على الرغم من الأهمية القصوى التي تمثله الجماهير الأردنية في إنجاح دوري المحترفين لكرة القدم، من الناحيتين الفنية والمالية، إلا أنه وبكل أسف تشهد المنافسات ومنذ بداية الموسم الحالي عزوفا واضحا في متابعة المباريات من المدرجات، ودليل على ذلك مباراة متصدر الترتيب فريق الحسين إربد مع نظيره فريق شباب الأردن، والتي جرت أول من أمس، ضمن منافسات الجولة الأولى لمرحلة الإياب علامات استفهام غياب الجماهير عن المدرجات، التي بدت شبه خاوية.
وعمق العزوف الجماهيري الأزمة المالية لأندية المحترفين، حيث تعاني الأندية من صعوبات مالية، تسببت في عدم استقرار الفرق، نتيجة تذمر اللاعبين وإضرابهم عن حضور التدريبات، بسبب عدم قدرة أنديتهم على توفير مستحقاتهم المالية المتأخرة كثيرا، حيث تعتمد الأندية نسبيا على عوائد تذاكر المباريات في المساهمة بدفع رواتب اللاعبين والموظفين. ومع غياب الجماهير عن المدرجات باتت تلك الأندية مهددة، إضافة إلى عدم وجود شركة راعية للدوري واستلامها أكثر من 90 % من مستحقاتها للموسم الحالي.
ويبدو أن حالة التعاضد والتعاطف والشعور مع الأهل في غزة، الذين يتعرضون لعدوان غاشم أثرت أيضا على الحضور الجماهيري خلال الفترة الماضية، لكن المشكلة قديمة وقبل بداية العدوان الغاشم، حيث مدرجات الملاعب شبه خالية من الجمهور، باستثناء عدد من المباريات وخصوصا مباريات الديربي بين الوحدات والفيصلي.
وامتد العزوف الجماهيري إلى التأثير فنيا على أداء اللاعبين، حيث أعلن عدد كبير من اللاعبين على تغير أجواء المباريات في ظل خوضها من دون حضور جماهيري كبير، ما ينعكس سلبيا على أدائهم، معتبرين الجماهير فاكهة الرياضة والداعم الرئيسي للشغف والحماس، كما أنها تشكل حافزا كبيرا للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم داخل أرضية الملعب.
ويرى رئيس نادي السلط خالد عربيات، أن الفرق تحتاج إلى الوقفة الجماهيرية في كل المباريات، مضيفا: "الإدارات تعمل بجد لتجهيز الفرق وتتكبد مصاريف مالية عالية، وديون من أجل تقديم فريق يليق باسم النادي، وهذا يتطلب الدعم من الجماهير بالتشجيع والحضور لمتابعة المباريات من على المدرجات، وتوفير الدعم المالي والمعنوي للنادي".
وتمنى عربيات على جماهير السلط الأصيلة، والتي كانت إحدى علامات النجاح والإبداع للفريق خلال السنوات الماضية، التواجد في المدرجات ومؤازرة "الرهيب"، خلال المباريات التي تقام على ملعب السلط، والملاعب الأخرى.
من جانبه أكد رئيس نادي مغير السرحان عبدالله السرحان، أن الجماهير رأسمال الفرق، والداعم الحقيقي للأندية وهي بحق "فاكهة الرياضة"، وسبب الشغف والحماس في المدرجات، ولها تأثير إيجابي على اللاعبين خلال المباريات، إضافة إلى رفد صناديق الأندية بالأموال التي تساهم في حل جزء من المشكلات المالية الصعبة.
وقال السرحان: "ندرك الظروف التي تؤثر على الحضور الجماهير في الملاعب الأردنية، لكن نأمل بأن تشهد مرحلة الإياب تنافسا مثيرا يدفع الجماهير للتواجد في الملاعب والتشجيع والاستمتاع بالمباريات".
ويتساءل المشجع خالد البيومي، ما الذي يحفز جماهيرنا على متابعة المباريات في أرض الملعب؟، وهل المستوى الفني الذي ظهر خلال مرحلة الذهاب يدعو الجماهير إلى قطع مسافات طويلة لتشجيع فريقها؟، وهل المدرجات مناسبة وتحفز الجماهير على متابعة المباريات من المدرجات؟.
وقال: "يجب علينا الاعتراف أن الدوري لدينا ضعيف ومستوى الفرق متذبذب، فالجماهير لا تطلب فقط اللعب والأداء وإنما تطلب النتائج القوية لفرقها، إضافة إلى الوضع المالي الصعب على المواطن الأردني، وعدم الاهتمام بالجماهير من خلال ارتفاع ثمن التذاكر، وعدم وجود حوافز".
ويقول المشجع علي عبيدات: "إن هناك العديد من الأسباب التي تساهم بذلك، ومنها ضعف المستوى الفني للدوري، وتوقيت المباريات، والتوقف لفترات طويلة، وعدم وجود نشاطات تحفيزية للجماهير، ساهمت جميعها في عزوف الجمهور عن حضور المباريات، وعلى الأندية العمل على جذب واستقطاب الجماهير، وإيجاد حوافز جيدة للجمهور، ويؤثر افتقار الملاعب إلى أدنى الخدمات بشكل كبير على إقبال الجماهير على حضور المباريات، وعلى وزارة الشباب العمل على تطوير المنشآت الرياضية، والعمل على توفير الصيانة اللازمة لها على مدار العام".
ويرى المشجع محمد الزعبي، أن العزوف الجماهيري عن حضور مباريات الدوري له أسبابه المبررة، وتتحمل منظومة الكرة الأردنية هذا الغياب، مع غياب التخطيط وعدم الاهتمام بالجماهير، ويجب على اتحاد الكرة والأندية البحث عن حلول لعودة الجماهير الأردنية للملاعب، من خلال طرح جوائز قيمة للجماهير، وتوفير خدمات ترفيهية ومأكولات بأسعار معقولة حيث، إن الأسعار الحالية مرتفعة جدا".
اقرأ أيضاً:
دعم مالي "استثنائي" لأندية المحترفين من الاتحاد
