"كلاب ضالة" ترهب مواطنين في أحياء بإربد.. وجهات تعرقل إيواءها

1713020059182290200
كلاب ضالة تتجول في إحدى مناطق اربد-(الغد)

إربد- فرضت الكلاب الضالة على شوارع بعض أحياء مدينة إربد، نوعا من منع التجول، لما تثيره من ذعر بين المواطنين، بينما سجلت مديرية صحة إربد أكثر من 320 حالة عقر منذ بداية العام الحالي، كأكبر رقم تسجله مقارنة بأعوام سابقة.

اضافة اعلان

 
وشكا مواطنون من انتشار كبير للكلاب الضالة في المدينة، وسط عجز الجهات المعنية عن مكافحتها والتعامل معها، بعد أن عممت وزارة الإدارة المحلية على البلدية، منع استخدام الأساليب القديمة في أعمال مكافحة الكلاب الضالة واللجوء لإقامة مأوى لها.


وتعرض 7 مواطنين، بينهم أطفال وكبار سن إلى العقر من كلاب ضالة في إربد الأسبوع الماضي، بينما ينتظر سكان المدينة حلولا على أرض الواقع للتخلص من الكلاب الضالة التي باتت تؤرقهم، وتتسبب بحالة مع الهلع بينهم تمنعهم أحيانا من الخروج من منازلهم.


وحسب مواطنين، فإن أعدادا كبيرة من هذه الكلاب، تتجول في الشوارع وداخل الأسواق وبين الأحياء السكنية على مدار الساعة، لافتين إلى أنها تبحث عن طعام في حاويات النفايات وتنبشها، فيما تهاجم الأطفال وكبار السن أحيانا وبأعداد كبيرة.


المواطن محمد سمير، قال إن "طفلة لا تتجاوز الـ8 أعوام، تعرضت للعقر من كلاب ضالة وأحدثت خدوشا قطعية في وجهها ومناطق مختلفة في جسمها، ولولا تدخل مواطنين لإنقاذها لاستمرت بنهش جسدها".


وأشار إلى أن مواطنين تقدموا بشكوى إلى بلدية إربد من أجل مكافحة الكلاب الضالة، لكن البلدية لم تحرك ساكنا وتركت المواطنين يواجهون هذه الظاهرة وحدهم، لافتا إلى أن أعداد الكلاب الضالة في تزايد مستمر، بعد إيقاف البلدية قنصها وتسميمها منذ أعوام.


وطالب فراس العودات، البلديات في المدن والقرى، القضاء على هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد يوم بالعودة إلى الأساليب القديمة في التعامل مع الكلاب الضالة بقنصها أو تسميمها، بعد أن فشلت البلديات بتجميعها في محمية تتوفر فيها احتياجات للكلاب من مأكل ومشرب وعلاج صحي، وإنشاء جمعيات للرفق بالحيوان، ما يتطلب رصد ميزانية خاصة لها.


وأشار إلى أن سبب انتشارها في الأحياء السكنية، يعود لارتفاع كميات النفايات في الشوارع، وأعداد نابشي النفايات وتفريغ حاوياتها، ما يسهل على الكلاب الضالة الحصول على طعامها، ويجعلها مرتعا لها للعيش عليها.


ولفت إلى أن الكلاب، تجوب المرافق العامة كالمدارس والمستشفيات، وأماكن وجود المطاعم في وضح النهار، بينما تتجمع آخر الليل على شكل مجموعات في الأحياء المأهولة، وتتسبب بهلع للمارة وتهاجم السيارات، كما يسبب نباحها طوال الليل الإزعاج للأهالي.


واتهم رئيس بلدية إربد الكبرى د. نبيل الكوفحي جهاتا لم يسمها، بإعاقة عمل مأوى للكلاب الضالة بعد أن خصصت البلدية نحو 10 دونمات كمأوى لها، تستفيد منه بلديات إقليم الشمال كافة، ومباشرتها بحصد الدعم من المنظمات لاستكمال المشروع، لكن المشروع توقف.


وأقر الكوفحي أن البلدية تعمل بشكل خجول على مكافحة الكلاب الضالة التي باتت مشكلة كبيرة تؤرق المواطنين في المدينة، بعد انتشارها بشكل كبير بين الأحياء السكنية، لافتا إلى أن هناك شكاوى عديد تصل إلى البلدية تتعلق بشأنها، لكن البلدية تعمل ضمن إمكانيتها المتاحة لمكافحتها.


وأشار إلى أن الدراسات تشير لوجود 20 كلبا في كل كلم2، أي أن هناك نحو 100 ألف كلب ضال في إربد، مبينا أن كلفة إيواء الكلب الواحد بدءا من الإمساك به ونقله لمأوى وتأمينه بالطعام وإجراء عملية جراحية لتعقيمه ثم إعادة إطلاقه مجددا للشارع، تصل لـ100 دينار.


وسجل في إربد العام الماضي 1400 حالة عقر، تعرض لها مواطنون من كلاب ضالة، وفي عام 2022 سجل نحو 1300 وفي عام 2021 بلغت الحالات المسجلة 1222، وفي عام 2020 بلغ عدد حالات العقر المسجلة في إربد 1116.


وتبلغ كلفة علاج الشخص الواحد الذي يتعرض لعقر من كلب 600 دينار، وفق تصريحات سابقة لمدير صحة إربد د. شادي بني هاني، الذي أشار إلى أن المطعوم يعطى لكل شخص عقر من حيوانات معروفة بنقلها لمرض داء الكلب، مبينا أن من يتعرض للعقر يعطى 6 جرعات وقائية تبدأ من لحظة دخوله إلى المستشفى، بينما تستكمل باقي الجرعات في عيادات التطعيم العام حتى لا يحدث للشخص أي مضاعفات.


يشار إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان أكد سابقا أن الحكومة ستنهي مشكلة الكلاب الضالة قريبا، بالتنسيق مع الحكام الإداريين حول آلية التعامل معها ضمن مناطقهم.


وزاد كريشان، أنه سيصار لإقامة مأوى للكلاب الضالة في البلديات، وستشكل لجنة مع رؤساء البلديات للتعامل مع مشكلتها بناء على توجيهات رئيس الوزراء بشر الخصاونة.
وعمم على رؤساء البلديات بعدم قنص أو تسميم الكلاب الضالة ودعاهم إلى تجهيز البلديات للتعامل مع الكلاب ضمن برامج التعقيم والتطعيم المعتمدة.

 

 

اقرأ أيضا:

خبيرة كلاب توضح لـ"الغد": الكلاب الضالة جاءت من سوريا للأردن بعد الزلزال المدمر