"في بيت أبي" فيلم يسلط الضوء على تقاليد الزواج وطقوسه في المجتمع المغربي

"في بيت أبي" فيلم يسلط الضوء على تقاليد الزواج وطقوسه في المجتمع المغربي
"في بيت أبي" فيلم يسلط الضوء على تقاليد الزواج وطقوسه في المجتمع المغربي

اختتام فعاليات أيام الأفلام الهولندية

إسراء الردايدة
 

عمان - يحمل الفيلم المغربي الوثائقي "في بيت أبي" للمخرجة فاطمة جبلي أوزاني، عددا من القضايا المتعلقة بتقاليد الزواج لدى المجتمع المغربي وطقوسه المختلفة.

اضافة اعلان

كما ويفرد الفيلم مساحة واسعة، للحديث عن أهمية العذرية لدى أبناء هذا المجتمع، وربط شرف الفتاة به.

ويأتي عرض الفيلم، في إطار أيام الأفلام الهولندية، الذي تنظمه السفارة الهولندية، التي اختتمت فعالياتها أمس، واستضافتها الهيئة الملكية للأفلام.

"في بيت أبي" الذي أنتج في العام 1997، يعد جدليا وجريئا للمواضيع التي طرحها، وخصوصا تلك التفاصيل التي تتعلق بالمرأة وعفتها، وزواج القاصرات اللواتي لم يبغلن الثامنة عشرة من العمر بعد.

وتروي أوزاني قصتها من ناحية، وتمردها على العادات المنتشرة في المجتمع المغربي، ومنها تزويج الفتاة بمجرد بلوغها وظهور معالم الأنوثة لديها، مشيرة إلى أنها في طفولتها، كانت مدللة وتلعب مع والدها، وبمجرد بلوغها باتت بعيدة عنه وتمشي خلفه.

وتعود أوزاني بذاكرتها، من خلال مقابلات مع جديها الطاعنين في السن، إلى أيام طفولتها، وإلى والدتها التي تزوجت في سن 15، رغم رفضها ورغبتها في متابعة تعليمها.

وتتتبع أوزاني تاريخ والدتها، التي انتهى زواجها بطلاق، وهي لم تتجاوز الثانية والثلاثين من عمرها، وتوفيت وهي في الرابعة والأربعين، تاركة وراءها طفلة صغيرة هي المخرجة.

ومن خلال لقاءات مع سيدات مغربيات، تسلط أوزاني الضوء على السبب وراء تزويج الفتاة، وهي ما تزال صغيرة، مؤكدة أن الفتاة في هذا العمر، تجهل معنى الزواج، وطبيعة العلاقة الزوجية، التي تحولها بين ليلة وضحاها من طفلة إلى أمرأة، لا تفقه شيئا من متطلبات الزواج.

وتعرض أوزاني خلال الفيلم، قصة تزويج جدتها وهي ما تزال في الثالثة عشرة من عمرها رغما عنها، ورغم مرور أعوام طويلة على هذا الزواج، وإنجابها الأطفال، إلا أن الجدة لم تكنّ لزوجها الحب حتى الآن، وتتمنى موته، لطباعه السيئة.

وينتقل الفيلم إلى تصوير حياة فتاة مغربية، تدعى نعيمة (24 عاما)، هاجرت إلى هولندا للعمل والدراسة، غير أنها تقرر العودة إلى المغرب للزواج بمن تحب.

وتؤكد نعيمة خلال الفيلم، أنها ما تزال تخضع لتقاليد المجتمع المغربي وعاداته وطقوسه الاجتماعية، رغم حياة التحرر التي عاشتها وخطيبها.

وتعود كاميرا المخرجة، للتجوال بين حلقات دراسية وندوات ثقافية تناقش موضوع "العذرية" في المغرب، والتي تحمل آراء مختلفة ومتضاربة في كثير من الأحيان.

وتعود المخرجة إلى قصتها، التي جعلتها منبوذة من قبل والدها، الذي تخلى عنها، وتزوج من فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، بعد أن طلق والدتها.

وتصور أوزاني الآثار النفسية التي تركها سلوك والدها وتصرفاته، مما جعلها تتمرد على الواقع الاجتماعي، الذي يرفض أن تختار الفتاة شريك حياتها.

كما ويصور الفيلم المخاوف، التي حملتها إلى الهرب بعيدا، كي لا تعيد تاريخ أمها وجدتها، وأخريات تعرضن للذل والتعنيف بسبب قرارات الأهل.

ويتواصل "في بيت أبي" بعرض قصة زواج نعيمة، وتقاليد العرس المغربي في قريتها، والتجهيزات التي تجري قبل ذلك، حيث التحضيرات التي تشمل الزفة والاستحمام واختيار الأثواب المختلفة، كثوب العرس الأوروبي وتسريحة الشعر، إلى جانب الثوب التقليدي المذهب الأشبه بالطاووس، والهودج، ومراحل عرض هدايا العريس.

ويجسد الفيلم عبر مشاهده المختلفة ليلة الزفاف في القرى المغربية المختلفة، وكيف أنها أصبحت مقترنة بمفهوم العذرية، الذي يشير إلى شرف الفتاة وعفتها.

ويعرض الفيلم، لقطات من محاضرة علمية لأستاذ جامعي في هولندا، يوضح أنواع غشاء البكارة.

وتلتقي أوزاني في إحدى المشاهد، مع طبيبة شرعية معروفة في المجتمع المغربي، التي أشارت بدورها إلى العادات المغربية في قضية الزواج، لافتة إلى أن كثيرا من الفتيات اللواتي، فقدن عذريتهن، يلجأن إلى أساليب لخداع الزوج في ليلة الزفاف.

ويختتم الفيلم بمشهد اتصال أوزاني بوالدها، رغم مرور أعوام طويلة على رؤيتها له، فيدعوها إلى زيارته بعد أن بلغت من العمر 34 عاما.

[email protected]