"الغد": حضور يمتد على مدى 19 عاما

مبنى صحيفة الغد- (الغد)
مبنى صحيفة الغد- (الغد)
لم يكن الأول من آب (أغسطس) العام 2004، يوما عاديا في تاريخ الإعلام الأردني، ففيه بزع أول أعداد صحيفة "الغد"، لتشكل حالة استثنائية في الصحافة المحلية اليومية، ولتغدو منارة إعلامية، أسهمت ببناء انموذج جديد في التعامل مع الخبر والتقرير والقصة الإخبارية والتحليل والتحقيق الاستقصائي، في نطاق أسلوب سردي لغوي وصحفي فريدين، تمكنت عبرهما من اجتراح أفق جديد في تناول الخبر ومعالجة القضايا المحلية والاقليمية والدولية، وجذب القارئ المحلي والعربي إلى متابعتها باستمرار. وإذ تحتفي "الغد" بعامها الـ19، الذي بدأته للتو، فإنها تنطلق نحو تحديات جديدة، مواكبة للتطور المستمر في الصحافة والإعلام، لتغدو سباقة في تقديم وجبة إعلامية يومية فريدة، تتميز فيها بين مثيلاتها من المؤسسات الإعلامية الأردنية والعربية. "الغد"، وبرغم المعوقات الاقتصادية والظروف الصعبة، في الأردن والعالم، تمكنت، بدءا من رئاسة التحرير وصولا الى الصحفيين والمحررين والفنيين والإداريين، من التعامل الأمثل مع ما أنتجته الصحافة الإلكترونية، وصولا إلى أن تصبح من أبرز المؤسسات الصحفية والإعلامية في التعامل مع الإعلام الرقمي، عبر منصاتها المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يشرف عليه كادر مميز من الزملاء والزميلات الشباب. وفي خضم التحديات الكبيرة التي تواجه الصحف الورقية، عملت "الغد" على تنويع منصاتها الإخبارية، فأنشأت موقعا إلكترونيا إخباريا شاملا، متطورا سلس الاستخدام، يوصل المعلومة للقارئ على نحو مريح. وتخطت التقاليد المتعارف عليها في الصحافة، وصولا إلى إفراد مساحة مهمة لتقارير الفيديو والبرامج التي تلامس هموم المواطن، وبثتها على منصاتها المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مباشر. ولا يخفى على أحد، إنجازات "الغد" التي أضحت مصدرا للأخبار الموثوقة لدى كثير من المؤسسات الإعلامية المحلية، وتعدت ذلك، لتكون منبعا للمعلومة الصادقة والموضوعية للكثير من المؤسسات الإعلامية العربية، بترسيخ أسس مهنية واضحة ومنهجية، أرساها ناشر "الغد" الزميل محمد عليان، منذ بداية انطلاق مشروع "الغد" والى اليوم. عليان أكد أن "الغد" تؤدي رسالة وطنية عبر تقديم محتوى يتمتع بمهنية عالية وموضوعية، سعيا نحو تقديم منتج متميز، يكون ملاذا للمواطن الباحث عن المعرفة والحقيقة. وأوضح أن الصحيفة، تسعى لمواكبة تطور المشهد الإعلامي الرقمي، وقد وضعت على رأس أولوياتها مخاطبة جيل الشباب، بوسائل تتناسب مع احتياجاتهم بتقديم الخبر والصورة والفيديو، بما يجعلها تتقدم وسائط النشر المحلي والعربي، لتكون مصدرا للمعلومة بين ايديهم، ما خلق حالة إعلامية وطنية مميزة. رئيس التحرير المسؤول الزميل مكرم الطراونة، أكد أن إضاءة "الغد" لشمعتها التاسعة عشرة، مناسبة للتأكيد على حرص المؤسسة على الاحتفاظ بهويتها وسقفها ومحتواها، من منطلق الأساسات المركزية لسياستها التحريرية التي قامت عليها "الغد" منذ ولادتها في العام 2004، لتظل إلى اليوم، حالة فريدة في بيئة الإعلام الأردني. وأضاف الزميل الطراونة، أن "الغد" لن تتوقف عند هذا الحد من التطور، فهي اليوم لم تعد صحيفة ورقية فقط، بل نافذة إعلامية تصل الجميع عبر العالم الافتراضي أيضا، في الوقت الذي نسعى فيها جاهدين برغم التحديات، لرفع منسوب ومستوى انتاج المحتوى الرقمي، بما يتناسب ومتطلبات العصر، للوصول إلى السواد الأعظم من الشباب. وأكد الطراونة، أن "الغد" ما كانت لتصل إلى ما وصلته، ولن تتمكن من تحقيق ما تريده، لولا الجهد الذي تبذله كوادرها الصحفية والفنية. وقال "لا أحد يشك بأن "الغد" تُشكل حالة إعلامية مختلفة، باعتمادها على نوعية من الصحفيين والكتاب من أصحاب العقلية الناقدة، وقد تمكنوا بحسهم الصحفي وتوجيهات إداراتهم من تقديم منتج خبري وإعلامي مغاير، انصهر على نحو فريد مع الخطط التسويقية المبتكرة، وصولا إلى الناس بسرعة". تخطت "الغد" النمط التقليدي في الصحافة، حين تمكنت من الوصول للكثيرين من مختلف الشرائح، وحافظت على ايلاء مختلف القضايا السياسية والوطنية والاقتصادية والمهنية الاهتمام والمتابعة بالخبر والتعليق والتحليل والتقرير، بشفافية ونزاهة، لتكون صوتا صادقا للوطن والمواطن. وعملت دوما على خلق أساليب مبتكرة في المنتج الإعلامي؛ الخبر والصورة، ما جعلها منصة إخبارية مفضلة لدى غالبية القراء، إذ تمكنت على مدى الاعوام الـ18 التي مضت من عمرها، من حجز مكان مرموق لها، بين أبرز المؤسسات الصحفية والإعلامية المحلية والإقليمية. وتبوأت مكانة رفيعة، بفضل جهود صحفييها وإدارييها في الأعوام الماضية وما تزال، اذ أنها سدت فراغا في الصحافة الورقية اليومية في المملكة، وأصبح لها قراء لا يستغنون عنها. هذا ما أشار إليه زملاء في المهنة، من إعلاميين وصحفيين، أكدوا أنها حلقت عاليا في التعامل مع وسائل الإعلام الإلكتروني بكل أنواعها. وتؤكد "الغد" لقرائها أنها كانت وما تزال، وستبقى تطور أدواتها ومنتجها بأشكاله المختلفة، غير متجاهلة لدورها الريادي في الإعلام الحديث الذي يخدم الوطن والمواطن في مختلف الظروف والمواقف الصعبة والأزمات السياسية والأمنية الداخلية والخارجية. وستبقى "الغد" مستمرة، توجه أعينها نحو مستقبل مستمر في تطوره، وهي تسير على هذا المنوال، تلاحق كل مستجد وكل تطور في العمل الإعلامي. فكما كانت تحولا في مسار الصحافة الأردنية، قدمت نفسها للقراء بطريقة جذابة ومضمون مختلف وكتاب وكاتبات أصحاب حضور في الوجدان الوطني، وحجزت لنفسها مكانا متقدما في عقل القارئ وبرنامجه اليومي، وستبقى صوتا للمواطن ودرعا حاميا للأردن، بأقلامها وكاميراتها ومنصاتها.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان