طرد الفلسطينيين

فلسطيني يرفع علم بلاده خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة.-(ارشيفية)
فلسطيني يرفع علم بلاده خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة.-(ارشيفية)
 عميره هاس

 يوجد أيضا طاردون مهذبون. هكذا يثبت مستوطنو غوش عصيون. ربما تكون وراء ذلك خلفيتهم الانغلوسكسونية؟ من يعرف. الولايات المتحدة وبريطانيا لن تقوما بالإعلان عن فرض عقوبات عليهم. هم ليسوا مثل المشاغبين الذين لديهم أهداب، الذين يحملون العصي وقضبان الحديد والمسدسات ويقومون بطرد الرعاة وقاطفي الزيتون. هم ليسوا مثل الذين يحرقون البيوت والسيارات، هم يطردون بلطف. هنا حاجز من الحجارة وأكوام التراب على طريق زراعية، هنا بوابة مغلقة وهناك مسلح محلي، الذي برعاية الزي العسكري الذي يرتديه، لا يسمح لشخص عمره 55 سنة بتقليم أشجار الدوالي. النتيجة هي مساحة تبلغ 75 كم مربع من مستوطنة أفرات نحو الغرب، التي فيها طرق وشوارع زراعية تقريبا فارغة من الفلسطينيين، وأراضي مهملة، حسب التعبير الدقيق لدرور ايتكس، الباحث في سياسة نهب الأراضي.اضافة اعلان
هناك أسباب كثيرة تجعل القلب يتفطر كل يوم. هل من الترف الحداد والحزن على كرم مهجور، والمشاركة في حزن أصحابه الآن، بينما تستمر قنابل إسرائيل في قتل الأطفال في قطاع غزة، ويتم إصدار المزيد من الإعلانات عن المخطوفين الذين قتلوا أو ماتوا في غزة في ظروف الأسر القاسية. لا، هذا لا يعتبر ترفا عندما تعرف أن الأمر يتعلق بتسلسل له هدف واحد وهو طـ - ر – د. كلمات تتكرر ومعناها أصبح باهتا. عندما تجلس عدد من المرات مع المزارعين فأنت تتعرف على حجم فقدانهم للجلوس على الشرفة التي بناها الوالد أو رممها، وقضم رغيف الخبز وحبة البندورة كل يوم في الكرم. معهم تتعرف على علاقة غير علاقة ملكية الأرض. ويتبين أن سرقة الأراضي هي وحش يتضخم: عندما تم بناء أول بيت في المستوطنة، على أراضيهم، عندما سيطر الإسرائيليون على تلة أخرى، وبعد ذلك قاموا ببناء سور حولها، وبعد ذلك منعوا الرعي في المنطقة، وبعد ذلك قاموا بغزو قطعة أرض لأرملة، الآن الأشجار تقريبا لا تتم مشاهدتها فيها – كم هي مرتفعة جدا الأعشاب وأشجار البلوط التي نبتت فيها.
لا توجد هنا وجوه دامية ونار في أيام السبت. نعم، تمت سرقة حمار أحد المزارعين قرب بؤرة سدية بوعز الاستيطانية التي توجد على أراضي الخضر، هذا كان في تشرين الأول 2023، ومحمد صلاح (77سنة) كان يأمل أن تنجح الجهود الصحفية في إعادة الحمار لصاحبه من الإسرائيليين الذين أخذوه. عمل عنف آخر كان تدمير عدة بيوت في الخضر، على التلة التي توجد غرب الشارع 60 الجديد، في أحد الأحياء. المجهولون الذين قاموا بالتدمير تركوا فقط واجهات البيوت التي تتم رؤيتها من الشارع كي لا يتم اكتشاف الهدم بسرعة. هذه مبان تم استخدامها للنوم في المواسم الزراعية إلى أن قامت الإدارة المدنية بمنع التواجد فيها في الليل. المزارعون استمروا في استخدامها أثناء النهار. ومن قاموا بالتدمير عرفوا ما الذي يدمرونه، البيوت هي الدليل على تجذر سكان الخضر. أيضا عرائش الدوالي تم تدميرها والأشجار اقتلعت على يد مجهولين في وقت ما في شهر تشرين الأول. رد استيطاني متفاخر على حماس.
أصحاب الأراضي الذين التقيت معهم أعمارهم تتراوح بين 45 – 70 سنة، ثلاثة رجال وأربع نساء. طردهم عن أشجارهم يتم تبريره بأوامر أمنية. من تم احتلاله يعرف نفسية من قام باحتلاله. "هم يقومون بمنعنا وطردنا مرة تلو الأخرى كي نيأس ونتنازل عن أراضينا"، قالت إحدى النساء. "هذا هو استنتاج كل بحث ينشره ايتكس في جمعية "كيرم نبوت". هذا هو الاستنتاج الذي يظهر في كل التماس تقدمه المحامية قمر مشرقي أسعد من جمعية "حقل". في 14 كانون الأول الماضي قدمت التماس للمحكمة العليا باسم سكان جنوب جبل الخليل بعد أن تم تمنعهم من قبل الجيش والمستوطنين من قطف الزيتون. وتم منعهم أيضا من حراثة وزراعة آلاف الدونمات. الدولة ادعت أنه تم إصدار أوامر إغلاق، وبالخطأ نشرت بتواريخ متأخرة. لقد تم تشديد الإجراءات، كتب، هذا التشديد ليس فقط اختراع المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، بل اختراع النيابة العامة أيضا.
 من بين الـ 60 حاجزا ترابيا والبوابات المغلقة التي جعلت المنطقة التي تقع غرب بيت لحم منطقة نظيفة من العرب، فإن 20 منها تم وضعها فقط في الأشهر الأخيرة، حسب ايتكس.  باسم الأمن يقومون مستوطنون مجندون بطرد أصحاب الأراضي الزراعية، وبعد ذلك هم وغيرهم بملابس مدنية يقومون بالسيطرة عليها، بلطف وبالسر هنا، وفي أماكن اخرى علنا وبعنف جسدي. ولكن في كل مكان الدولة هي التي وضعت الأساس القانوني، البيروقراطي والمادي، نحن مشروع استيطان توجد له دولة. وهذا هو طابعنا الأساسي.