يحيى قطيشات
تعاقد عدد كبير من لاعبي كرة القدم الأردنيين، خلال الأيام الماضية، مع أندية خارجية، في سابقة أولى من نوعها بهذا الحجم، في ظل عدم وضوح أجندة الموسم المقبل حتى الآن، مع قرار
اتحاد الكرة المتمثل في العودة للأجندة السابقة، إضافة للظروف المالية الصعبة للأندية، وعدم قدرتها على دفع مستحقات اللاعبين من المواسم الماضية.
وبات الاحتراف في الملاعب العربية والآسيوية، هدفاً لمعظم اللاعبين الأردنيين، خصوصا في أندية “الصف الثاني”، في الوقت الذي تفضل الأندية اللاعب الأردني على غيره من الجنسيات، وذلك لتواضع أجره مقارنة بالآخرين، فضلاً عن الإمكانيات الفنية والبدنية وقدرتهم السريعة على التكيف مع الأجواء، كما أن الأداء الفني لبعض اللاعبين مع المنتخبات الوطنية وأنديتهم، جذب اهتمام الأندية في الخارج.
وشهدت فترة الانتقالات الحالية، إعلان مجموعة من اللاعبين احترافهم في الخارج، وظهر أن الغالبية العظمى منهم كانت وجهتهم نحو الملاعب الفلسطينية والبحرينية والعراقية والآسيوية.
وفي ظل المعاناة التي يعيشها اللاعب الأردني حاليا، يلجأ الكثير منهم إلى أندية متواضعة لا تحظى بقواعد جماهيرية، وذلك لتحسين أوضاعهم المالية، ما قد يؤثر بشكل أو بآخر على العائد الفني، فيتضرر مستواه من اللعب مع أندية مغمورة وفي درجات دنيا، ما ينعكس على أدائه مع المنتخب الوطني.
ويطمح اللاعب الأردني، في فرصة الاحتراف، إلى تحسين وضعه المالي، وإثبات نفسه رغم ضعف تسويقه، والظفر بفرصة اللعب في الدوريات المهمة عربيا وآسيويا وأوروبيا.
وانتقل في الآونة الأخيرة زيد أبو عابد لأربيل العراقي، وإحسان حداد للشرطة، ومحمد أبو حشيش وإبراهيم سعادة للزوراء، ونزار الرشدان إلى فريق نوروز العراقي، والثلاثي عارف الحاج، أحمد إلياس ومحمد مشة إلى جبل المكبر الفلسطيني، والثلاثي محمد الباشا، حسين عبيدات وخضر الحاج إلى شباب السموع، وأحمد ثائر إلى هلال القدس وفراس شلباية لمركز بلاطة.
وجدد يزن العرب عقده مع سيلانجور الماليزي، وانضم معه للفريق ذاته، مؤخرا، زميله في المنتخب الوطني نور الدين الروابدة، وجدد فادي عوض مع فريق بي دي ار ام الماليزي، مثلما انتقل الثنائي أمين الشناينة وعصام سميري إلى الرفاع البحريني، وفارس غطاشة إلى الشباب البحريني، إبراهيم الحواري الى الحد، وانضم عبد الله الفاخوري إلى العين السعودي، وخالد عصام خيطان الكويتي.
ويستعد أنس العوضات ومجموعة من اللاعبين الآخرين، لتحديد واجهتهم خلال الأيام المقبلة، وقبل انتهاء نافذة الانتقالات الشتوية.
ويؤكد “شيخ المدربين” عيسى الترك، أن المشكلة تكمن في تغير الأجندة وانطلاق الدوري في شهر آب (أغسطس) المقبل، وهذا يشكل صعوبة كبيرة على منظومة كرة القدم الأردنية.
وأردف الترك، في رده على سؤال “الغد”، أنه لا يوجد خيار أمام اللاعبين غير الاحتراف في الخارج، والتعاقدات بين المرحلتين في الدوريات محددة، وتكون العروض أقل والعائد المالي دون الطموح، لكن الظروف أجبرت اللاعبين على قبول هذه العروض التي لا تناسب إمكانياتهم الفنية، وهو ما يمكن اعتباره “أهون الشرين”، في ظل المشكلة المالية عند الأندية المحلية، وعدم قدرتها على دفع مستحقات اللاعبين، وتمنى الترك تشكيل لجنة تضم اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والأندية للبحث عن حلول جذرية.
واستغرب الترك حقيقة أن ناديا خارجيا يتعاقد مع لاعب أردني، ولا يرسل له تذكرة سفر، ويطلب منه الحضور على حسابه الشخصي.
ومن جانبه، يقول المدرب الفني الوطني عثمان الحسنات، إن الاحتراف بشكله الحالي سيئ للغاية للاعبين، ولا يخدم الكرة الأردنية، خصوصا في ظل تواجد المحترفين مع أندية تنافس على البقاء وبعيدة عن حسابات اللقب.
وأضاف الحسنات أن المنتخب الوطني أيضا يتأثر من هذه التعاقدات الضعيفة، لكن اللاعب معذور لأن الظروف المالية التي تمر بها الأندية صعبة، ما يؤدي إلى عدم حصول اللاعب على مستحقاته، فيما يوفر الاحتراف لهم دخلا شهريا منتظما، فاللاعب في النهاية “رب أسرة ولديه التزامات”.
واستطرد الحسنات: “المحترف الأردني قد لا يعود للمشاركة في الدوري المحلي، والاستمرار في التجربة الخارجية، خصوصا أن مجموعة من المحترفين يحصلون على رواتب ومقدمات عقود جيدة”.
وتوقع الحسنات أن يخطف الدوري الفلسطيني مزيدا من اللاعبين خلال الفترة المقبلة والموسم المقبل، والمؤشرات تدل على أن الدوري الفلسطيني سيصبح أفضل فنيا وحضورا من الدوري الأردني.
ويختم الحسنات حديثه، بالقول إن الكرة الأردنية الأردنية تعاني، وتحتاج لوقفة جادة لطرح الهموم والمشاكل بصراحة، ومن دون مجاملة وصولا للحلول.
اقرأ أيضاً:
العطار ينضم للعين
أبو هزيم يدرس التجديد لمعان أو الاحتراف بالسعوديةاضافة اعلان
