رياضيون: تغريدة الأمير علي أصابت كبد الحقيقة وعلى الحكومة والشركات التقاط الرسالة

لاعب الفيصلي سالم عجالين يحاول ترميم ارضية ستاد عمن خلال المباراة الأخيرة أمام الحسين - (تصوير أمجد الطويل)
لاعب الفيصلي سالم عجالين يحاول ترميم ارضية ستاد عمن خلال المباراة الأخيرة أمام الحسين - (تصوير أمجد الطويل)
أكد رياضيون ونجوم في كرة القدم الأردنية، أن تغريدة سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، بضرورة اهتمام حكومي أكبر بصيانة الملاعب، أصابت كبد الحقيقة، وعلى الحكومة التقاط الرسالة، وتجسيدها على أرض الواقع، لما يضمن ملاعب جاهزة لاستضافة المباريات المحلية والدولية في أي زمان. وكان سمو الأمير علي غرد، أول من أمس، قائلا: “الاتحاد الأردني غير مسؤول عن صيانة الاستادات التي تقام عليها البطولات المحلية والدولية.. ستاد عمان تستصلحه الحكومة اليوم واقعيا لاستضافة المنتخب الإسباني.. إنما الاستادات عامة وتلك التي تحمل أسماء الملك عبدالله والملك حسين والأمير حسن والأمير محمد.. تفتقر أي اهتمام.. إلى متى ؟”. ولفت متحدثون لـ”الغد”، إلى أن كلمات سمو الأمير علي التي جاءت في تغريدته، لامست الحقيقة، وحددت مسؤوليات كل جهة، ولا بد من خطوات حقيقية للجهات الحكومية لإنقاذ ملاعب كرة القدم المحلية، وإعادة صيانتها بما يكفل ديمومتها وصلاحيتها لاستقبال المباريات في كل وقت. واعتبر الرياضيون أن الشركات والقطاع الخاص مطالبون أيضا بالتقاط رسالة الأمير علي بشأن الملاعب؛ حيث إن صيانة المنشآت من اختصاص الحكومة وليس اتحاد الكرة، وفي حال عجز الحكومة عن ذلك فعليها التفكير في التعاون مع القطاع الخاص بما يضمن ملاعب صالحة لممارسة كرة القدم. وقال الخبير في المجال الشبابي والرياضي ذوقان عبيدات الذي تولى العديد من المناصب في وزارتي الشباب والتربية والتعليم، إن مشكلة الحكومات تتمثل في اهتمامها بالاستصلاح الاستهلاكي وليس الاستثماري؛ حيث تذهب لاستصلاح الملاعب، مثلا، لفترة محدودة وبشكل مؤقت ومن أجل الاستهلاك فقط، ولا تنظر لإعادة الصيانة أو الاستصلاح لفترة أبعد. وأضاف “عمل الوزارات يفتقد لأسلوب التخطيط السليم، ويتمثل في العمل لأجل المناسبة فقط، وليس لعمل بعيد المدى، وهذا ما يحصل في ملاعبنا التي يتم صيانتها بشكل مؤقت بعيدا عن صيانة جادة ومثالية وفق الحاجة”. وبين عبيدات أن الشباب الأردني سئم الخطاب الحكومي الاعتيادي المتمثل بأن الشباب هم عماد الوطن وأمل المستقبل، دون تجسيد ذلك على أرض الواقع، الأمر الذي يدفع للمطالبة بتغيير الخطاب الحكومي الموجه للشباب. الدكتور راتب الداود نجم الكرة الأردنية السابق، وعميد كلية التربية الرياضية في جامعة اليرموك، اعتبر أن ما جاء في تغريدة سمو الأمير علي كان واقعيا ومنطقيا، وكان الأولى بوزارة الشباب أن تلتقط مضامين ما جاء في التغريدة قبل إطلاقها. وأضاف “وزارة الشباب هي المعنية بشكل رئيسي في تجهيز وصيانة الملاعب، وكان لا بد للوزارة من وضع استراتيجية بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم، بما يضمن ملاعب صالحة لممارسة كرة القدم، بعيدا عن أي استضافة لبطولات أو منتخبات، فالوضع الطبيعي أن تكون ملاعبنا جاهزة لإقامة المباريات في كل زمان”. وقال راتب الداود “مشكلتنا أننا نعمل بنظام “الفزعة”، بحيث تسارع وزارة الشباب لصيانة ملعب، عند الإعلان عن استضافة مباراة أو بطولة، رغم أن المؤسسية تقتضي أن يكون هذا العمل روتينيا ودوريا”، مبديا أسفه لما تشهده ملاعبنا حاليا من عدم جاهزية وأرضيات ممزقة لا تصلح للعب، ما يربك سير المنافسات المحلية كما حدث مؤخرا. المدرب الوطني ونجم المنتخب الوطني السابق أحمد هايل، تمنى على الحكومة ووزارة الشباب، التقاط ما جاء في كلمات الأمير، معتبرا أن التغريدة أصابت كبد الحقيقة، ولا بد من وضع حد لما تعانيه الملاعب من إهمال وتقصير، وهي معاناة سنوية يعيشها اللاعبون والمدربون والأندية بل والمنتخبات الوطنية. وطالب هايل، القطاع الخاص، بالدخول في هذا المجال، بالتنسيق مع الجهات الحكومية، وخاصة وزارة الشباب، من خلال الاستثمار في تجهيز وصيانة الملاعب، وهو أمر يخدم جميع الأطراف سواء كرة القدم المحلية، أو الشركات الخاصة الباحثة عن استثمار مالي جيد، كما يخفف من مسؤولية الوزارات والمؤسسات الرسمية المعنية. وبدوره، أكد رئيس نادي الصريح عمر العجلوني، حجم المعاناة التي تعانيها كرة القدم، بسبب عدم جاهزية الملاعب خلال المنافسات المحلية، الأمر الذي يتسبب في تراجع المستوى الفني، ما ينعكس سلبا على المنتخبات الوطنية بشكل عام. واعتبر العجلوني أن ما جاء في تغريدة سمو الأمير علي، لاقى تأييدا وتفاعلا إيجابيا في الوسط الرياضي، ما يضع الكرة في ملعب الحكومة المعنية بالملاعب وصيانتها. وتساءل العجلوني عن سبب غياب القطاع الخاص عن ملف الملاعب، معتبرا أن الشركات الخاصة يمكنها أن تستثمر في هذا المجال بالتنسيق مع وزارة الشباب التي يتوجب عليها أيضا التفكير بجذب القطاع الخاص في هذا الاتجاه. اقرأ أيضاً:  اضافة اعلان