التشكيلية العراقية مينا الصابونجي تهدي عمّان "نصب السوسنة"

f2a5eba2-1650885823997705000
f2a5eba2-1650885823997705000

رشا كناكرية

عمان- الرغبة والشوق لتقديم عمل فني متكامل يعبر عن حب الفنانة التشكيلية العراقية مينا الصابونجي وامتنانها الكبير للأردن، البلد الذي احتضنها طوال هذه السنين؛ أمور دفعتها لنحت مجسم لافت سمي بـ"نصب السوسنة".

اضافة اعلان


هذا العمل النحتي أهدته الفنانة لمدينة عمان، ويعبر من خلال الفن التجريدي عن جغرافية الأرض الأردنية من جبال ومنحنيات وغيرها، ويحكي عن مشاعر الامتنان للأردن ولكل المحطات الإيجابية التي عاشتها في هذا البلد المحب، كما تقول.


وتزامن افتتاح هذا النصب التذكاري مع احتفالات مئوية الدولة وعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني؛ حيث لم يغب عن بال الفنانة التشكيلية العراقية هاتان المناسبتان العزيزتان على قلبها، وهي التي أمضت 19 عاماً مع عائلتها على أرض هذا الوطن.


الفنانة التشكيلية العراقية مينا الصابونجي وعائلتها تعيش في عمان منذ وقت طويل، ومن قبلها كان هنالك الكثير من الزيارات الدائمة للأردن، فقد أمضت نصف حياتها في بغداد والنصف الآخر في الأردن الذي تعتبره وطنها الثاني.


وأزاح أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة وسفير جمهورية العراق لدى المملكة حيدر العذاري أمس؛ الستار عن مجسم السوسنة للفنانة مينا الصابونجي، الذي تم نصبه على الدوار السادس، وقدمته هدية إلى مدينة عمان التي تسكن قلبها.


وأكد الشواربة أن هذا العمل الفني هو إضافة نوعية تم إنجازه على أحد معالم مدينة عمان التي كانت دوماً وطنا وموطنا للأشقاء العرب كافة، معرباً عن شكره لهذه المبادرة التي أثمرت عن هذا العمل.


وقال السفير العراقي "إن هذا العمل الفني يعطي رسالة واضحة عن مشاعر الحب والاعتزاز لمدينة عمان"، مضيفاً "أشد على أيدي الفنانين العراقيين لمزيد من الأعمال التي تعبر عن مشاعر الأخوة والحب بين البلدين".


وقال الأمين العام لجائزة اوروك الدولية د. ثامر الناصري، المشرف على "نصب السوسنة"، إنه يحمل مفاهيم رمزية عالية وحقيقية، حيث الأرض الأردنية الجميلة الخصبة، أنتجت زهورا أنيقة؛ الأولى تمثل الأردن بعبقها الجميل عمان البيضاء، والثانية تتوسط النصب متمثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني، والثالثة تمثل الشعب الأردني المحب والطيب الذي يحتضنه أرض الأردن الغالي.


وأضاف الناصري أن هذا النصب (السوسنة) يعد إضافة جمالية لـ عمان البيضاء، هذه المدينة التي احتضنت العرب بكل ظروفهم ومعاناتهم، وكانت ملاذا آمنا لكل من تحتضنه، مبينا أن في طيات هذا النصب دراسة فلسفية كبيرة.


وتحدثت الصابونجي، في تصريحات خاصة لـ"الغد" عن هذا الحدث الذي يشكل علامة فارقة في مسيرتها، قائلة "أحببت أن أقدم نصبا يعبر عن الشكر والامتنان لهذا البلد.. وكفنانة استطعت تقديم نحت "نصب السوسنة" بما يحمله من معان مهمة عند الشعب الأردني"، مستذكرة عبره كل اللحظات الجميلة التي مرت بها على هذه الأرض.


هذا النصب الذي جاء تحت إشراف مباشر من الفنان الدكتور ثامر الناصري، يتكون من جانبين؛ الرؤية البصرية من تطلعات تكونية عدة وقريبة الشبه من الاتجاه الأول، والثاني يرمز للجبال والصخور المتواجدة في مدينة عمان، وهذه التطلعات تضفي للنصب الحركة الانسيابية المتناسقة وتعكس الجمال لدى المتلقي.


وتبين الصابونجي أن الفكرة في هذه التطلعات بـ"الصخور والجبال"، حيث تنبت منها ثلاث زهرات كبيرة واختارت السوسنة لرمزيتها المهمة عند الأردنيين، فهي تعد الزهرة الوطنية، منوهة إلى أن كل واحدة منها تحمل رمزا معينا.


وتتابع "الزهرات الـ3؛ الأولى ترمز للأردن والثانية تمثل جلالة الملك عبدالله الثاني، والثالثة ترمز إلى شعب الأردن المحب".


وتشير الصابونجي إلى أنها سعت لأن يكون تكوين النصب بسيطاً ويصل لفكر المتلقي ويلفت الانتباه كعمل فني جمالي يعطي فكرة معينة، واختارت مسمى واضحا يسهل وصول الفكرة من خلال زهرة السوسنة المميزة بشكلها عند الأردنيين.


ومر النصب بالكثير من المراحل خلال ورشة عمل كبيرة لكي يخرج بالشكل الاحترافي، وتم تنفيذه خلال 5 أشهر بعد اكتمال الإجراءات وأخذ الموافقة من أمانة عمان الكبرى، شاكرة جميع القائمين في أمانة عمان على تعاونهم الكبير وتيسير الإجراءات.


تشعر الصابونجي بالفرح الكبير لأن هذا النصب يرى النور، مع فريق العمل الجبار لإتمام هذا العمل، معتبرة "نصب السوسنة" خطوة مهمة في مسيرتها الفنية وبداية لنجاحات أخرى.


وتصف شعورها عند تلقيها الموافقة بأنه لا يوصف بين سعادة وفخر وتحقيق ما كانت تطمح له، ويعني لها الكثير معنوياً ونفسياً وفنياً واجتماعياً، والأهم أنها استطاعت أن تقدم جزءا من فنها وخبرتها في هذا المجال وتطمح إلى أفكار أخرى في المستقبل القريب.


والصابونجي هي خريجة إدارة واقتصاد من بغداد وعضو في نقابة الفنانين العراقيين وأيضا عضو في رابطة التشكليين الأردنيين، إضافة إلى أنها عضو في جمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا. تعمل بين الرسم والنحت والخزف منذ 14 عاما، وتمتلك معرضا خاصا بها تعرض فيه جميع أعمالها الفنية إلى جانب معارض مشتركة داخل الأردن وخارجه.


وتوضح الصابونجي أن النحت يعد من الفنون التشكيلية القديمة؛ إذ كان الإنسان يعبر عن قدراته الفنية بالنحت وهو يتعامل مع أبعاد الشكل الثلاثية وتختلف أنواعه، فهنالك النحت على الرخام والنحت البارز والنحت بالطين الحر، وذلك يحتاج للموهبة في التعامل مع مادة الطين.


ويحتاج فن النحت لدقة عالية وصبر طويل، لكي يخرج من دون أي شوائب أو أخطاء، فالفنان التشكيلي يمتلك لغة حوار مع قطعة الطين الجامدة التي يطوعها لتخرج أجمل الأشكال، وقد تتغير الفكرة أثناء التنفيذ لأن الطين يتجاوب مع اليد من عبر لغة حوار بينهما، فكيف ما تطوعه يتجاوب معك إلى أن يكتمل بالشكل النهائي الذي يعرض به.


وأعربت الصابونجي عن شكرها لأمانة عمان على التسهيلات كافة التي قدمتها لهذا المنتج الفني الذي أشرف عليه الدكتور ثامر الناصري.