"حي بن يقضان" فعالية تحاكي الأدب العربي في ركن "بيت الحكمة"

حي بن يقضان
حي بن يقضان

قصص وصلت للعالمية، قد يجد فيها الأطفال مدخلا لخيال قريب من واقعهم وبما يتناسب مع نموهم العقلي، حيث يعود بهم مهرجان الشارقة القرائي إلى تراثهم الروائي عبر قصة "حيّ بن يقضان"، وهي واحدة من روائع الأدب والفكر العربي العريق للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل.

اضافة اعلان


في جناح "بيت الحكمة" ضمن أركان المهرجان، يحرص القائمون فيه على أن تكون هذه الشخصية الأسطورة العربية، أن تحاكي موجودات الركن خيال الطفل الذي سيتلقى قصة حيّ بن يقضان من قِبل المتطوعين والعاملين في المكان، سواء من رسومات ومجسمات وأحاجي، جميعها تنقل الأطفال إلى عالم التفكير واستلهام التاريخ العربي الروائي القصصي من خلال "أحداث حيّ بن يقضان"، خاصة وأن بطلها طفل صغير اهتدى إلى معرفة الكون والقيم العليا بالتأمل والتفكير المنفرد، بدون مساعدة من أي إنسان.


وبيت الحكمة هو مشروع ثقافي يدمج بين مفهومي المكتبة والملتقى الثقافي والمعرفي لجميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم الأطفال، الذين، كما تبين مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة فاطمة المحمود، أنهم يهتمون بإشراكهم في عالم المعرفة والتأمل وحب القراءة وتنمية المهارات والأفكار، من منطلق أن الاهتمام بالأطفال بناء أمة، من خلال استثمارهم في بناء المستقبل.


وتقول المحمود في حديثها لـ "الغد" إن الجيل الحالي يمكن وصفه بأنه "سابق لعصره وهناك انفتاح كبير بين الثقافات، وقدرة الأطفال على الوصول إلى عدة مصادر للمعلومات"، وهذا الانفتاح يتطلب من الجهات المختصة الالتفات لأهمية الفكر النقدي والتحليلي لدى الأطفال واليافعين والشباب، للمساهمة في تأطير هذا الفكر المعرفي لديهم.


وعن اختيار شخصية حيّ بن يقضان، قالت المحمود إنه ونظرا لأهميتها في الأدب العربي، وحتى نبين للأطفال أن الكثير من القصص العالمية كما في طرزان، أو ماوكلي، ما هي إلا محاكاة للقصة العربية الأصلية، لابن يقضان، وما هذا إلا دلالة على أهمية هذه الرواية التي يجب أن يتعرف عليها معظم الأطفال في العالم العربي.

 


هذه المشاركة هي التجربة الثانية لبيت الحكمة في مهرجان الشارقة القرائي، حيث كانت شخصية سندباد، هي الشخصية الأولى التي يتعرف عليها الأطفال، وابن بقضان هي الشخصية القصصة الثانية، ويأتي ذلك من خلال التعاون مع مكتبة قطر الوطنية في دولة قطر، ضمن مبادرة "قطر تقرأ"، حيث أشارت المحمود إلى أن هذه المرة "نسعى لخلق تجربة تفاعلية مع قطر وتسليط الضوء على الروايات العربية التراثية، عدا عن أن عرضها يتم من خلال عدة لغات في جناح معرض الكتب الخاص ببيت الحكمة.


ومن خلال خمس مراحل، لحياة ابن يقضان بدءا من طفولته المبكرة، وكيف تعايش مع "الظبية"، وتناغمه مع البيئة المحيطة، ومن ثم مرحلة الابتكارات النابعة من الحاجة، واكتشاف النار، والاعتماد على النفس، حيث حصل الأطفال على تجربة صناعة بعض المواد البدائية من خلال المكعبات والمجسمات التي وفرها جناح "بيت الحكمة للزوار"، بهدف تقريب الأطفال من الحكاية ومنحهم فرصة لعيش تجارب تحاكي المراحل المختلفة في حياة حيّ بن يقظان.


ويختتم الأطفال تجربتهم في بيت الحكمة من خلال تجربة المحاكاة للأحداث، ومن ثم حصولهم على هدية تتمثل في "أدوات النجاة"، التي صمِّمت بدقة لدمجهم مع شخصية "حي بن يقظان"، وإحياء روح المغامرين الصغار في مهرجان الشارقة القرائي للطفل.


يحتضن جناح "بيت الحكمة" معرضا مصغرا يحوي نسخا نادرة من رواية "حي بن يقظان" باللغات العربية والألمانية والإنجليزية، وهي مقتنيات نادرة تم الحصول عليها من مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي ومكتبة قطر الوطنية، وهو ما يضمن للزوار التعرف على السياق التاريخي لهذه الرواية التي يمتد عمرها لقرون.


وبالقرب من بيت الحكمة، يتمكن الأطفال وعائلاتهم من الحصول على جرعة "صحية توعوية تثقيفية من خلال ما تقوم به جمعية أصدقاء مرضى السرطان (FOCP)، من خلال مبادرة "أنا"، بالتعاون مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، حيث تحدثت رئيسة التواصل المجتمعي مريم الهرمودي، عن أهمية توعية الأطفال المشاركين في المهرجان حول أهمية التعرف على أبرز الأعراض الصحية التي يمكن أن تلفت الطفل لأن يكون "طبيبا لنفسه"، بعد أن يتعرف على الكثير من الأعراض الصحية التي تستدعي منه الطلب من عائلته مراجعة الطبيب.


وقالت الهرمودي إن الجناح يستقبل يوميا مئات الأطفال مع عائلاتهم، ويتم الحديث معهم حول أهمية أن يكون الطفل واعيا بكل ما يدور حوله من محاذير صحية، وأن يعي كذلك أهمية أن يكون صحيا في حياته اليومية من حيث المأكل والمشرب والمحافظة على اللياقة البدنية، والابتعاد عن كل ما يضر جسمه، ومن هنا جاءت اسم المبادرة "أنا"، حيث تبين مدى معرفة الأطفال بالكثير من المعلومات الصحية المتعلقة بأمراض السرطان، وتفاعلهم الكبير والواعي في الحوار التفاعلي، ونطمح لأن يكون أطفالنا سفراءنا بالحديث عن "أهمية الكشف المبكر".


وتؤكد الهرمودي أنه وبعيدا عن فعاليات المهرجان، هناك الكثير من المبادرات التي تُعنى بالتوعية بأهمية الفحص المبكر لأمراض السرطان، وبخاصة في الأيام العالمية المخصصة للتوعية بأمراض السرطان، ويتم تقديم الدعم المادي والمعنوي للمرضى، وتنسيق زيارات للمشافي للأطفال والاطلاع على التجارب الناجحة في العلاج والشفاء.

 

اقرأ أيضاً: 

في "الشارقة القرائي".. عالم يحاكي رسوم الكتب والتراث الحضاري

انطلاق فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل "كن بطل قصتك" (صور)