ائتلاف الرفض

بن – درور يميني - معاريف

منعت وزارة الدفاع جبريل الرجوب من الوصول الى مؤتمر ميرتس. خطأ جسيم. فالادعاء بان الرجوب محرض ومغرر كان يجب أن يؤخذ بالحسبان ايضا عندما دُعي، وتلقى الاذن، في الوصول الى مناسبات اخرى ليست من انتاج اليسار. وبشكل عام، بدلا من كم الافواه كان من الافضل بالذات اسماع سلسلة تصريحات الرجوب من الفترة الاخيرة. لو كان لنا سلاح نووي، صرح في التلفزيون اللبناني، لاستخدمناه ضد إسرائيل. متبجح؟ بالتأكيد. ولكن يجدر الانصات له. فالحديث يدور عن مذهب فكري مرتب وليس عن زلة لسان فقط. فقبل بضعة ايام فقط كشف موقع "نظرة على الاعلام الفلسطيني" النقاب عن مقابلة مع الرجوب ادعى فيها بان "الاراضي المحتلة" تقع "من النهر حتى البحر". اضافة اعلان
المشكلة ليست الرجوب وصراحته المذهلة، بصفته مسؤول كبير في منظمة فتح "المعتدلة". المشكلة هي الاحترام والمكانة اللذين يغدقان عليه في بلادنا. للحظات يخيل أنه توجد لدينا، بالضبط مثلما في اوروبا، جاذبية صوفية بالذات للمتطرفين. فلديهم نوع من الهالة يفترض أن تكون من نصيب الاطفال المتخلفين وليس من نصيب المحافل الجدية. ميرتس، رغم سيره يسارا في السنوات الاخيرة، يفترض أنه ما يزال حزبا صهيونيا. فمن السليم ايضا مواصلة الحوار مع الفلسطينيين. ولكن الرجوب بالذات؟.
ولفترض أن الرجل كان سيحصل على الاذن ويصل الى المؤتمر. فهل أحد ما في ذاك الحزب كان ليتجرأ على النهوض ليسمع ضيف الشرف انتقادا على اقواله التحريضية؟ هذا لم يحصل حتى الآن. معقول الافتراض ان هذا لن يحصل في أي وقت من الاوقات. فالرجوب كان سيغرق الجمهور بالشعارات التي تطيب لاذان اليسار، ويستقبل بالتصفيق ويهمس لنفسه: لم يسبق أن رأيت تجمعا بهذا القدر للاغبياء النافعين.
كي نفهم بان الرجوب ليس وحيدا، قفز نائب الوزير داني دنون وقرر ان الحكومة تعارض الدولة الفلسطينية. الرجوب يريد فلسطين الكبرى، ودنون بصفته التوأم السياسي، يريد اسرائيل الكبرى. ولا يقول فقط. اليمين يفعل ايضا. هذه السنة، حسب ما نشر في القناة 2، وصلت اسرائيل الى رقما قياسيا جديدا في بدايات البناء. يوجد قدر اقل من البدايات في الجانب الغربي من الخط الاخضر، وقدر اكبر من البدايات في الجانب الشرقي. باطون مسلح من أجل بلاد اسرائيل الكبرى.
يحتمل جدا أن يكون البناء يتركز فقط في الكتل التي في كل الاحوال لن تخليها اسرائيل، حتى لو تحقق اتفاق سلام في اي وقت من الاوقات. ولكن العالم ينظر الينا. ليس فقط كارهو اسرائيل، بل وايضا، وبالاساس، اصدقاء اسرائيل. وهم يشدون لانفسهم شعرهم. لماذا تنكل اسرائيل بنفسها؟ إذ ان نتنياهو لم يعلن في اي مرة من المرات بانه يبني فقط في الكتل وان هذا البناء لا يفترض أن يعرقل التسوية. وهكذا فانه عمليا في التداخل بين البناء والصمت، فانه فقط يعزز دنون.
ان الادعاء بان الفلسطينيين يرفضون الدولتين للشعبين، واسرائيل تؤيد بالفعل، كان يمكنه أن يكون أحد الاوراق المهمة لإسرائيل، وذلك لان الرجوب ليس وحيدا. ابو مازن هو الاخر يؤيد الدولتين، ولكن ليس للشعبين. والآن جاء دنون واوضح بان المشكلة هي إسرائيل. يمكن الافتراض بان مقتلعي إسرائيل بعثوا بباقة ورد كبرى لدنون. فهذا يستحق كل سنت يستثمر فيه.