حالة الاشتباك الفلسطينية مع الاحتلال بين نار التصعيد وغياب القيادة والهدف

زايد الدخيل

عمان- في ظل تصاعد حالة الاشتباك الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، ووسط محاولات إسرائيلية لحصرها، ومنع اندلاع مواجهة واسعة، فإن فصائل المقاومة في قطاع غزة لن تبقى بعيدة عن هذا الغليان، لذا؛ تشدد سلطات الاحتلال الاسرائيلي اجراءاتها بالتضييق على الفلسطينيين في القدس المحتلة، وتلاحق المقاومين في الضفة الغربية، والتي لا تفتأ تؤتي نتائج عكسية ضد العدو وجنوده.

اضافة اعلان


ومنذ بداية العام الحالي، ارتقى 27 شهيدا فلسطينيا، معظمهم استشهدوا قبل انطلاق عمليات المقاومة في بئر السبع والخضيرة وبني براك وتل ابيب، وقد قتلوا بدم بارد على ايدي قوات الاحتلال بمختلف تشكيلاتها، في وقت، لم يكن هؤلاء الشهداء قد شاركوا بتنفيذ عمليات مقاومة في مواجه الاحتلال، تحت وطأة استمرار عمليات التوسع الاستيطاني والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ومواصلة حصار قطاع غزة.


ويرى مراقبون، ان الأوساط الإسرائيلية تحدثت طوال الفترة الماضية، عن تصعيد مقبل في شهر رمضان المبارك، حتى أن وزير الدفاع بيني غانيتس، هدد وحذر من أي فعل للمقاومة، كما أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال، أوامره للاستعداد لعملية "حارس الأسوار 2"، بعد جريمة قوات الاحتلال باغتيالها لخلية الجهاد الإسلامي بمدينة جنين، ورفض فصائل المقاومة التعهد للوسطاء الذين طالبوهم بضبط النفس، وكأنّ لا علاقة لقوات الاحتلال بالتصعيد، وكأنّه فعل فلسطيني وليس رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال، وممارساته.


استاذ العلوم السياسية الدكتور صدام الحجاحجة، قال ان سقوط 11 قتيلا إسرائيليا الشهر الماضي، يوازي أكثر مما قتل خلال عام 2017، وفيه جرى تنفيذ أكثر من 820 عملية مقاومة، بينها أكثر من 50 عملية إطلاق نار؛ ما نشر حالة ذعر بين المحتلين الإسرائيليين، وفي مقابل ذلك، ضاعف الاحتلال عدد جنوده المكلفين بمهام الحراسة، والانتشار في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني ومناطق الخط الأخضر وحدود قطاع غزة، كما رفعت حالة التأهب لاستدعاء أجزاء من احتياط كتائب من جيش الاحتلال.


ويرى الحجاحجة، انه يمكن ان تنزلق الاوضاع الى تصعيد اقل أو اكبر، او شبيه بما حدث في نيسان (إبريل) وأيار (مايو) الماضيين، موضحا ان تصاعد هذا الوضع، يتوقف أولا وقبل كل شيء، على حجم إجراءات المحتلين، وهل يتجهون نحو التهدئة، أم نحو التصعيد، أم التصعيد الكبير؟


من جهته، يرى السفير السابق احمد مبيضين، ان لكلا الجانبين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينين اجتهادات عدة، منها من يعتقد من الجانبين، اعتقادات متشابهة برغم عدم المساواة على الإطلاق بينهما، فهناك الجلاد وهناك الضحية، حول ان الهدوء مناسب له في هذا التوقيت أكثر، بهدف متابعة الحرب الأوكرانية وتداعياتها المحلية والعربية والإقليمية والدولية، واهمها، إعطاء دفعة كبيرة لإمكانيات التوصل لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني مرة اخرى.


وبحسب مبيضين، فان السباق بين التصعيد والتهدئة، يتأثر بالتحركات الميدانية المتوقعة والمفاجئة التي يقوم بها افراد لا ينتمون الى فصائل المقاومة، او لا يتحركون بأوامر منها، او يقوم بها المستوطنون المدججون بالسلاح الذين يعتدون باستمرار على الفلسطينيين، وتتصاعد اعتداءاتهم بكثرة عند تنفيذ عمليات فلسطينية مقاومة، لكن هذا السباق يخفي من الخوف أكثر ما يحمل من الأمل، فالمستقبل مجهول، والآتي في ظل احتمالات انهيار النظام العالمي القديم وحلول نظام عالمي جديد مكانه، لا يمكن التنبؤ به.


من جهته، رجح النائب السابق حابس الفايز، ان يكون من مصلحة الفلسطينيين تسخين الاوضاع حاليا، لوقف حالة التهميش التي تعاني منها قضية فلسطين التي تفاقمت مع انشغال العالم بالازمة الروسية الأوكرانية، مستبعدا وصول التسخين الى درجة حدوث انتفاضة، نظرا لحالة الانقسام التي تشهدها الساحة الفلسطينية، بالاضافة لعدم وجود هدف رئيسي تسعى الانتفاضة لتحقيقه، في ظل عدم وجود حاضنة عربية او إقليمية او دولية لها.


واضاف الفايز "ان اندلاع انتفاضة جديدة، امر مستبعد، فالظروف والأسباب التي أدت لاندلاع الانتفاضتين الأولى والثانية، لم تعد قائمة، ولا يوجد هدف متفق عليه، ولا قيادة واحدة معترف بها تتحلى بالإرادة اللازمة، بالاضافة الى ان آمال الناس بإنجاز هدف الدولة الفلسطينية على حدود حزيران (يونيو) 1967 تراجع كثيرا.


واوضح انه في حال اندلعت انتفاضة، فستكون عفوية وبلا قيادة أو هدف، ستتعرض للوقوع ضحية الفوضى والفلتان الأمني، وتعددية السلطات ومراكز القرار، ويمكن أن تكون موجهة داخليا وضد الاحتلال.

إقرأ المزيد :