذا الموسم عبر الطيران العارض - (الغد)
مجموعة سياح وصلوا العقبة هذا الموسم عبر الطيران العارض - (الغد)

العقبة - رغم تواضع أعداد القادمين إلى العقبة عبر أول طائرة ضمن رحلات الطيران العارض، إلا أن وصولها من سلوفاكيا وعلى متنها 110 سائحين، بعث الآمل بعودة النشاط السياحي شبه المتوقف بالمدينة السياحية منذ أكثر من 8 أشهر، بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث أمنية بعد "7 أكتوبر".

اضافة اعلان


وستستمر الطائرات بالوصول حتى نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) بشكل أسبوعي، فيما سيقضي السائحون مدة أسبوع كامل وفق برنامج معد من قبل سلطة العقبة الخاصة وهيئة تنشيط السياحية لزيارة المثلث الذهبي العقبة والبتراء ووادي رم.


وتعمل السلطة الخاصة وهيئة تنشيط السياحة منذ توقف الطيران العارض على إعادة الخطوط الجوية من الدول الأوروبية من خلال الزيارات المكثفة والمشاركة في المعارض الدولية الخاصة بالسياحة.
ويعرف الطيران العارض على أنه طيران يستخدم طائرات صغيرة الحجم مخصصة لنقل السياح فقط ويمتاز بتدني كلفة الرحلات ما يجعله أكثر فائدة للمدن السياحية مقارنة بالطيران المنتظم.


واعتبر خبراء في القطاع السياحي أن هذه الخطوة مهمة، وتأتي بعد توقف دام لأكثر من 8 أشهر، ومن شأنها أن تنشط السياحة في المثلث الذهبي (البتراء؛ وداي رم؛ العقبة).


ودعا الخبير السياحي ايمن جبر سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وهيئة تنشيط السياحة، التركيز على استقبال رحلات الطيران العارض من عدد من الأسواق غير التقليدية إلى العقبة، أسوة ببعض المدن السياحية المجاورة، إذ تبين أن الطيران العارض ينشط الحركة السياحية والتجارية وكافة الأنماط السياحية، مؤكدا أن عودة الطيران العارض سيكون له فوائد على عجلة الاقتصاد ومنفعة لكافة القطاعات المرتبطة بالسياحة.


وأشار العامل بمكتب حجوزات سياحية محمد الحسنات إلى أن هذا النوع من السياحة أثبت مفعوله الإيجابي في بقاء الحركة السياحية نشطة في العقبة، خاصة وأن مطار الملك الحسين الدولي كان يعج بعشرات الطائرات أسبوعيا من مختلف الدول الأوروبية بالإضافة إلى فترة مكوثهم والتي تزيد عن 5 أيام بالعادة، وما تجلبه هذه الطائرات من منفعة إلى الأسواق التجارية المرتبطة بالسياحة، لا سيما زيارات السائحين إلى منطقة وادي رم والتخييم فيها إلى جانب زيارة البتراء الوردية.


يشار إلى أن فكرة الطيران العارض ظهرت في أواخر الستينيات حيث الطفرة الكبيرة في السياحة الدولية الجماعية، ونظرا لتقيد شركات الطيران بقواعد وتعليمات الأياتا (الاتحاد الدولي لنقل الجوي) وعدم مرونة أسعارها لتلائم الأعداد المتزايدة من السائحين محدودي الدخل فقد ظهرت فكرة هذا الطيران.


وأكد الخبير في القطاع السياحي صبري محمد على ضرورة تقديم أسعار تفضيلية لشركات الطيران العارض بحيث تكون الحزمة السياحية بسعر أقل ومغري للسائح، كما تعمل باقي الدول المجاورة لا سيما مصر، مؤكدا أنه يجب التركيز على هذا النوع من الطيران في ظل الظروف السياسية المحيطة وانخفاض أعداد السائحين الأجانب وخاصة الأوروبيين وسط توفر أعداد غرف فندقية في العقبة وتنوع المنتج السياحي في المدينة والمثلث الذهبي.


وكانت قد حطت مؤخرا طائرة قادمة من سلوفاكيا على أرض مطار الملك الحسين الدولي في العقبة، تحمل على متنها 110 سائحين، وهي مقدمة لتدشين الخط الأسبوعي الذي جاء بدعم من هيئة تنشيط السياحة، وبتنظيمٍ من خلال شركة "هايدرو وترز" وكيلها الأردني؛ الجسر للسياحة والسفر.


وتقوم فكرة الطيران العارض على قيام شركات طيران غير منتظمة، إما تابعة لمنظم رحلات‏ وإما مستقلة، بتنظيم رحلات مخفضة للوفود السياحية ضمن رحلات شاملة أو في مواسم معينة على أساس تقديم سعر أرخص بشرط تحقيق حمولة عالية للطائرة - نحو 90 % مثلا.


وأكد نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الخاصة، مفوض الاستثمار والسياحة، حمزه الحاج حسن، أن عودة الطيران العارض للعقبة جاء من خلال وضع الخطط والبرامج التي تهدف لترويج واستقطاب المجموعات السياحية تدريجيا بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، وما تزال الرحلات السياحية تأتي إلى العقبة من كافة المنافذ البرية والجوية، مشيرا إلى وصول أعداد الزوار في المناسبات والعطلات فاقت التوقعات، حيث تنظم سلطة منطقة العقبة الفعاليات الفنية والترفيهية  للزوار والسياح والمقيمين كي يستمتعوا بأجواء المهرجانات والفعاليات في العقبة.


وشدد الحاج حسن على أهمية الفعاليات الفنية والترفيهية والثقافية والبازارات التراثية الأسبوعيّة  في ساحة الثورة العربية الكبرى التي تنظمها السلطة بالتعاون مع الشركاء، حيث يُقدم فيها تنوعا من كافة الأذواق، اضافة للاستمتاع بأجواء خليج العقبة من سباحة و رياضات مائية، وزيارة المتاحف التاريخية والتراثية ومرصد الطيور الذي يعد أحد أبرز الوجهات التي تستهدفه مجموعات من الطيور المهاجرة من كافة أصنافها، فضلا عن الرحلات البرية في منطقة وادي رم حيث يؤمه العديد من السائحين لرصد النجوم الأخاذة والرمال الوردية.


وبين الحاج حسن أن المؤشرات الأولية مبشرة بعودة قوية للطائرات منخفضة التكاليف والعارضة السياحية التي استقطبها المطار من عدة خطوط ملاحية جوية متعددة، بالشراكة مع المكاتب السياحية والقطاع الخاص خاصة خلال الأشهر القادمة، وبعد انتهاء العدوان على قطاع غزة، لاسيما الدول المجاورة والشرق الأوسط والأسواق الأميركية، وهناك اتفاق قريب لجلب السوق الروسي والهندي إلى العقبة.

 

اقرأ أيضا:

110 سائحين على متن طائرة سلوفاكية تحط في العقبة