خبير نفسي يشرح أهم مؤشرات الصحة النفسية للإنسان

شخص بصحة نفسية سيئة - (تعبيرية)
شخص بصحة نفسية سيئة - (تعبيرية)
عقد مستشفى الجامعة الأردنية، اليوم الثلاثاء، محاضرة تثقيفيّة حول أهمية الصحة النفسية. يأتي ذلك ضمن مشاركة المستشفى العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية والذي يصادف العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام. وقال استشاري الأمراض النفسية، رئيس قسم الطب النفسي في المستشفى، الدكتور رضوان بني مصطفى، في بداية المحاضرة، إن احتفال هذا العام والذي يحمل شعار "اجعل الصحة العقلية والرفاهية للجميع أولوية عالمية"، يهدف إلى تسليط الضوء على توعية كافة المجتمعات والأفراد بأهمية الصحة النفسية والعقلية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى بذل جهود أكثر للاهتمام بالصحة النفسية والعقلية بشكل سليم بين الأفراد والمجتمعات وكذلك متابعة المرضى وعلاجهم. وأكد بني مصطفى، أن الصحة العامة للإنسان لا تقتصر على غياب المرض وإنّما تشمل التمتّع برفاه نفسي واجتماعي وعاطفي وروحي، وفي غياب أحد هذه الأمور تبقى الصحة منقوصة لاسيما وأن الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية تكون نفسيّة المنشأ وغالباً ما تظهر على شكل أعراض جسميّة، مُضيفاً أنّ أهم مؤشرات سلامة الصحة النفسية المُتّفق عليها عالميّاً تكمُن في رضا الإنسان عن نفسه وعمله وحياته، بالإضافة إلى اتزان ردود أفعاله وتقديره لذاته بشكل واقعي أو ما يعرف بالبصيرة الواقعيّة. وحول أثر جائحة فايروس كورونا على الصحة النفسيّة، لفت إلى أن الجائحة كان لها كبير الأثر على الصحة النفسية من عدّة نواحي أهمها الوضع الاقتصادي الذي تأثر بفعل الإغلاقات، ما أدى إلى حدوث ضغوط نفسية، لا سيما على عاملي المياومات أو أصحاب المصالح الخاصة، بالإضافة إلى حالة الإرباك والخوف والتوتر الذي ساد بسبب كثرة الأخبار وقلّة المعلومات العلميّة المُتعلقة بالفيروس وأعداد المصابين والوفيات حول العالم، علاوةً على الشعور بالعزلة الإجبارية وتقييد حرية الحركة والتنقُّل، كل ذلك ساهم بشكل أو بآخر بخلق نوع من عدم الارتياح والقلق والضغط وزيادة الاضطرابات النفسيّة على اختلافها. واستعرض بني مصطفى خلال المحاضرة، عدداً من الإحصائيات التي تُبين حجم التعامل عالمياً مع الأمراض النفسية حيث إن ما نسبته (20%) من الأطفال والمراهقين يُعانون من اضطرابات نفسية و(50%) من الاضطرابات النفسية تبدأ قبل سن الــ (14 عاماً)، مُبيّناً بأن هناك حوالي (800 ألف) شخص حول العالم يموتون انتحاراً بمعدل موت شخص واحد و(20) شخص يحاولون الانتحار ولا ينجحون وأكثر من (135) شخص يتأثرون بانتحار قريب لهم كل (40) ثانية. وتناول بعض الاعتقادت الخاطئة التي تؤثر على عمل الأطباء في مجال الرعاية النفسية وتؤخر زيارة من يحتاج المشورة للعيادة، ومن أهمها اعتقاد بعض الأشخاص أن الأمراض النفسية غير قابلة للعلاج، أو أن الأمراض النفسية تؤدي إلى انتشار السلوكيات الخاطئة في المجتمع، أو أن الأدوية النفسية تؤثر سلباً على الدماغ أو أنها قد تتسبب بالإدمان. وحول خدمات الصحة النفسية المقدمة في المستشفى، أشاد بني مصطفى بالدور الريادي الذي يضطلع به مستشفى الجامعة باعتباره مستشفى عاما يحوي وحدة للطب النفسي تضم عيادات على مدار الأسبوع للطب النفسي للكبار وللصغار بالإضافة إلى منامات للحالات التي تتطلب الدخول للمستشفى، الأمر الذي ساهم في الحد من مفهوم "الوصمة" التي ترافق المرضى النفسيين وتشجعهم على الاستشارة المبكرة، داعياً جميع من يشعُر بتكرار أي نوع من الاضطرابات النفسيّة على اختلافها، بشكل يؤثّر على سير الحياة الطبيعيّة، ضرورة مُراجعة العيادات النفسيّة قبل تفاقُم الحالة وتطوّرها والوصول إلى مرحلة الاكتئاب التي قد تؤدّي إلى الانتحار. وفي مداخلةٍ له، أكد مدير عام المستشفى الأستاذ الدكتور جمال ملحم، ضرورة تعزيز ودعم الصحة النفسية باعتبارها مسؤوليّة مُشتركة تقعُ على عاتق الفرد والمجتمع، تقوم على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف عيش صحيّة وبيئات مناسبة لدعمها وتمكين الأفراد من اعتماد أنماط حياة صحية والحفاظ عليها.اضافة اعلان