رفعت النجار: الفنان الأردني حجز لنفسه مكانة متميزة بالدراما العربية

رفعت النجار - (أرشيفية)
رفعت النجار - (أرشيفية)

منى أبوحمور

عمان- توجت مسيرة الفنانة الأردنية رفعت النجار الحافلة بالعطاء عبر خمسين عاما بتكريمها مؤخرا خلال حفل افتتاح مهرجان المسرح الأردني الثاني والعشرين؛ حيث كرمتها وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ في حفل الافتتاح كفنانة أردنية جادة ومتميزة.اضافة اعلان
وجاء اختيار النجار “شخصية المهرجان” لهذا العام تقديرا لإنجازها الفني والإبداعي على مدى 50 عاما، وكونها أول ممثلة أردنية تقف على خشبة المسرح.
وثمنت النجار خطوة وزارة الثقافة، معربة عن شعورها بالفرح والسعادة بهذا التكريم، قائلة “من الجميل أن يتكرم الإنسان في حياته”، معتبرة تكريمها من قبل الجهات الرسمية بالهدية، آملة أن يستمر هذا التكريم لمختلف فناني جيلها.
وتؤكد النجار أن القيمة المادية للجائزة لا تعني لها الكثير، مقارنة بالجانب المعنوي الذي يعكس لها مدى تقدير المجتمع لدورها كفنانة وعطائها خلال مسيرتها الفنية.
ومن جهة أخرى، أشارت النجار إلى العلاقة الطيبة التي تجمعها بزملائها الفنانين من أبناء جيلها، الذين تربطهم بها علاقة حب ومودة واحترام، على الرغم من الظروف الصعبة والتحديات كافة التي واجهها أبناء هذا الجيل.
وعلى صعيد آخر، تؤكد النجار أن فترتي الثمانينيات والتسعينيات من أفضل الفترات التي مرت على الدراما الأردنية؛ حيث كانت آنذاك متألقة ومتميزة ورائعة، إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية التي ألمت بالدراما الأردنية ضيعت من عمر الفنان ومسيرته.
وتردف “للأسف راحت أجمل فترة من عمري وعطائي”، لافتة إلى أن ما قدمته من أعمال مسرحية ودرامية يعد جزءا من آمالها، التي تحمد الله عليها.
أما بخصوص الواقع الحالي للدراما، فترى النجار أنها متألقة في الوقت الحاضر، وأن الفنان الأردني متميز في جميع المجالات الفنية، وله دور كبير في تقدم الدراما الأردنية وتواجدها على الساحة العربية، كما أسهم في رفع المستوى الدرامي، مؤكدة في الوقت ذاته أنه لا يمكن للقائمين على الدراما السورية والخليجية إنكار الدور الأردني في نجاحهم وتميزهم.
وتذهب النجار إلى أن الفنانين الأردنيين ورغم كل الظروف الاقتصادية السيئة، إلا أنهم ثبتوا على الطريق وبإصرار، وحجزوا لأنفسهم مكانة على ساحة الدراما العربية، منوهة إلى تألق الفنان الأردني على صعيد السينما الأردنية ونجاحها، خصوصا في مجال الأفلام القصيرة، كما بدأ يثبت نفسه في مجال المسرح أيضا.
وتضيف “الفن الأردني كالنهر الجاري، ولكن نتمنى أن تزيد روافده الخاصة والعامة”، منوهة إلى دور القطاع الخاص من شركات ومؤسسات في تبني ودعم الأعمال الفنية الأردنية على اختلاف مجالاتها حتى لا تتقولب الأعمال الأردنية في الأنماط البدوية والقروية وبرامج الطبخ والبرامج التقليدية.
وتؤكد النجار ضرورة أن تحمل الأعمال الفنية أفكارا هادفة وأن تتبنى قضايا مهمة ومحورية في المجتمع وأن تعزز من مكانة المرأة، وإعطائها دورها الحقيقي في تطوير المجتمع وتسليط الضوء على أدوارها الريادية والقيادية.
وتجد النجار أنه لا بد من العمل على إنتاج أعمال درامية تؤكد الروابط الأسرية التي ترفع من سوية الأسرة وتعيد هيبتها في ظل التقدم التكنولوجي وظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تغزو كل بيت وتأخذ من وقت أفراد العائلة، مشددة على أهمية أن تكون الأعمال الدرامية هادفة وصاحبة رسالة مؤثرة.
كما ترى أنه يقع على عاتق الفن دور كبير في توعية المشاهد والأجيال المقبلة حول كيفية التعامل مع الجماعات المتطرفة التي باتت تظهر بكثرة هنا وهناك وتوجهاتها غير معروفة، وهو ما يكمن في دور الفن في التوعية ودعم الحق والسلام في البلاد.
ويذكر أن النجار اشتهرت بأداء الأدوار البدوية، وهي أول ممثلة أردنية وقفت على خشبة المسرح في العام 1962، وغالباً ما تمثل دور السيدة التي جار عليها الزمن وتعاني في حياتها.
النجار حاصلة على البكالوريوس في اللغة العربية، وهي إلى جانب عملها في الفن معلمة وعضو نقابة (رابطة) الفنانين الأردنيين، كما أجادت الدوبلاج وأدت بصوتها عددا من الشخصيات الكرتونية أشهرها “السيدة ملعقة”.
ظهرت خلال مسلسلات بدوية عديدة وغيرها الكثير من الأعمال التي ظلت في ذهن المشاهد، قدمت مسلسلات عدة مثل: “الغريبة”، “وجه الزمان”، “التغريبة الفلسطينية”، “الطوفان”، “عطر النار”، “نصف القمر”، كما قدمت أعمالا مسرحية عدة مثل: “يا أنا يا هو”، “رصاصة في القلب”، تم تكريمها في المسرح الحر العام 2008 وكذلك كرمت من مهرجان المسرح الأردني العام 2008 أيضا.
ويعد مهرجان المسرح الأردني، مهرجانا ثقافيا فنيا عربيا تقيمه وزارة الثقافة سنويا، ويتم فيه تقديم أعمال مسرحية محلية وعربية، وقد عقدت دورته الأولى العام 1991 وعقدت دورته الثانية عشرة العام 2004، وأخذ المهرجان صبغته العربية منذ دورته التاسعة 2001، بحيث أصبحت العروض العربية المشاركة تدخل ضمن المسابقة الرسمية على جوائز المهرجان، وتقام على هامشه عروض مسرحية موازية وندوة فكرية رئيسية وندوات نقدية لكل العروض المسرحية المشاركة. ويهدف إلى خلق حالة من التواصل بين المسرحيين الأردنيين وأقرانهم العرب للنهوض بالحركة المسرحية الأردنية والعربية.

[email protected]