ما خطورة تداخل الفيروسات الموسمية مع "كورونا"؟

منى أبوحمور

عمان- مع دخول موسم الشتاء وتأخر الهطول المطري وارتفاع نسبة الرشوحات والإصابة بالانفلونزا الموسمية، بات الوضع الوبائي والصحي مقلقا، في ظل الارتفاع في نسبة الفحوصات الإيجابية التي وصلت مؤخرا إلى 6 %.

اضافة اعلان


خبراء بينوا لـ"الغد" ضرورة أخذ الاحتياطات لتفادي الأمراض الموسمية في هذا الوقت من السنة، خصوصا مع تأخر تساقط الشتاء، فهي لا تقل خطورة عن فيروس كورونا.


اللقاح والكمامة والتقيد بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها منظمة الصحة العالمية مع الاستمرار بالتباعد الجسدي، هي الوصفة التي يتم من خلالها التصدي لموجة جديدة تهدد المنظومة الصحية وتؤثر على الاستقرار الوبائي، بحسب خبراء الأوبئة.


الانفتاح الكبير الذي باتت تشهده القطاعات والمناسبات الاجتماعية أصبح، بحسب خبراء، سببا لارتفاع الأمراض الفيروسية الموسمية وبيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا في ظل غياب الوعي الكافي لدى فئة من الناس بضرورة الإبقاء على الكمامة والتباعد الجسدي حتى بعد تلقي اللقاح.


ويحذر استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور عبدالرحمن العناني، من الفيروسات الشتوية كالانفلونزا الموسمية والرشح والحساسية التي تكثر في هذا الوقت وتتسبب بأعراض شديدة.


ويلفت العناني إلى أن تزامن أي من هذه الفيروسات في جسم الإنسان مع فيروس كورونا يشكل خطرا، خصوصا وأن فيروس كورونا يخفض مناعة الإنسان وبالتالي مضاعفة الإصابة.

ويشدد العناني، في هذا السياق، على ضرورة أخذ مطعوم الانفلونزا، خصوصا للناس الذين يعانون أمراضا مزمنة وكبار السن والأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا من الفيروسات الموسمية.


ويشير العناني إلى أن عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية التي فرضتها وزارة الصحة للتصدي لجائحة الكورونا وعودة الأفراح وبيوت العزاء إلى سابق عهدها، وخلو ذلك من التباعد والكمامة، وعودة التقارب الجسدي والمصافحة باليد والتقبيل، تعد من أهم أسباب انتشار الفيروسات في الشتاء.


ويؤكد العناني أن جميع أمراض الشتاء والانفلونزا والرشح والأمراض الشتوية سريعة الانتقال من خلال التقارب الجسدي والمصافحة والتقبيل، مشددا على ضرورة إلغاء جميع العادات التي تتسبب بانتقال الأمراض خلال فصل الشتاء.


ويدعو العناني للعودة من جديد لتطبيق الإجراءات الاحترازية، خصوصا مع تأخر الشتاء، فإن الأجواء تصبح بيئة خصبة لانتشار الفيروسات والرشح، فضلا عن ارتفاع نسبة أمراض الحساسية، الأمر الذي يحدث نوعا من الإرباك لدى المريض الذي يخلط بين أعراض فيروس كورونا والأمراض الموسمية، مشددا على ضرورة مراجعة الطبيب في حال شعر المريض بصعوبة في التنفس.

في حين يشير استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الخبير الوبائي الدكتور محمد الطراونة، إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض التنفسية والانفلونزا، لافتا الى أن هذا الوقت من السنة سيختلف عن السنة الماضية بسبب عودة فتح القطاعات كاملة، فضلا عن غياب الالتزام بالكمامة والتباعد الجسدي.


يقول الطراونة "عودة فتح القطاعات بطاقتها الاستيعابية وعودة المدارس والجامعات وغياب الكمامة والتباعد، تحديات لا بد من مواجهتها حتى لا يتفاقم الوضع الوبائي"، مبينا أن الخطورة تكمن في تزامن واحد من الفيروسات الموسمية مع فيروس كورونا في جسد الإنسان في وقت واحد.

ويوضح الطراونة أن تزامن الأمراض الموسمية مع فيروس كورونا يعني مضاعفة الأعراض على المريض، وبالتالي زيادة انتشار العدوى بنسب كبيرة، ما ينعكس على زيادة نسبة الفحوصات الإيجابية، وبالتالي زيادة الإدخالات والحالات الحرجة، لا قدر الله.


إلى ذلك، فإن تزامن كورونا مع الفيروس الموسمي في جسد الإنسان يعني أعراضا منها السعال والعطس وارتفاع الحرارة، وفي هذه الفترة في الشتاء يقضي الناس معظم أوقاتهم في المنزل، وبالتالي ينتقل الفيروس بين الأسر وأيضا بين طلبة المدارس والجامعات الذين يذهبون بشكل يومي لها.


ويؤكد الطراونة ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية في الآونة الأخيرة التي وصلت إلى 6 %، بحسب مديرية الأمراض السارية، في حين أن إشغال الأسرة في غرف العناية الحثيثة في إقليم الشمال نسبته مرتفعة، لكن المختلف والمطمئن هو ارتفاع نسبة التطعيم.


ويشير الطراونة إلى أن ارتفاع نسبة التطعيم يعد مؤشرا إيجابيا في هذه المرحلة، إذ يقلل من احتمالية الإصابة 5 أضعاف ويقلل من احتمالية الدخول إلى المستشفى 10 أضعاف ويقلل من نسبة الوفاة 11 ضعفا.


ويوضح الطراونة ضرورة مواجهة هذه الفترة بمزيد من الوعي والحرص واتباع الإرشادات والإجراءات الاحترازية التي تمنع من انتشار فيروس كورونا وتفاقم الوضع الوبائي.

ويذهب الى أن التثقيف أفضل من التخويف، ولا بد من إيصال رسائل داخل المدارس من خلال المعلمين، لافتا إلى ضرورة تكاتف الجهود في هذه الفترة الحرجة، فعلى ولي الأمر الذي يشعر بظهور أعراض انفلونزا ورشح أو أعراض فيروس كورونا على ابنه ألا يرسله إلى المدرسة، كما ينبغي تهوية الغرف الصفية وغرف البيت جيدا، حيث تقل فرص العدوى والإصابة في أماكن التهوية الجيدة بنسبة 85 %.


ويشدد الطراونة من جديد على ضرورة تطبيق الإجراءات الاحترازية وبشكل كامل وتأكيد تلقي اللقاح والكمامة، فلا يقل أحدهما أهمية عن الآخر.


ويطالب الطراونة بضرورة زيادة نسبة الفحوصات العشوائية في المدارس والأماكن العامة، وأن يكون لدى وزارة الصحة فرق تفتيش داخل المنشآت التعليمية للحفاظ على الأمن الوبائي والصحي الذي يعد أولوية وطنية لأن زيادة الحالات يهدد المنظومة الصحية بأكملها.


وأعلنت وزارة الصحة، أول من أمس، عن تسجيل 16 وفاة و2596 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المملكة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 11183 وفاة و886042 إصابة. وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابية أول من أمس 5.91 بالمائة، بحسب الموجز الإعلامي الصادر عن الوزارة.

وأشار الموجز إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 27700 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت، أول من أمس، إلى المستشفيات 123 حالة، وعدد الحالات التي غادرت المستشفيات 58 حالة، فيما بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 681 حالة.

إقرأ المزيد :