صيام طلبة المدارس من الأطفال: فوائد نفسية ومحاذير صحية

صيام طلبة المدارس من الأطفال: فوائد نفسية ومحاذير صحية
صيام طلبة المدارس من الأطفال: فوائد نفسية ومحاذير صحية

 عمان - الغد - يرى العديد من الأهالي أن الواجبات المدرسية في شهر رمضان، تشكل عبئا على الطالب الصائم، خصوصا أن رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف، بساعات صيام طويلة.

اضافة اعلان

إلا أن اختصاصيين تربويين يرون أن الطالب يستطيع تنظيم وقته وتقسيمه لأداء واجباته الدراسية، قبل موعد الإفطار، وبعد تناول وجبة السحور.

رانيا الخريشة تبدي انزعاجها من عدم تعاون المدرسة مع الطلاب في شهر رمضان، إضافة إلى عدم التخفيف عنهم في اداء الواجبات المدرسية والفروض.

وتبين الأم لثلاثة أطفال ضرورة مراعاة حالة الطفل الصائم، حيث يكون متعباً وغير قادر على بذل مجهود، مشيرة الى عدم توفر الوقت الكافي الذي يمكن الطفل او الطالب من أداء واجباته المدرسية، كما لا ترى أن الوقت بعد الافطار كاف للطفل لأداء فروضه المدرسية.

الاختصاصية التربوية رويدا أبو راضي تؤكد على دور الأهل في اعطاء ابنائهم إيحاء ايجابيا لرمضان وتحبيب الاطفال فيه.

دور الام، بحسب أبو راضي، يأتي في تقديم وجبة السحور المهمة للجسم، والقيام بعدها بمراجعة بعض الواجبات المدرسية.

وتركز ابو راضي على أهمية وجبة الافطار للطالب، وعدم السهر طويلا على التلفاز، ما قد يسبب خللا في الذاكرة، ليصبح الطالب مشتتا ومشوشا، وبالتالي لا يقوم بالانتباه والانتاج في المدرسة.

وترى أبو راضي أن السنة الدراسية ما تزال في بدايتها واذا بدأها الطالب بعزيمة ونشاط فإنه سوف يكملها بالطريقة نفسها، والعكس صحيح.

وتؤكد على ضرورة توفير أجواء مشجعة لرمضان وذلك من خلال نشاط المعلمات، وان تكون الواجبات المدرسية منطقية، بحيث لا تسبب الارهاق للطلاب، فضلا عن عدم اعطاء امتحانات بشكل كبير.

إلا أن الأم والمدرسة منى الحياري تعترض بشدة على قيام المدارس بإعطاء امتحانات في رمضان، وتطالب أن يقتصر الدوام على الامتحانات الادائية والقصيرة.

كما تنصح بأن تقوم المدارس بالاختصار من حصص الطلاب وتعويدهم على الصيام وتشجيعهم.

المُدرسة ميرنا تلاحظ أن الطلبة في رمضان يكونون في حالة ارهاق وتعب دائمة، وليست لديهم القدرة على الإنتاج كما في الايام العادية، لذلك تطالب المدارس باختصار وقت الدوام، والتقليل من الحصص من أجل التخفيف على الطالب.

علميا، لا يحبذ الطب إباحة الصيام لجميع الفئات العمرية من الأطفال، فاختصاصي طب الاطفال د. رمضان حمد يرى أن سن الصيام المناسب العاشرة، اي منذ الصف السادس فما فوق.

ويرى أن الصيام في الشتاء أفضل للطفل كون ساعات الصوم أقل من الصيف الذي تطول ساعاته، وترتفع الحرارة فيه.

ويدعو حمد إلى تعويد الطفل على الصيام تدريجيا، بحيث لا يصوم نهارا كاملا، وإنما جزءا من النهار.

ويحذر من أن يقوم الأهل بالضغط على الطفل من أجل الصوم، مبينا أن القدرة على الصيام تكون بناء على صحة الطفل وبنيته الجسدية.

الطب النفسي يرى فوائد عديدة لصيام الأطفال شريطة ألا يؤثر عليهم من الناحية الجسدية. اختصاصي الطب النفسي د.محمد الحباشنة يدعو إلى تعريف الطفل بالمفهوم الصحيح للصيام.

ويؤكد أن الطفل إذا استطاع الصيام والتحمل فإن هذا يعزز نظرته الى نفسه على أنه قادر على التحمل، فضلا عن أنه ينظر إلى نفسه حينها على أنه كبير، ولم يعد طفلا ما دام يقوم بالأعمال التي يقوم بها الكبار، ما يعني ترسيخ ثقته بنفسه.

الحباشنة يرى ضرورة إجبار الأهل أطفالهم على الافطار إذا كانت هناك حاجة لذلك، مبينا أن لكل طفل طاقته، داعيا في الوقت نفسه ألا تكون مضار الصيام على الأطفال أكبر من فوائده.