عازر: الفلكلور الفلسطيني الأقرب لنفسي والفن منبر لنصرة القضية

الفنانة رولى عازر-(من المصدر)
الفنانة رولى عازر-(من المصدر)

 صوت مميز يحمل في طياته دفء البلاد والحنين إليه، نابع من إحساس عميق ينقل مشاعر القوة والصمود والتحدي، تملكه الفنانة الفلسطينية رولى عازر، التي تسعى بخطوات ثابتة إلى تحقيق مسيرة فنية مليئة بالنجاحات والإنجازات، إذ نرى من خلال أعمالها الفنية، أنها من أهم الأصوات الشابة الفلسطينية التي تحمل الفلكور الفلسطيني في رحلتها قاصدة به تخليد تاريخ عريق.

اضافة اعلان


مسيرة فنية بدأت منذ الصغر، إذ نشأت وتربت في بيت موسيقي، واختارت أن تتخصص في دراسة الموسيقا، فبدأت في المدارس، ثم انطلقت إلى إحياء أجمل الأمسيات في الوطن العربي.


صوت أصيل تميز وتزين بالفلكلور الفلسطيني ورسم به خطوطا واضحة لمسيرة فنية تبنض بحب البلاد، إذ مرت عازر بمحطات غيرت وبدلت في شخصيتها وطورتها للوصول لهذا التفرد والشغف الكبير بالموسيقا.


وفي حديث خاص لـ"الغد"، بينت الفنانة عازر، أن هناك محطات مرت بها جعلتها ثرية بالفن والإبداع، إجداها في صغرها مع والدها الفنان الفلسطيني ميلاد عازر، عندما كان يواظب على تحفيظها الأغانيات، ويعلمها كيف تلفظ الأحرف إذ كان يعلق على كل حرف تلفظه، وهذا الأمر أثر بها حتى هذه اللحظة، والأخرى عندما توجهت للجمهورية اللبنانية في العام 2016 لتبدأ رحلة الحلم، إذ انطلقت في أول ألبوم لها "يا ليالي" مع الفنان زياد سحاب، مؤكدة أنه ستكون هناك محطات بارزة في أيامها المقبلة لتصنع بها نجاحات أكبر.


وقد تربت عازر في بيت موسيقي، وهذا ما جعلها لا تشبه غيرها وقد أثر بها وفي توجهها فنيا، فقد كان لوالدها الفنان ميلاد عازر وغناؤه المتواصل للاغنيات الفلسطينية الوطنية تأثيره الكبير، إذ "عشش" بداخلها حسب قولها، وأثر على تصرفها بصوتها، مبينة أنها تستطيع أن تغني جميع الألوان، ولكن اللون الفلكلوري، هو أكثر لون يلمع به صوتها، وهذا لأنها تربت على حب الموسيقا والقضية التي تحرص على أن توصلها بصوتها.


وما يميز عازر، أنها تبدأ عروضها الموسيقية بترويدة الشمالي و"المولالاة" الفلسطينية، وبينت أن السبب مرتبط باسمها "رلى" الذي يعود لقبيلة الرولة، وهي قبيلة عربية قديمة بدوية كانت تجوب في أنحاء الشام وفلسطين، وكانت تتحدث مع بعضها البعض بهذه اللهجة التي تغني بها، وهذا الأمر يعني لها الكثير، كما أن الأغنية تؤثر بها جدا، فهي من الأغنيات التراثية، ومن أهم العادات الفلسطينية، وهي بدورها تعمل لتحافظ على التراث ولهذا تسعى لنشرها وتنقل للناس القصة من وراء كل أغنية، فالأغنيات التراثية والفلكلور الفلسطيني يمثلان هويتها، وفق قولها.


وقبل 4 أشهر، أطلقت عازر أغنية "مرسي بوكو" التي جربت بها لونا مختلفا عما اعتادت عليه، والأغنية، تتحدث عن اليوم الذي عادت به لزوجها بعد فراق، موضحة أن التجربة كانت جديدة وغريبة ومختلفة عن اللون الذي تغنيه ولكنها أحبت أن تجرب أمرا جديدا، وقالت: "الأغنية لا تشبهني ولكنها أغنية شبابية وأحببت بها أن أغير اللون وهي بداية لألبوم كامل يضم أغنيات حديثة شبابية، ولكن مع وقائع الحرب على غزة تم تأجيل إطلاقه".


وأكدت أن التنوع مهم للفنان، ولكن الحفاظ على هوية الفنان أهم، مبينة أنها تتنوع في اختيارها للأغنيات، ولكنها تشعر أن جميع ما تغنية متشابه، موضحة أنه من الضروري للفنان أن يكون التنوع حاضر في مسيرته، ليعلم ماذا يحب وما هو لونه، فالفنان يستطيع أن يغني جميع الألوان وليس فقط ليرضي جميع الأذواق، بل ليرضي نفسه".


ومن جهة أخرى بينت عازر، أن الفنان الفلسطيني يقوم بمجهود مضاعف عن باقي الفنانين العرب ليكلل مسيرته بالنجاح، وكي يستطيع أن يصل ويلمع اسمه، معللة، ليس هناك قنوات تلفزيونية أو محطات إذاعية، ومن يكشف الصوت الفلسطيني، ومن جهة أخرى فإن الاحتلال الغاشم يضيق كثيرا على الصوت الفلسطيني ويقلل من نسبة مشاهدة المحتوى الفلسطيني سواء في الفن أو في السياسة.


وتابعت، لكن اليوم أصبح لدينا مواقع التواصل الاجتماعي "السوشال ميديا"، والفنان اليوم عندما يصنع موسيقا جميلة ستصل بالتأكيد وإن كان بنسبة أقل من المتوقع ولكنها تصل، ولذلك نبقى نحاول، منوهة إلى أن هناك أسماء لفنانين فلسطينيين أصبحوا عالميين ونحن فخورين بهم، وهذا يدل على أنه ليس هناك شيئا مستحيلا قد يكون صعبا ولكنه ليس مستحيلا.


وأكدت عازر، أن المسرح هو أكثر مكان تكون فيه سعيدة، فهو المكان الذي يعطيها القوة والطاقة والحب، خاصة عندما يكون هناك جمهورا يتفاعل معها بشغف كما هو الحال مع جمهور الأردن، عندما التقت به على مسرح المدرج الروماني قبل أشهر، فقد قدم لها طاقة لا توصف وغمرها بحبه.


وأشارت عازر، إلى أهمية التواجد في المهرجانات سواء في الأردن أو في العالم العربي، وحبها الكبير لذلك، فهذا ما يعطيها حافزا لأن تستمر، وقوة كي لا استسلم.


وأعادت عازر، تأكيد أن نمط الموسيقا الأكثر قربا لقلبها هو الفلكلور الفلسطيني، لأن صوتها يلمع به أكثر واللهجة الفلسطينية هي التي تحب أن تغني بها، وتريد إيصالها للعالم أجمع، مؤكدة ذلك بقولها: "لهجتنا فيش احلى منها بكل العالم".


وتتابع عازر، أنها حريصة في حفلاتها على إحياء التراث الفلسطيني، فهي تؤمن بأن الفن منبر قوي لإيصال صوت فلسطين سواء بالغناء أو الرقص أو الرسم أو الكتابة، فالفن سلاح لا يستهان به، وتقول: "ما بتقدر تحكي مع الكل عن السياسية بعكس الفن الي بتقدر تحكي عنه مع الكل"، ولهذا يجب أن نركز على الفن ونحافظ عليه".


وتذكر عازر، أنها من الناشطات بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك أكثر من 280 ألف متابع على منصة "الإنستغرام"، وهي من تقوم بتصوير الفيديو والمونتاج وتعدل عليه، وهذه هوايتها الثانية، مبينة أن "السوشال ميديا" اليوم، ساهمت بإيصال صوتها وصوت فلسطين وصوت أي قضية في العالم، مؤكدة أن مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن الاستهانة بها، متمنية من كل شخص لديه منصة قوية أن يستخدمها لإيصال صوت الحق.


واختتمت عازر حديثها مؤكدة، أن سنة 2024 ستكون سنتها، لأنها أعدت الكثير من الأعمال الرائعة لمحبيها، كما أن لديها ألبوما مع الفنان زياد سحاب سيصدر قريبا، وهناك ألبوم آخر يضم أغنيات معاصرة وحديثة، إضافة إلى أغنية "برا البلد" التي تم تصويرها في هولندا، والتي تنقل تجربتها الشخصية في بلاد الغربة الى جانب العديد من الامور التي ستفاجئ جمهورها بها والتي سترى النور عندما تنتهي الحرب، وتكون فلسطين بخير.


 

اقرأ أيضاً: 

لغة الحرب الناعمة.. لماذا تغني الفلسطينيات “الترويدة” بطريقة مشفرة؟