الريادي الاردني زيد الجازي أطلق قبل سنتين شركته الناشئة التي تعمل في مجال التقنية المالية "الفينتيك"، وهي تهدف الى ربط ثلاثة أطراف ببعض، هم مقدمو الرعاية الصحية في الأساس، وشركات التأمين، وطرف ثالث هو المستثمر (أفراد أو جهات قائمة) تقوم بتسهيل عملية التحصيل المبكر لمطالبات التأمينات الطبية لصالح مقدم الرعاية الصحية وتخفيض مدة تسديد المطالبات من حوالي ثلاثة أشهر في العادة الى أيام معدودة، بحيث يحصل كل طرف على فائدة أو نسبة من الإيراد.
وقال الجازي، ابن الـ 37 سنة، إن شركته تحمل اسم "كويك كليم" وهي تقوم في الاساس على منصة رقمية عبارة عن موقع الكتروني على شبكة الانترنت لخدمة مقدمي الرعاية الصحية في الاساس في تسهيل عملية تحصيل المطالبات المالية لها بخصوص التأمينات الطبية وبوقت مبكر جدا (خلال أيام معدودة) قياسا بالوقت الطويل الذي تحتاجه عملية التحصيل في الواقع (والتي قد تصل إلى 3 أشهر)، من خلال اشتراكات محددة لمن يريد الحصول على الخدمة.
وأشار إلى أن الشريحة التي تستهدفها الشركة هي مقدمو الرعاية الصحية من المراكز الصحية والعيادات والصيدليات ومراكز العلاج الطبيعي والمستشفيات ومراكز الأشعة وغيرها.
وبين الجازي، الحاصل على البكالوريوس في أنظمة معلومات الأعمال والماجستير في إدارة الأعمال الدولية، ان المنصة تقدم حلا مبتكرا يعالج أحد أكثر التحديات إلحاحا والتي تواجه مقدمي الرعاية الطبية العاملة مع قطاع التأمين وهي إدارة تدفق المطالبات الطبية لدى شركات التأمين ومدد الانتظار للتحصيل مما يخلق فجوة مالية بين الطرفين وأعباء إضافية على شركات التأمين.
وقال الجازي إن هذا الحل يعتمد على تكنولوجيا التسوية المباشرة من خلال إنشاء منصة الكترونية تربط بين ثلاثة أطراف: المستثمرين، مقدمي الرعاية الطبية، وشركات التأمين.
وقال إن الخدمة تتوافر الأن من خلال التسجيل على المنصة لمقدمي الرعاية الطبية، كما تتيح للمستثمرين والأفراد فرصة فريدة للمشاركة في قطاع الرعاية الطبية من خلال استثمارات تقدم عوائد استثمارية مجزية ومن خلال نموذج عمل محدود المخاطر.
واضاف بان الشركة تمكنت خلال العامين الماضيين من جذب العديد من الاستثمارات من الصناديق الاستثمارية في المنطقة وشركات محلية.
وأكد أن الشركة تتطلع لتوسيع أعمالها في قطاعات متنوعة داخل المملكة، الى جانب خطط للتوسع والعمل في المنطقة العربية خلال الأعوام المقبلة.
وفي الجانب التقني، قال الجازي إن الشركة تحاول مواكبة التطورات التقنية الجديدة في العالم الرقمي، وذلك بسعيها لتبني أدوات جديدة مثل توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الرقمية الكبيرة.
وعن رأيه في بيئة ريادة الأعمال الأردنية أكد الجازي بأنها تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ولكنها بحاجة إلى مراجعة القوانين والأنظمة والتشريعات من إجراءات ورسوم وتخصيص الحوافز والإعفاءات خاصة في السنوات الأولى المبكرة من عمر الشركات الناشئة مما يمكنها من الانطلاق بشكل فعال.
ولفت إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه بيئة ريادة الأعمال صغر حجم السوق الأردني وهو الأمر الذي يجعل الفرص محدودة أمام الرياديين لخلق إيرادات كافية ولاستقطاب التمويل اللازم إلى التوسع.
وقال الجازي إن هنالك حاجة إلى تعزيز النقص في حاضنات الأعمال المتخصصة التي يديرها خبراء متخصصون ما يعطي الريادي الفرصة الكافية لاختبار وتطوير المنتج.
وعن ريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية، أوضح بأنها "مجال واعد"، لكنه يواجه تحديات محددة، منها الأنظمة والتشريعات التي قد لا تلائم طبيعة أنشطة الشركات الناشئة وخاصة المبتكرة منها مما تبطئ عملية إنشائها في هذا المجال، لافتا إلى أن التعليمات المتعلقة بالتكنولوجيا المالية بحاجة إلى تحديث وتعديل لتشجيع الابتكار والنمو في هذا القطاع.
واقترح الجازي على الحكومة تبسيط الإجراءات وتوفير بيئة أكثر ملاءمة وبشكل متناسب مع حجم وطبيعة أنشطة التكنولوجيا المالية وتزويد الشركات الناشئة في هذا المجال بالمنح والإعفاءات، مما يوفر البيئة المناسبة والوقت الكافي لاختبار أنشطتها بأقل التكاليف.
