تقليل الضغوطات الجسدية والنفسية يخفف من أعراض متلازمة الإجهاد المزمن

تقليل الضغوطات الجسدية والنفسية يخفف من أعراض متلازمة الإجهاد المزمن
تقليل الضغوطات الجسدية والنفسية يخفف من أعراض متلازمة الإجهاد المزمن

عمّان- تتسم متلازمة الإجهاد المزمن بالإجهاد المفرط الذي لا يتحسن مع الاستراحة، والذي قد يزداد سوءا مع النشاط الجسدي أو الذهني.

اضافة اعلان

وقد يصاب الشخص بهذه المتلازمة بعد إصابته بالتهاب كالإنفلونزا، على سبيل المثال، وقد تكون بدايتها خلال فترات التعرض لضغوطات نفسية أو بعد ذلك بفترة قصيرة، كما أنها قد تظهر بشكل تدريجي دون التمكن من تحديد نقطة بداية معينة أو سبب محدد لها.

‏هذا ما ذكره موقع Mayo Clinic‏، الذي أشار إلى أن عدد الذين يتم تشخيص إصابتهم بهذا الاضطراب من النساء يزيد بكثير على الرجال، إلا أنه لم يعرف ما إذا كان ذلك يعود إلى إصابة النساء أكثر من الرجال، أم إلى قيامهن بعرض أنفسهن على الأطباء أكثر من الرجال عند الشعور بأعراض المتلازمة.

أعراضها

تتشابه أعراض متلازمة الإجهاد المزمن مع أعراض معظم الالتهابات الفايروسية، إلا أنها قد تستمر لفترات أطول، كما أنها قد تظهر وتزول بين وقت وآخر دون الالتزام بنمط معين.

‏وبالإضافة للإجهاد المتواصل غير الناتج عن سبب آخر، فللمتلازمة 8 أعراض أولية محتملة، وهي ما يلي:

• فقدان الذاكرة أو التركيز؛

• ألم الحلق؛

• الألم والانتفاخ البسيط في العقد الليمفاوية في العنق أو تحت الإبطين (أي في حفرتي العضد)؛

• الألم غير المبرر في العضلات؛

• الألم المتنقل بين المفاصل، وغير المتصاحب مع انتفاخ أو احمرار؛

• الصداع الجديد في نوعه أو نمطه أو شدته؛

• الإعياء والإنهاك المفرطان والمستمران لأكثر من 24 ساعة بعد ممارسة نشاط جسدي أو ذهني.

‏وبالإضافة إلى هذه الأعراض الأولية، فهناك أعراض أخرى قد تصيب الشخص، إلا أنها لا تعتبر جزءا من التشخيص. وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:

• ألم البطن؛

• الإسهال؛

• الغثيان؛

• الانتفاخ؛

• التحسس ضد الأطعمة أو الأدوية أو المواد الكيمياوية أو الروائح أو الضجيج؛

• الدوار والاضطراب في التوازن؛

• الشعور بالوخز؛

• جفاف الفم؛

• ضيق النفس؛

• ألم الصدر؛

• ألم الأذن؛

• ألم الفك؛

• التعرق الليلي والقشعريرة؛

• فقدان الوزن أو زيادته؛

• الأعراض النفسية، كسرعة التهيج ونوبات الهلع واضطرابات الكآبة والقلق.

‏وأشارت مجموعة الدراسة الدولية لمتلازمة الإجهاد المزمن، والتي تتضمن مجموعة من العلماء والباحثين والأطباء الذين قامت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتجميعهم لتحديد مقياس لتعريف وتشخيص هذه المتلازمة، إلى أنه يتم تشخيص الإصابة بالمتلازمة بحالة استمرار الإجهاد غير المبرر لمدة 6 أشهر أو أكثر، بالإضافة إلى وجود 4 أعراض على الأقل من الـ8 أعراض الأولية المذكورة أعلاه.

أسبابه

تعد متلازمة الإجهاد المزمن من ضمن أكثر الأمراض المزمنة غموضا من حيث أسبابها، إذ لم يعرف لها سبب واضح، إلا أنه يعتقد بأن سببها هو الالتهاب في مسارات الجهاز العصبي الناتج عن استجابة للمناعة الذاتية. كما وقد يكون أحد أسبابها هو حدوث مضاعفات مصحوبة بمرض فايروسي ومؤدية إلى اختلال وظيفي في جهاز المناعة.

‏وتجدر الإشارة إلى أنه في حالات متعددة لا تتم معرفة سبب الإصابة بهذه المتلازمة. ولعل السبب في ذلك يعود إلى نقص المعرفة العلمية والطبية المتعلقة بها.

مضاعفاتها

تتضمن المضاعفات المحتملة لهذه المتلازمة ما يلي:

• الاكتئاب؛

• الانعزال الاجتماعي الناتج عن الإجهاد؛

• الأعراض السلبية الناتجة عن نقص ممارسة النشاطات؛

• الغياب عن العمل.

علاجها

لم يكتشف إلى الآن علاج محدد لهذه المتلازمة، إلا أن الأطباء المعالجين لها عادة ما يقومون باستهداف التخفيف من الأعراض التي لدى المصاب عن طريق استخدام أكثر من أسلوب علاجي في نفس الوقت. وتتضمن هذه الأساليب العلاجية ما يلي:

• تجنب النشاطات الجسدية والذهنية التي تؤدي إلى ضغوطات، إلا أن زيادة فترات الراحة بشكل مفرط قد تؤدي إلى زيادة الضعف، مما يقود بدوره إلى زيادة الأعراض طويلة الأمد سوءا. لذلك ينصح المصاب بالاعتدال بممارسة النشاطات، وزيادتها بلطف وبشكل تدريجي تحت إشراف الطبيب أو اختصاصي العلاج الطبيعي، حيث إن الأبحاث قد وجدت أن ذلك يساعد على تحسن أعراض هذه المتلازمة؛

• العلاج المعرفي السلوكي، حيث يقوم اختصاصي العلاج النفسي بالعمل مع المصاب للتعرف على المعتقدات والسلوكات السلبية لدى الأخير، والتي قد تؤدي إلى تأخر الشفاء واستبدالها بأخرى إيجابية وصحية. ومن الجدير بالذكر أن هذا الأسلوب عادة ما يتم استخدامه مضافا إلى التمارين الرياضية التي تزداد بشكك تدريجي، حسب ما ذكر أعلاه؛

• علاج الاكتئاب، فإذا كانت لدى المصاب أعراض اكتئابية، فعادة ما تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب لمساعدته. كما أن هذه الأدوية تساعد على التخفيف من الألم واضطرابات النوم؛

• علاج الألم، وذلك عن طريق استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية؛

• علاج الأعراض التحسسية، وذلك عن طريق استخدام الأدوية المضادة للهيستامين والأدوية المضادة للاحتقان؛

• علاج انخفاض ضغط الدم، حيث إن هذا يساعد على التخفيف من أعراض معينة للمتلازمة؛

• علاج أعراض متعلقة بالجهاز العصبي المركزي، كالدوار.

كما وتهدف بعض الأبحاث إلى معرفة تأثيرات العلاجات التالية على هذه المتلازمة:

• الميثيلفينيديت المعروف تجاريا بالريتالين، والذي عادة ما يستخدم في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. وقد أظهر هذا العقار من خلال إحدى الدراسات قدرته على التخفيف من الإجهاد وتحسين القدرة على التركيز لدى بعض مصابي المتلازمة؛

• الرايبوز، وهو أحد أشكال السكر. وتعتبر هذه المادة مصدرا أساسيا لطاقة الخلايا. وقد وجد باحثون أن المكملات الطبيعية من هذه المادة قد تساعد وبشكل كبير على تحسن أعراض المتلازمة، خصوصا ما يتعلق منها بنقص الطاقة؛

• الوخز الإبري؛

• الستيرويدات القشرية، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الهايدروكورتيزون، والذي يقع ضمن هذه المجموعة عبر الفم يساهم في تحسن أعراض هذه المتلازمة، إلا أن دراسات أخرى لم تجد له فائدة؛

• الأدوية المضادة للفايروسات.

نصائح للمصاب

تعتبر معرفة كيفية التعامل والتأقلم مع المرض عنصرا هاما لتمكين المصاب من ممارسة نشاطاته اليومية بفاعلية أكبر. وللتمكن من ذلك، ينصح بما يلي:

• قلل من الضغوطات الجسدية والنفسية، ولمساعدتك على ذلك، قم بوضع خطة لنشاطاتك اليومية، وخصص وقتا للاسترخاء، لكن احرص على عدم التوقف عن ممارسة جميع نشاطاتك التي كنت معتادا على ممارستها قبل الإصابة بالمتلازمة، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الأعراض سوءا؛

• احصل على كفايتك من النوم، حيث إن هذا يعتبر أمرا شديد الأهمية؛

• قم بممارسة العادات الصحية المتعلقة بالنوم، كالنوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميا؛

• حافظ على نمط صحي لحياتك، فتناول أغذية متوازنة واحصل على كميات كافية من السوائل وتوقف عن التدخين إن كنت من المدخنين وقم بممارسة هواياتك المفضلة التي لا تؤثر عليها أعراض المتلازمة.

ليما علي عبد

مساعدة صيدلاني

[email protected]