طالبات في الأغوار ينخرطن بالعمل التطوعي في إنارة الطرق وترميم الشوارع

طالبات مشاركات  بمبادرة "دربك آمن" التطوعية- (من المصدر)
طالبات مشاركات بمبادرة "دربك آمن" التطوعية- (من المصدر)

 تعمد الكثير من المؤسسات والمبادرات الأهلية إلى البحث عن الأماكن الأكثر حاجة لإطلاق المبادرات والفعاليات المختلفة التي تخدم المنطقة، وذلك من خلال إشراك أبناء المنطقة باختيار الطريقة الأنسب والأكثر تفاعلاً مع أبناء المجتمع، وهو ما قامت به مؤسسة "وصل" للتوعية والتثقيف من خلال برنامجها "شبك وبادر".

اضافة اعلان


وعليه، كان التعاون مع فتيات منطقة الأغوار الجنوبية هو الوسيلة الأفضل لإشراكهم واستنباط بعض من الأفكار لخدمة المجتمع المحلي، وإيجاد مبادرات خلاقة معهم، إذ عملت المؤسسة مع مجموعة من طالبات مدرسة نسيبة بنت كعب المازنية في الجنوب، والتي أطلقت مبادرة "دربك آمن"، وقد سعت من خلالها الطالبات خلال الفترة القليلة الماضية، إلى "ترميم شارعين في منطقة الأغوار وإضاءتهما إضاءة تعمل على الطاقة الشمسية"، إضافة إلى زراعة 100 شجرة على جوانب الطريق بالتعاون مع بلدية الأغوار الجنوبية.


وعلى الرغم من محدودية الموارد لدى بعض مناطق الجنوب، وتعد نسبة منها ضمن "بؤر الفقر في المملكة"، إلا أن الفتيات وبقوة وعزيمة كبيرتين، قررن أن يكن مبدعات ومنتجات وفاعلات في قريتهن، وذلك بالبحث عما يمكن أن يقمن بترميمه لخدمة أبناء مجتمعهن الصغير، وتحقق الهدف من خلال التواصل والتعاون مع مبادرة "شبك وبادر"، والتي انبثقت عن مؤسسة "وصل" بهدف إشراك جميع أبناء المجتمع والتشبيك ما بين الطلبة في مدارس حكومية وخاصة عدة؛ لخلق بيئة تفاعلية فيما بينهن وتبادل الخبرات التطوعية.


الاحتفاء بهذا العمل التطوعي الطلابي المتواضع، والكبير في عيون الفتيات في الوقت ذاته، تم من خلال احتفال خاص أقيم في منطقة الأغوار الجنوبية، حضره الداعمون للمشروع، وهم شركة "برومين الأردن"، وبحضور مديرها سامر عصفور، وعدد من أبناء المنطقة والطالبات المبادرات، وحضور مديرة مؤسسة "وصل" لين الملكاوي.


المشروع التطوعي "دربك آمن"، استهدف الشارع الذي يمر من أمام المدرسة ومحيطها، حيث شكر المسؤولون في البلدية مؤسسة "وصل" للتوعية والتثقيف على إطلاق هذا المشروع، حيث تم تهيئة وتحسين طبيعة الشوارع المستهدفة، وذلك من خلال التخلص من الحفر التي تعيق الحركة في طريق المارة والطلبة على حد سواء، إضافة إلى توسعة الشارع، ورصف الأرصفة الممتدة عليه، ما ساهم في أن تكون الطريق "آمنه للمرور" للطلبة القادمين للمدرسة خلال السنوات الدراسية، بعد أن كان يعاني الجميع من طبيعة تلك الطريق "الوعرة".


الطالبة شيماء من مدرسة نسيبة بنت كعب المازنية التي شاركت زميلاتها في العمل التطوعي في منطقتها، تقول: "إنها كانت سعيدة كونها مشاركة في عمل تطوعي يخدمها وأبناء منطقتها جميعا". وتبين أنها ومن خلال هذا المشروع تعرفت على مدى أهمية تحسين بيئة الشوارع والممرات في المنطقة، حيث تبين أن الأردن يمتاز بـ "300 يوم مشمس من أصل 360".


لذلك قررت الطالبات ابتكار طريقة لإنارة الشوارع من خلال الطاقة الشمسية، وتركيب وحدات إنارة تضيء الشوارع والحي والمحيط المدرسي بشكل كامل دون أي تكلفة مادية بعد التركيب، حيث تمتاز هذه الإنارة بقدرة على الاستمرار بما يقارب 800 واط ويغطي سطوعها ما يقارب 100 على الأقل.


وتحتاج تلك الإنارة إلى ما يقارب خمس ساعات تعرض لأشعة الشمس من خلال الخلايا الخاصة بها على الأقل، والتي في المقابل توفر إضاءة بعد ذلك خلال ساعات الليل إلى حوالي عشر ساعات من خلال الإنارة المتواصلة.


هذا المشروع الطلابي التشاركي، قد يكون فرصة كذلك للتوعية والتثقيف للطالبات في مناطق الأغوار للتعرف على الكيفية التي يمكن من خلالها الاستفادة من موارد المنطقة، كما في أوقات الشمس الطويلة ودرجات الحرارة المرتفة في الأغوار، حيث تحدثت الطالبتان شيما وزين الهويمل عن مشاركتهما ومعرفتهما بأن الأردن يستورد حوالي 96 % من الطاقة الخارجية خلال العام الواحد.


وهذا الأمر دفع الفتيات إلى عمل استبيان من خلال مشروعهن "دربك آمن" وإشراك سكان منطقة الأغوار في بحثهن عن مشروع ريادي تطوعي لهن، حيث تبين أن هناك ما يقارب 42 % من بين 5 %، من سكان المنطقة تقدموا بشكاوى رسمية بسبب سوء خدمات البنية التحتية خلال العام الماضي، ومن ضمنها الطرق.


وعليه قمن كمبادرة تطوعية بالتنسيق مع الجهات الحكومية لعمل المشروع المميز في تهيئة نسبة من تلك الطرق، وخاصة التي يسلكها الأطفال وطلبة المدارس، بحيث تكون مناسبة وآمنة لهم للتحرك والتنقل فيها.


عدا عن ذلك، عملت الطالبات من خلال المبادرة إلى محاولة زيادة رقعة المساحة الخضراء في المنطقة، بعد أن ثبت تقلصها بنسبة تصل إلى 25 % منها، وذلك من خلال مشروع التشجير، وزراعة ما يقارب 100 شجرة على جوانب الطرق بطريقة تتلاءم وطبيعة المنطقة الزراعية فيها، وما يميز هذا المشروع الزراعي هو اختيار شجرة "المورينجا" العالمية التي يمكن أن تنمو في منطقة الأغوار الجنوبية، والاستفادة منها طبياً.


ومن الجدير بالذكر، أن "دربك آمن" هي من ضمن عشرات المبادرات التي أطلقتها مؤسسة "وصل" للتنمية والتثقيف، والتي فازت مؤخراً من خلال مسؤولتها لين الملكاوي بجائزة "دولية مرموقة"، فقد تم منحها لملكاوي من قبل تحالف الأمم المتحدة للحضارات، ضمن 10 مبادرات عالمية جرى الإعلان عنها خلال حفل أقيم مؤخرا في ألمانيا.

 

اقرأ أيضاً: 

العمل التطوعي يثري سيرة الشباب ويصقل مهاراتهم