الأردن في المرتبة 20 عالمياً بأعلى الدول إغلاقاً للمدارس بسبب "كورونا"

Untitled-1-334
Untitled-1-334

عمان - الغد- أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني ملخص سياسات بعنوان " التعليم والتكيف مع آثار كورونا في الأردن: كيفية الحد من تداعيات كورونا على الفجوة التعليمية". ويتناول ملخص السياسات أهمية التعليم في النمو والازدهار، وأثر جائحة كورونا على زيادة الفجوة التعليمية بين الطلاب في الأردن.اضافة اعلان
وبين الملخص الصادر عن المنتدى بأن جائحة كورونا تسببت بإرباك حقيقي في العملية التعليمية على المستويين الجامعي والمدرسي، نظراً لتوجه مختلف دول العالم إلى التعليم عن بعد، حيث قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه مع بداية انتشار فيروس كورونا في أواخر آذار (مارس) 2020، أغلقت أكثر من 190 دولة المدارس للتخفيف من حدة انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى تضرر العملية التعليمية لما يقارب من 1.6 مليار طالب. وبين الملخص أنه وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتكيّف مع الحالة التدريسية الجديدة (عن بعد)، إلا أن الأدلة أثبتت بأن اغلاقات المدارس قد أسفرت عن خسائر في مستوى التعليم.
وأشار المنتدى إلى أنه وفقاً لتقرير البنك الدولي، فمن الممكن أن يؤدي إغلاق المدارس بسبب وباء كورونا إلى زيادة معدل فقر التعلّم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنسبة 10 %، بالإضافة لزيادة فجوة الحرمان من التعليم بنحو %2.5 في جنوب صحراء افريقيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأميركا اللاتينية. واستناداً لنتائج مسح شركة ماكنزي الذي يتناول آراء المعلمين ضمن مجموعة من الدول لتقييم العملية التعليمية قبل وبعد الاغلاقات في المدارس، تبيّن أنه بالمتوسط، أعطى المعلمون في المدارس الحكومية الذين درسّوا عن بعد درجة 4.8 / 10 للتعليم عن بعد. في حين أن المعلمين في المدارس الخاصة التي غالبًا ما يكون لديها وصول أفضل إلى أدوات التعليم، فأعطوا متوسط تقييم 6.2 / 10 للتعليم عن بعد. كما بينت نتائج المسح أيضاً، أن المدرسين في المدارس التي تعاني من نسب فقر مرتفعة يجدون عملية التعليم عن بعد غير فعالة، وأن تفشي الوباء عزز من مخاوفهم في تفاقم عدم المساواة في التعليم.
وفي الحالة الأردنية، أوضح الملخص الصادر عن المنتدى أنه مع ظهور فيروس كورونا في شهر آذار لعام 2020، اضطرت الحكومة الأردنية إلى إغلاق المدارس بهدف احتواء الفيروس والتخفيف من حدة انتشاره؛ حيث تشير قاعدة بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن الأردن قد حصل على المرتبة 20 عالمياً بأعلى الدول إغلاقاً للمدارس بسبب تفشي وباء كورونا؛ حيث بلغ إجمالي أيام الإغلاق 148 يوماً خلال الفترة من آذار 2020 إلى شباط 2021. ومع حلول العام الدراسي الجديد (2021/2022) سيكون طلبة المدارس في الأردن قد خسروا أكثر من معظم دول العالم فيما يتعلق بالتعليم (الوجاهي).
وأكد المنتدى في هذا السياق ضرورة النظر إلى جودة التعليم في العام الدراسي 2020/2021 كمسألة حساسة وذات أولوية عاجلة.
واستند المنتدى في تحليله لواقع التعليم ما بعد كورونا إلى البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، والذي يقيس كفاءة الطلبة المشاركين من 78 دولة حول العالم في تطبيق المهارات المعرفية في مجالات العلوم والقراءة والرياضيات. مشيراً إلى أن أداء الطلبة الأردنيين كان مرضيا في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم مقارنة مع الدول العربية التي شاركت في التقييم. كما أن أداء الطلبة الأردنيين شهد تحسناً في جميع مجالات المعرفة ضمن آخر جولتين للبرنامج، كما تشير نتائج التقييم إلى أن أداء الطلبة المشاركين من المدارس الخاصة في الأردن أفضل من أداء الطلبة المشاركين من المدارس الحكومية في جميع مجالات المعرفة. وبين المنتدى في هذا السياق أنه من المؤسف السماح لتداعيات جائحة كورونا بزيادة هذه الفجوة بين طلبة المدارس الخاصة والحكومية، والتأثير على تقدم مستوى الطلبة الأردنيين.
وأوضح المنتدى في الملخص أنه واستنادًا إلى بيانات البنك الدولي لعام 2020، فإن مؤشر "سنوات التعليم المدرسي المعدلة" الذي يقيم عدد سنوات الدراسة التي يُتوقع أن يتلقاها الطالب مقابل جودة التعليم الذي يحصل عليه الطالب؛ بناءً على نتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة. تشير إلى أنه بينما يحضر الطلبة الأردنيين 12 سنة دراسية، فإن تعلمهم الفعال يعادل (8.1 سنة فقط)؛ في حين يبلغ معدل السنوات في سنغافورة (12.9 سنة). ووفقاً للدراسة الصادرة عن البنك الدولي بعنوان "الإنفاق على التعليم وديناميكيات الالتحاق وأثر جائحة كورونا على التعلم في الأردن" التي قام فيها بمحاكاة التأثير المحتمل لجائحة كورونا على مستوى التعليم في الأردن؛ تشير النتائج إلى مدى الضرر الذي أُلحق بالقطاع التعليمي نتيجة لتداعيات جائحة كورونا؛ حيث ستؤدي إلى تراجع مؤشر "سنوات التعليم المدرسي المعدلة" في الأردن بنحو 0.4 - 0.9 سنة. كما أن أثر الجائحة سينعكس سلباً على درجات الطلبة ضمن برنامج بيزا، وهو ما يعني تراجع التحسين الذي حققه الأردن في آخر جولتين في نتائج البرنامج. علاوة على ذلك، من الممكن أن تترجم خسائر التعلم إلى تراجع الدخل مستقبلاً بالنسبة للطلاب الأردنيين. بحيث ينخفض متوسط الدخل السنوي في المستقبل بنسبة تصل إلى 8 %.
وأوصى منتدى الاستراتيجيات الأردني بضرورة تعويض خسارة التعلم للطلاب الذين يرتادون المدارس العامة والخاصة على حد سواء. مشيراً إلى توافر عدد لا يحصى من الخيارات لأصحاب القرار، والتي تشمل تقييم فقدان التعلم ومراقبة التقدم عند عودة الطلبة إلى المدارس، وتعديل التقويم المدرسي، وإدخال البرامج التقويمية، وتعديل نطاق المحتويات التي سيتم تغطيتها، علاوة على تقديم برامج التعلم السريع، وتوظيف مدرسين جدد، وزيادة وقت الدراسة، وغيرها من الإجراءات التي ستعمل على الحد من التداعيات السلبية للجائحة.