بيارات في الغور الشمالي تحت سطوة لصوص الحمضيات

صناديق حمضيات قطفت قبل أوانها - (الغد)
صناديق حمضيات قطفت قبل أوانها - (الغد)

علا عبداللطيف

الغور الشمالي - مع بدء موسم الحمضيات في لواء الغور الشمالي، التابع لمحافظة اربد، تبدأ معاناة المزارعين جراء تعرض ثمار أشجار ببياراتهم ومزارعهم للسرقة ليلا، ما يتسبب بحالة قلق وارتباك لهم، في ظل شعورهم بأنهم باتوا يتعرضون لخسارة محاصيلهم، مع تفاقم التزاماتهم خلال هذه الظروف الصعبة التى يعانون فيها أساسا من العديد من المشاكل التي تتعرض لها اعمالهم.

اضافة اعلان


وتنتشر سرقة بيارات الحمضيات وغيرها من المحاصيل في المناطق الزورية، لمحاذاتها للحدود، وبعدها عن المناطق المأهولة، ولعدم السماح لأصحابها المزارعين بدخولها ليلا، الا في نطاق اجراءات امنية معقدة، ما يجعلهم يرفعون أصواتهم، مطالبين بوسائل لحماية محاصليهم من انتهاكات اللصوص والسراقين والمخربين.


المزارع محمد التلاوي، لفت الى أن انتشار ظاهرة سرقة البيارات التي تجري خلال ساعات الليل في مزارعهم، على يد لصوص يعيثون فسادا بها، ويهشمون أغصان الأشجار ويقطعونها على نحو مدمر، وسرقة الثمار قبل موعد قطافها ونضجها، يزيد من أعبائهم وخسائرهم المادية.


وأشار التلاوي الى ان موسم الحمضيات، بات ومنذ سنوات، يتعرض لخسائر كبيرة، أبرز أسبابها السرقات، وما يتعرض له من كوارث طبيعية، بالإضافة الى قلة المياه، ومشاكل التسويق وعدم وصول محاصيلهم الى الاسواق الخارجية.


وأكد المزارع عايد البشتاوي، أن هناك مزارع في مناطق زورية، تعرضت مؤخرا إلى السطو على ثمارها من الليمون والبرتقال وغيرها من انواع الحمضيات الأخرى بكميات كبيرة، مشيرا الى ان عمليات السرقة، لا تتوقف على الثمار فقط، بل تتعرض أغصان الاشجار ومعدات الزراعة والمرافق وغيرها من الممتلكات الخاصة في المزارع للعبث والتخريب.

وبين الخوف من الخسارة واستمرار سرقة الثمار وتخريب البيارات والمزارع، قال المزارع خالد البشتاوي إن استمرار هذه الظاهرة التخريبية في كل موسم زراعي، أصبح طاردا للمزارعين، ويتسبب لهم بمراجعة استمرارهم في هذا العمل، في ظل انعدام الامن لمزارعهم وبياراتهم، وذهاب جهودهم وتعب أيامهم سدى على أيدي قلة، يجب القبض عليها بسرعة، قبل ان ينسحب المزارعون من هذا العمل الذي اصبح غير مجد لهم.


وطالب البشتاوي، الجهات المعنية، بأن تتيح للمزارعين دخول مزارعهم في الأوقات كافة، دون تشديدات أو تعقيدات، بخاصة في المناطق الزورية، مشيرا الى انه يملك مزرعة في المنطقة الزورية، بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان، قد تعرضت للسرقة.


ولفت الى انه لا يستطيع الذهاب الى مزرعته، بحكم بعدها عن المواصلات، إلى جانب أنها تقع في نطاق منطقة حدودية، يمنع دخولها ليلا، إلا بعد تفتيش أمني قد يستغرق ساعات، ما يثقل ذلك عليه وعلى أصحاب المزارع.

وأكد أن سرقة ثمار الحمضيات، أصبحت ظاهرة تضع مستقبل هذه الزراعة وغيرها من المحاصيل في المناطق الزورية، أمام المجهول، مبينا أن ذلك يلحق به خسائر مالية فادحة، بخاصة وأنه يعتمد في تغطية التزاماته على موسم الحمضيات، الذي يعدّ مصدر رزق للعديد من عائلات اللواء أيضا.


ولفت الى أن استمرار الوضع على ما هو عليه، سيحرمه من تسديد التزاماته المالية المتراكمة عليه من أجور عمالة وفواتير كهرباء وماء، وغيرها من الالتزامات الأخرى كالقروض وديون الشركات الزراعية، وهو ما ينعكس على المزارعين في المنطقة.


وتعتبر سرقة ثمار الحمضيات في وادي الاردن، ظاهرة موسمية تقض مضاجع المزارعين الذين باتوا يعيشون أياما سوداء، جراء تفشيها في المنطقة، يفترض أن تكون مراقبة وممنوعة من دخول أي كان اليها ليلا.

وبرغم تشديد وتحذير وزارة الزراعة للمزارعين من عدم قطف ثمار الحمضيات قبل نضوجها، في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها، بالإضافة لانخفاض أسعارها محليا وعالميا، لكن مزارعي اللواء يواصلون قطف الثمار، خشية وقوعها في ايدي اللصوص من أصحاب السوابق.


وفي الوقت ذاته، طالبت مديرية الزراعة من المزارعين، تقديم منتجات ذات نوعية جيدة للمنافسة في السوق المحلية والعالمية، خصوصا بعد إعادة الحياة الى معبر جابر الحدودي مع سورية، والسماح لهم بتصدير البرتقال إلى الدول العربية والاجنبية.


وأكد المزارع خالد القويسم، أنه مضطر لقطف ثمار بيارته قبل أوانها ونضجها، خشية تعرضها للسرقة، مشيرا الى ان الآثار السلبية للصوص، لا تقتصر على سرقة الحمضيات فقط، بل وتتعدى ذلك الى العبث بالمقتنيات الأخرى من أنابيب ري ومرافق ومعدات وغيرها في المزارع، مؤكدا أنه لم يذهب الى تسجيل أي شكوى أمنية ضد اللصوص، لصعوبة تحديد اللصوص والكميات المسروقة ومعرفة شكلها، لكنه بين ان واقع الحال للمزرعة، يكشف حجم الخسارة الذي تعرض لها جراء سرقتها.

ويعمد لصوص البيارات الى بيع الثمار المسروقة في الأسواق المركزية بمحافظة إربد، في العاصمة، أو بعرضها على جوانب الطرق، بحسب مزارعين أشاروا إلى أن الثمار المسروقة، غالبا ما تكون غير ناضجة، وتباع بأسعار متدنية، اذ يضطر اللصوص للتخلص من مسروقاتهم ببيعها بأدنى سعر، ليصل سعر بيع صندوق الحمضيات الى دينار واحد.


وتبتعد المناطق الزورية عن المناطق المأهولة نحو 10 كلم، وهذه المسافة توفر للصوص الوقت والفرصة المناسبين لارتكاب جرائمهم بعيدا عن الأنظار.


ويرجع مختصون أسباب انتشار سرقة محاصيل الحمضيات في اللواء، إلى تفشي ظاهرتي الفقر والبطالة بين الشباب، لكن بعض المختصين قالوا ان الفقر ليس دافعا للسرقة، والاعمال الاجرامية، مرجحين بان يكون هناك ذوو أسبقيات هم من يمارسون هذه الانتهاكات للبيارات.


مصدر أمني في مديرية شرطة غرب إربد، قال إن المديرية تضع حاليا لمساتها الاخيرة على خطة محكمة، تسهم بوضع حد لهذه السرقات، وستعزز المنطقة بدوريات أمنية بخاصة على الطريق الرئيسي الى مناطق الأغوار الممتدة من العدسية شمالا حتى منطقة الاختصاص.

إقرأ المزيد :