إغلاق غرف الطلبة الموهوبين.. ما الضرورة؟

طلاب خلال تلقيهم حصة تعليمية في إحدى مدارس عمان-(أرشيفية)
طلاب خلال تلقيهم حصة تعليمية في إحدى مدارس عمان-(أرشيفية)

أثار قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بإغلاق غرف مصادر الطلبة الموهوبين جميعها بدءا من العام الدراسي 2024 /2025 مؤقتا إلى حين إعادة استحداثها وفقا للإمكانات المتاحة في الوزارة، ردود فعل متباينة عند خبراء تربويين، ما بين مؤيد ومعارض لهذا القرار.

اضافة اعلان


فيما اعتبر بعضهم أن هذا القرار بحاجة إلى إعادة نظر، لأنه "مجحف بحق الطلبة الموهوبين، "رأى آخرون أنه خطوة سليمة لعدة اعتبارات، أهمها أن الغرفة الصفية العادية وجدت لجميع الطلاب، وكذلك المناهج والكتب المدرسية، بالإضافة إلى أن المعلم تم تأهيله وتدريبه ليعمل مع جميع الطلاب".


وكانت "التربية" أصدرت كتابا رسميا بتاريخ 28 نيسان (إبريل) الماضي أوضحت فيه أنها "قررت إغلاق غرف مصادر الطلبة الموهوبين جميعها بدءا من العام الدراسي 2024 /2025 إلى حين إعادة استحداثها، وفقا للإمكانات المتاحة في الوزارة، والعمل على إعادة مشرفي عرف مصادر الطلبة الموهوبين جميعهم من التخصصات المختلفة للعمل في التعليم وفق تخصصاتهم في الدرجة الجامعية الأولى، اعتبارا من نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2023/ 2024 وتسلم العهدة حسب الأصول".


وحاولت "الغد" التواصل مع مسؤولين في وزارة التربية والتعليم حول قرار الإغلاق لكن لم يتسن لها الحصول على رد رسمي.

 

إلى ذلك، قال الخبير التربوي الدكتور محمود المساد إن برنامج غرف الموهوبين في المدارس يهدف إلى تحسين تعلم الطلبة، كونها تلبي احتياجاتهم بشكل أفضل من برامج التعليم الجمعية التي تعمل على قاعدة أن جميع الطلبة يتعلمون المحتوى نفسه، وبالأسلوب ذاته. وأشار إلى أن هذه الغرف تراعي في عمليات التعليم والتعلم قدرات الطلبة المتباينة وسرعاتهم المختلفة في التعلم.


وأكد المساد أن الغرف تعتمد توجهات "التعليم المتمايز" الذي يساير التوجهات العالمية الحديثة، وينتقل بالمعلم من تعليم الطلبة جميعا بأسلوب واحد إلى التنوع في أساليب التدريس، ومن توفير بيئة تعلم واحدة إلى توفير بيئة تعلم مركبة أكثر ثراء، وتتناسب مع رغبات الطلبة وهواياتهم الفردية والزمرية.


وأوضح أن الغرف تسعى إلى دعم وتطوير الطلبة المتميزين والموهوبين، من خلال توفير بيئة تعليمية مخصصة لهم، حيث تمكّنهم من استكشاف ميولهم، وتوقعاتهم المرغوبة لمستقبلهم، وتطوير قدراتهم ومواهبهم في هذه المجالات، على الرغم من تنوعها وتداخلها.


واعتبر المساد أن هذا القرار المفاجئ بحاجة لإعادة النظر، لأنه "مجحف بحق الطلبة الموهوبين، وبالجهود التي بُذلت في ثرائها من أدوات وبرامج وآمال، انسجاما مع أهداف الأردن في القوة والمنعة والازدهار، التي تقع على عاتق الموهوبين والمتفوقين في المقام الأول".


وشاطره الرأي الخبير التربوي في مجال الموهبة والتفوق الدكتور يحيى القبالي، الذي أوضح أن دول العالم تسعى، بشتى تطلعاتها، إلى احتضان طلبتها الموهوبين والمتفوقين لعلمها اليقين بقدرتهم على إيجاد تغيير إيجابي في تحسين مستوى رفاهية مجتمعهم وتقدمه، مشددا على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في هذا المجال.


وأضاف القبالي: "لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبول أي مبرر لإغلاق هذه الغرف، لأن إغلاقها يعني القضاء على تكافؤ الفرص"، داعيا إلى وضع خطة للنهوض ببرامج الموهبة والتفوق والعودة إلى مكانة الأردن الصحيحة في هذا المجال.
وأكد ضرورة توفير بدائل أخرى عن هذه الغرف في ظل إغلاقها اعتبارا من العام الدراسي المقبل.


بدوره، أوضح مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور سامي المحاسيس، أن غرف المصادر الطلبة الموهوبين هي عبارة عن غرفة في المدارس الحكومية تنفذ فيها أنشطة وفعاليات للطلبة الموهوبين وفقا لبرنامج شامل يراعي القدرات العقلية، بهدف خلق بيئة تعليمية مناسبة تعمل على رفع  مستوى الدافعية لديهم.


واعتبر المحاسيس قرار الوزارة قرارا "سليما"، لعدة اعتبارات، من أهمها أن الغرفة الصفية العادية وجدت لجميع الطلاب وكذلك المناهج والكتب المدرسية، بالإضافة إلى أن المعلم تم تأهيله وتدريبه ليعمل مع جميع الطلاب.


وأشار إلى أن الأنشطة التي تقدمها المدارس "لا تميز بين الطلاب وفق أي اعتبار، فكل ما في المدرسة وجد من أجل الجميع، بغض النظر عن المستوى العلمي".


ورأى أن هذا القرار كان لا بد من اتخاذه منذ إنشاء مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز المنتشرة في جميع محافظات المملكة، وتستقبل الطلاب الموهوبين من الصف السابع الأساسي ولغاية الصف الثاني عشر (التوجيهي)، ولدينا كذلك برنامج التسريع الأكاديمي المتاح أمام جميع الطلاب؛ لإظهار قدراتهم ومواهبهم العالية.

 

اقرأ المزيد : 

افتتاح معرض للطلبة الموهوبين