تربويون: تنفيذ حملات توعوية بمخاطر المخدرات بين الطلبة بات ضرورة

ljmeyvfj
ljmeyvfj

آلاء مظهر

عمان- قرع خبراء تربويون ومهتمون بالقطاع التعليمي جرس الإنذار من خطورة المخدرات على الصغار والشباب خاصة في المدارس والجامعات، مشيرين الى اهمية تشكيل حملات وتثقيفية تستهدف طلبة المدارس والجامعات للتوعية بأخطار المخدرات وتداعياتها السلبية كونها مسؤولية مجتمعية.اضافة اعلان
وبينوا في أحاديث لـ "الغد" امس ان نشر التوعية بين طلبة المدارس والجامعات بات ضرورة ملحة كون خطورة هذه الآفة تستهدف بالدرجة الاولى فئة الشباب وبما ينعكس سلبا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ولفتوا الى اهمية دور الإدارات المدرسية والمعلمين بالرقابة والمتابعة والتشاور مع أولياء الأمور عند ملاحظة أي مظاهر سلوكية وصحية على الطلاب، داعين الى جعل البيئة التعليمية جاذبة من خلال النشاطات اللامنهجية لدورها في حماية الطلبة من أي سلوكات غير مرغوب بها.
وكان وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وليد المعاني نشر مؤخرا تغريدة على صفحته الخاصة على "تويتر" اعلن فيها أن "وزارة التربية ستطلق حملة لتوعية طلبة المدارس والمجتمعات المحلية بمخاطر المخدرات ونعول على مشاركة هذا الجهد".
وقال المعاني في تصريح لـ "الغد" امس إن الوزارة "ارتأت وبالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الأخرى، إطلاق حملة واسعة وشاملة للتصدي للقضايا المتعلقة بالمخدرات ومحاربة هذه الآفة، والتوعية بالمخاطر الاجتماعية والصحية الكبيرة التي تنطوي عليها"، مشيرا الى أن هذه الحملة تستهدف طلبة المدارس والجامعات وكليات المجتمع والمجتمعات المحلية للتوعية بمخاطر هذه الآفة.
واعتبر ان هذه الحملة تشكل "تحذيرا مبكرا لطلبة المدارس ليدركوا مخاطر وتداعيات هذه الآفة والآثار السلبية المرافقة لها"، مبينا أن عمادات شؤون الطلبة في الجامعات الأردنية، ستشارك في الحملة التي تستهدف أيضا طلبة الجامعات، عبر العديد من الأنشطة التوعوية للتصدي للمخدرات ومحاربتها وتحصين أبنائنا الطلبة من مخاطرها.
من جانبه، قال الناطق الاعلامي بوزارة التربية وليد الجلاد ان الحملة ستنفذ في المدارس خلال الطابور الصباحي والأنشطة المدرسية المختلفة، وتشمل عقد محاضرات وندوات توعوية مكثفة بالتنسيق مع الجهات المعنية، إضافة الى إصدار المطويات والنشرات التوعوية حول مخاطر المخدرات وضرورة التصدي لها ومحاربتها، وكذلك بث الرسائل التوعوية والارشادية والتوجيهية الهادفة عبر الوسائل المتاحة.
وتركز الخطة أيضا، بحسب الجلاد، على تفعيل دور المرشدين التربويين في مجال التوعية بالأخطار الكبيرة والمتنوعة للمخدرات والتهديد الذي تشكله للسلم المجتمعي.
وكان التقرير الاحصائي الجنائي للعام 2017 الصادر عن مديرية الامن العام أظهر ان عدد جرائم المخدرات المرتكبة من قبل الطلبة في المملكة بلغ 324 حيازة وتعاط و 20 قضية اتجار، فيما بلغ عدد جرائم المخدرات المرتكبة من قبل الاحداث في المملكة 147 حيازة وتعاط و 26 قضية اتجار.
وقال الخبير التربوي محمود مساد، إن "دور المدرسة لا ينحصر بالتعليم والتربية فحسب بل في الرقابة والمتابعة وملاحظة سلوكات الطلاب وتفسيرها، ووضع البرامج الإرشادية والتوجيهية الهادفة لتحصين الطلاب من كل انحراف".
واضاف، ان تجار المخدرات والمروجين لها "نجحوا في تشكيل شبكات متعاطين في مدارس وخارجها وتجنيد رفاق السوء، مستغلين تجاهل بعض المعلمين لدورهم في التربية وتحصين الطلاب ضد الانحراف والوقوع ضحية متعة زائفة ومدمرة".
واكد المساد أهمية دور المعلمين وإدارات المدارس في الرقابة والمتابعة والتشاور مع أولياء الأمور عند ملاحظة أي مظاهر سلوكية وصحية سلبية على أي طالب أو طالبة، مشيرا الى أن "التأخر عن المدرسة وكثرة الغياب وضعف التركيز وتراجع التحصيل الدراسي، كلها مظاهر سلوكية تستوجب المتابعة والتعامل بمسؤولية مع الطلبة وبمشاركة الأهل".
وقال، ان "تحويل الدراسة والمدرسة إلى مكان ممتع ودافئ يعمر بالنشاط ويتحمل الطلاب فيه مسؤوليات يخفف كثيرا من الأسباب التي تدفع بالطلاب للبحث عن المتعة بطرائق أخرى".
من ناحيته قال الخبير في حقوق الإنسان واخلاقيات المهن الصحية، استشاري الطب الشرعي الدكتور هاني الجهشان، ان حملات مواجهة شيوع التعاطي والادمان في المدارس "تعتبر عنصرا أساسيا في الحفاظ على حقوق الطفل وحقوق الإنسان والحق بالصحة النفسية التي نصت عليها المواثيق الدولية".
واشار الى أن "عواقب تعاطي الإدمان تشمل الصحة البدنية حيث يزاد احتمال الإصابة بالأمراض، والإخفاق الاكاديمي وتراجع مستوى التقييم والعلامات المدرسية، والتغيب المتكرر عن المدرسة، والانسحاب من الأنشطة المدرسية والرياضية والنشاطات اللامنهجية، وقد يصل ذلك الى ترك الدراسة كلية".
واكد الجهشان ان هناك "ارتباطا مباشرا بين إدمان المراهقين على المخدرات وارتكابهم للجنح والجنايات، مثل الجنوح للعنف والسرقة والانضمام لزمر تهريب وترويج المخدرات والاتجار بها".
وبين ان الأبحاث العلمية تشير الى ان تطور دماغ الانسان يكتمل في عمر الخمسة والعشرين عاما، وتتشكل التغيرات الهامة في الدماغ في فترة المراهقة، ولهذا هناك أهمية قصوى في توعية وتثقيف المراهقين بمخاطر التعاطي والإدمان.
وشدد الجهشان على ان "نجاح حملات التوعية يعتمد على مراعاة جذور واسباب التعاطي والادمان، وكذلك مراعاة الفئات المسهتدفة، فهناك حملات شمولية لجميع الطلاب المراهقين، بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية او احتمال تعاطيهم للمخدرات وتشمل برامج توعية عامة مثل العواقب والمخاطر بشكل مختصر، والتدريب على مهارات الحفاظ على الصحة الشخصية والمهارات الاجتماعية".
وأشار الى ان هناك أيضا "حملات انتقائية موجهة للطلاب المعرضين لمخاطر التعاطي والإدمان أكثر من غيرهم وتشمل التوعية والتركيز بشكل جلي على مخاطر التعاطي والادمان الخطيرة والقاتلة، بموازاة حملات موجهة للطلاب الذين تظهر عليهم مؤشرات التعاطي او الإدمان او انهم أفصحوا او طلبوا المساعدة لمشكلتهم، وتشمل توجيه الطلاب وتشجيعهم على طلب وسائل الدعم والعلاج والتأهيل على مستوى المدرسة والمجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية".
من جانبه، اكد الناطق الاعلامي لنقابة المعلمين الدكتور احمد الحجايا ان "مكافحة المخدرات مسؤولية مجتمعية بالتعاون مع الجهات المعنية ولا تقتصر على وزارة التربية والتعليم".
واضاف، ان الوزارة كما هو معروف لديها تعاون دائم مع ادارة مكافحة المخدرات في مجال التثقيف والتوعية، وهناك برامج دورية تنفذ في المدارس كالمحاضرات والمسرحيات، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية وادارة مكافحة المخدرات.
وبين ان للمرشدين التربويين داخل المدارس دورا مهما في هذا المجال، لافتا الى "أهمية اعتراف المدارس بوجود حالات تعاط والتعامل معها في إطار الحالات الفردية دون تعميمها أو اعتبارها ظاهرة".
واكد ان "آفة المخدرات موجودة في المجتمع ولا يمكن انكارها ولكن يجب محاربتها بكل الأساليب"، مشددا على ضرورة معالجة الحالات بطريقة لا تسيء ولا تخدش سمعة الطالب وذويه.