سلّم الأولويات بالعرض

"سلّم الأولويات" تعبير نخبوي فخم في مجال ادارة الشأن العام يوحي بالمهنية والاحتراف، أمّا تعبير "حمل السلم بالعرض" فتعبير شعبي شائع لتوصيف العباطة وما يشبهها، فماذا لو دمجنا التعبيرين.

اضافة اعلان

الزميل الكاتب الساخر احمد ابو خليل هو صاحب هذا الاكتشاف الفذ، ومن سوء حظ الحكومة انه استهدفها بهذا التوصيف "الحكومة تحمل سلّم الأولويات بالعرض" وفق عنوان المقال الافتتاحي لمجلة "المستور". وقد اعجبني "المصطلح" كثيرا فقررت استخدامه في عنوان مقالي الترويجي هذا لمجلة "المستور" التي يصدرها الزميل ابو خليل، وهي تحتفل الآن بمرور عام على تأسيسها.

من جهة الحكومة ليس لها ان تزعل كثيرا، فسهام ابو خليل توزع بعدالة على "أبناء الأسرة الأردنية الواحدة في مختلف مواقعهم الرسمية والشعبية" - وفق التعبير الدارج في اعلانات النعي–  ثم ان الرماثنة وهم أهل حرفة في التعليقات اللاذعة رأوا اننا قد وصلنا بلدا وحكومة وشعبا الى حال من الطرافة لم يعد كاتب ساخر واحد يكفي لتغطيتها فأتحفونا بأحمد آخر هو أحمد حسن الزعبي، واذا قرروا بعد وقت ان الوطن الجميل يحتاج ثالثا فإنني اطلب حجزه للغد.

المهم انني بهذا المقال الترويجي لصحيفة الصديق ابو خليل "المستور" اريد ايضا رشوته عسى ان يكون قلمه خفيفا عليّ  فهو لن يعدم مناسبات أخرى ليتناوشني اذا حبّكت معه خصوصا وانني أقدم حاليا برنامجا سياسيا للتلفزيون الأردني اسمه "بلا قيود" وقد سارع ابو خليل للتعليق على اسم البرنامج ولسان حاله يقول.. في التلفزيون الأردني وبلا قيود؟! كبيرة شوي!

نعود إلى "المستور"  وفيها من روح ابو خليل؛ تلك السخرية الرصينة التي يضفيها على جو هذه المجلة المتخصصة بقضايا الفقر والفقراء. وقد نجحت المجلة بعد عام من التجربة في تجنب كل منزلق يوحي به تخصصها، مثلا ان تبدو لسان حال "حكايات لم يسمع بها احد" لاستدرار التعاطف الدرامي مع هذه "الشريحة" من المواطنين، أو لسان "الطبقات الكادحة" من مثقفين يساريين.

على كل حال لا أريد تقديم المجلة وتوصيفها، وقد فعل ذلك اصدقاء كثيرون، بل اريد فقط ان اثير الفضول عند من لم تقع بعد بين يديه لقراءتها وعنوان الافتتاحية آنف الذكر يكفيني، اليس كذلك؟!

[email protected]