رئيس بلدية الفحيص لـ"الغد": تزايد السكان والمحال يضاعف أعباء الخدمات

عمال وطن يجمعون نفايات ملقاة على جانب احد الطرق بالفحيص-(الغد)
عمال وطن يجمعون نفايات ملقاة على جانب احد الطرق بالفحيص-(الغد)
محمد سمور البلقاء – يعد الواقع البيئي والسعي إلى تجويده، أحد أبرز التحديات التي تواجه بلدية مدينة الفحيص بمحافظة البلقاء، وذلك وسط التنامي السكاني الذي تشهده المدينة، إلى جانب تزايد أعداد المراكز والمحال التجارية، الأمر الذي ألقى على كاهل المجالس البلدية المتعاقبة ومن بينها المجلس الحالي عبئا متزايدا يدفع للاهتمام أكثر بإيجاد الحلول المناسبة والمدروسة لتذليل الصعوبات والتحديات المتعلقة بالخدمات البيئية والصحية وعلى رأسها النظافة. ووفق ما ذكر رئيس بلدية الفحيص، عمر العكروش لـ”الغد”، فإن مدينة الفحيص البالغة مساحتها نحو 17 كيلومترا مربعا، شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة سكانية، حيث بلغ عدد سكانها وفق أحدث أرقام دائرة الإحصاءات العامة الصادرة عام 2020 حوالي 23 ألف نسمة، إلا أن العدد في تزايد مستمر. كما تحدث العكروش عن أن “الفحيص تزخر بأنشطة تجارية واقتصادية نظرا لموقعها الإستراتيجي المتميز والذي يربطها بمدن رئيسة كعمان والسلط بالإضافة لمنطقة ماحص، الأمر الذي يضاعف كميات النفايات الملقاة، فضلا عن أنها غدت ممرا ومعبرا للعديد من الزائرين وسالكي الطرق خصوصا بموسم الأعياد، ما يؤدي كذلك لحدوث اختناقات مرورية والتي بدورها تتسبب بتفاقم التلوث البيئي”. وقال إن ذلك التزايد في كميات النفايات التي تجمعها البلدية، يشكل عبئا كبيرا على كوادرها وآلياتها ومواردها المالية، مشيرا إلى أنه ورغم ذلك تبذل البلدية كل جهدها لتحقيق توازن بين مداخيلها ومصاريفها حتى تحقق ما تطمح إليه من تقديم خدمات بمستوى عال للمواطنين على الأصعدة كافة، ولافتا في الوقت نفسه إلى أن موازنة البلدية أقل من 5 ملايين دينار. محدودية الموازنة بحسب العكروش، تشكل تحديا وعائقا أمام البلدية في سعيها لتجويد نوعية الحاويات في الشوارع الرئيسة والأحياء، كون غالبيتها تحتاج إلى صيانة أو استبدال، بالإضافة إلى تعزيز الكوادر البشرية والآليات. وفيما يتعلق بفكرة إنشاء مصنع لفرز النفايات وتدويرها لتوليد الغاز وصناعة الأسمدة، قال العكروش إن البلدية بادرت منذ مطلع العام 2020 بوضع وإعداد خطة متكاملة لإدارة النفايات الصلبة بالشراكة مع مشروع دعم البلديات في الأردن المنفذ من قبل اتحاد بلديات كندا بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية، ولاحقا انبثقت فكرة إنشاء المصنع نظرا لأهميته في تحسين الواقع البيئي في إطار نهج البلدية بالانتقال من العمل التقليدي إلى التنموي. وأكد أن نجاح فكرة المشروع يتطلب دراسة جدوى معمقة، وكوادر متخصصة، وإيجاد شراكات داعمة، لافتا إلى أهمية جهود التوعية والتثقيف بأن يكون هناك فرز مسبق يبدأ من المنازل والمحال التجارية ومختلف المنشآت لتستطيع البلدية تنفيذ الفكرة، مع ضرورة توفير حاويات فرز خاصة لكل نوع من أنواع النفايات. أما “المشكلة الأكبر” على حد وصف العكروش، فهي “ضرورة توفير البنية التحتية اللازمة لمثل هذا المشروع الحيوي والتنموي، والدعم المالي اللازم من الجهات المانحة”، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن ضرورة إيجاد موقع ملائم بيئيا ويكون بعيدا عن التجمعات السكانية، بحيث يخدم عددا من البلديات المجاورة، مقدرا من جهة أخرى أن يبلغ حجم النفايات التي يتم التعامل معها من خلال المشروع من 600 إلى 700 طن يوميا. وقال، إن البلدية تسعى دوما إلى إيجاد شراكات حقيقية وفاعلة مع مؤسسات المجتمع المدني والمحلي في مختلف المجالات ومن بينها المجال البيئي، فضلا عن السعي لشراكات فاعلة مع مختلف المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، وكذلك جهات مانحة للمضي في كل ما من شأنه أن يعود بالنفع على مدينة الفحيص وسكانها وبأبعاد تطويرية وتنموية، لافتا إلى أن الملف البيئي هو محط اهتمام المجلس البلدي الذي يسعى بشكل حثيث خلال المرحلة المقبلة لتحقيق التقدم المنشود من خلال التأسيس والتجهيز لمرحلة متطورة ومتقدمة من معالجة النفايات البلدية الصلبة وفق معايير تمتثل للالتزام البيئي والتقدم التقني والتكنولوجي المتوافق مع أنظمة الطاقة المتجددة بشراكة وتكاملية فاعلة ومجدية مع كافة أصحاب العلاقة وشركاء البلدية في إحداث التنمية المستدامة. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان