فرقاء البادية السورية أعداء في الجبهات وتنافس بمقاتلة داعش بدير الزور

البادية السورية.- ارشيفية
البادية السورية.- ارشيفية

ماهر الشوابكة

عمان- تعيش البادية السورية المحاددة للمناطق الشمالية الشرقية الأردنية، حالة من المخاض العسكري والتغييرات الدراماتيكية المتسارعة، وسط إرباك واختلاط للأوراق بسبب تداخل مناطق سيطرة الفرقاء وتناحرهم، والمشاركة بالتنافس في مقاتلة تنظيم "داعش" الارهابي.اضافة اعلان
فبينما تعد فصائل المعارضة السورية في البادية العدة لمعركة تحرير دير الزور من "داعش"، بالتزامن مع قيام الجيش السوري باشتباكات مع "داعش" ونقل عدد كبير من قواته الى مناطق قرب دير الزور، لخوض ذات المعركة، في تسابق واضح لمن يظفر اولا بالسيطرة عليها، تشتبك ذات الفصائل مع الجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له في مناطق اخرى من البادية في معارك صد ورد، تتسبب بوقوع خسائر شبه يومية بالافراد والعتاد من الجانبين.  
هذة الاشتباكات والتي تتركز في مناطق بئر محروثة وام رمم في عمق البادية، والتي تتناوب الفصائل والجيش السوري ومليشياته بالسيطرة عليها بشكل شبه يومي، تصل تداعياتها بين الحين والآخر الى قرب الحدود الاردنية، كما حدث اكثر من مرة خلال اليومين الماضيين عندما قصف الطيران السوري مدخل مخيم الحدلات للاجئين، في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الاردن وسورية، بحسب ما قال لـ"الغد" المسؤول بالمكتب الاعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو عمر الدمشقي.
وبهذة التحركات العسكرية يوحي الجيش السوري بانه يحاول فتح اللعب العسكري على الاطراف، لتشتيت الجهود العسكرية لهذه الفصائل، التي استطاعت استثمار هذه الحالية "بتحقيق تقدم في جزء البادية من ريف السويداء بمنطقة بئر الشعاب"، بحسب ما قال لـ"الغد" المسؤول في المكتب الاعلامي لفصيل جيش اسود الشرقية يونس السلامة.
ويؤكد الناطق باسم جيش اسود الشرقية سعد الحاج لـ"الغد" بان" قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة لها مدعومة بالطيران حاولت خلال الايام الماضية التقدم في البادية السورية من محوري محروثة والفكة بعمق البادية، ومن ريف السويداء الشرقي في منطقة الشعاب بالقرب من الحدود السورية الأردنية".
واضاف الحاج ان فصائل الجيش الحر في غرفة عمليات (الأرض- لنا) تصدت لهم ودمروا ثلاث دبابات وقتلوا عددا من عناصر المليشيات الطائفية في المحورين، ولم يحرز النظام أي تقدم بعد تصدي الثوار لهم.
ويضيف انه وفي ذات السياق "تزامنت هذه الاشتباكات بقصف من الطيران الحربي على مدخل مخيم حدلات (رويشد) دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية".
ونتيجة هذا القصف تشير مصادر سورية لـ"الغد" ان سكان بالمخيم  لجأوا الى الساتر الاردني خشية من معاودة قصف الطيران السوري، مشيرة الى ان العشرات من العائلات في المخيم تحاول الخروج منه بحثاً عن الامان.
وتحت ضغط تقدم الجيش السوري ومليشياته باتجاه دير الزور قررت فصائل المعارضة توحيد جهودها العسكرية للوصول الى دير الزور، رغم الاختلاف في تبعيتها وجهات دعمها، وذلك من خلال تشكيل لجنة مؤقتة تجمع كلا من جيش أسود الشرقية ومغاوير الثورة وأحرار الشرقية وجيش الشرقية، وجميعها تنتمي للجيش السوري الحر وتقاتل في البادية، ولكنها تفترق في عدوها وأهدافها.
فأولوية أسود الشرقية الذي يتلقى الدعم من غرفة "الموك" مقاتلة النظام السوري ومليشياته، فيما اولوية جيش المغاوير، الذي يتلقى الدعم من التحالف هي حماية معبر التنف بين سورية والعراق ومقاتلة "داعش"، فيما يحظر عليه مقاتلة الجيش السوري ومليشياته وهو الخطأ الذي وقع به لواء شهداء القريتين من منظور التحالف، والذي كان يتلقى الدعم منه، بحسب ما قاله الناطق باسم اللواء عمر الحمصي لـ"الغد"، "عندما هاجمت قوات اللواء الجيش السوري ومليشياته في منطقتي جبل الغراب الهلبة بالبادية، ما أزعج التحالف، وأجبر اللواء على الإعلان عن انفصاله عن التحالف". 
ورغم تناقل وسائل الإعلام أخبارا عن طلب التحالف من اللواء تسليم أسلحته الثقيلة، إلا أن الحمصي نفى نفيا قاطعا ذلك، مؤكدا أن "اللواء لا يمتلك أصلا أسلحة ثقيلة، وكل ما يمتلكه هي أسلحة متوسطة وخفيفة".   ويضيف الحمصي ان "سياسة التحالف الدولي لا تتوافق مع سياسة اللواء، فاللواء انشىء اصلا لمحاربة النظام السوري وليس "داعش" فقط".
الى ذلك اصدرت فصائل البادية المنضوية في اللجنة المؤقتة بيانا مشتركا قالت فيه انه "نظراً لما تمر به محافظة دير الزور من أخطار محدقة وأحداث متسارعة دولية وإقليمية وهجمات من قبل النظام السوري ومليشياته الطائفية التي هدمت الحجر وقتلت البشر ودمرت البنى التحتية وكل مقومات الحياة، كان لزاماً على أبناء محافظة دير الزور بكافة شرائحهم الثورية والعسكرية الاجتماع بشكل فوري من أجل تدارك مأساة أهلنا ورفع الظلم عنهم والعمل على تحريرهم وتوحيد كافة الطاقات والجهود، وتكوين منبر موحد يمثل أهلنا في الداخل والخارج وأمام المجتمع الدولي". وأضاف البيان "عليه فقد تم اللقاء بين أبناء دير الزور المتمثلين بـ: جيش أسود الشرقية ومغاوير الثورة و أحرار الشرقية و جيش الشرقية والقادة الثوريين والعسكريين، وتم اتخاذ قرار تشكيل لجنة مؤقتة تكون مفوضة باتخاذ القرار الصحيح لتحديد الجبهة الأمثل عسكرياً وجغرافياً للانطلاق منها لتحرير محافظة دير الزور، ولتكون هذه اللجنة نـواة تواصل مع كافة مكونات المحافظة من أجل التوصل إلى العمل المشترك الواحد".
واضاف ان "اللجنة المؤقتة المكلفة بهذا العمل اجتمعت وقررت اختيار الجبهة الجنوبية في البادية كخيار أنسب للوصول إلى دير الزور وتحريرها في هذه المرحلة، بالاضافة الى العمل على تعبئة كافة الطاقات البشرية والمادية والإعلامية باتجاه هذه الجبهة".
وتألفت اللجنة المؤقتة من قادة هذه الفصائل وهم: طلاس السلامة والمقدم مهند الطلاع وأبو حاتم شـقرة، والرائد حسين أبو علي، ومصطفى الهنداوي، والملازم أول محمود الصالح، ويحيى صالح العلي، ومحمد الباش، ومحمود السلمان.