"استشارات" يوثق لقاءات حوارية بين "أم صحفية" وتربوية متخصصة

غلاف الكتاب- (الغد)
غلاف الكتاب- (الغد)
تغريد السعايدة عمان- أحاديث استشارية على هيئة تساؤلات صحفية، تصب في عالم الأمومة والتربية والأبناء والزوج، وضعتها الاستشارية التربوية الدكتورة أمل بروشيك، بين يدي قرائها مرة أخرى ضمن صفحات كتابها الجديد "استشارات تربوية"، ليكون مرجعاً للكثيرين ممن يبحثون عن استفسار أسري، علها تستجمع تلك الأسئلة وأجوبتها في الصفحات ذاتها. توضح الكاتبة بورشك الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في المناهج العامة وطرق التدريس، الطريق الذي مهد لها تجميع كل تلك الاستشارات التربوية الأسرية، بأنه محاولة منها لتدوين الكثير من المعلومات المفيدة، لمواضيع تواجهنا يومياً في حياتنا، وتقول "هذه ثمار مهاتفات ودية جمعت بين أسئلة مطروحة من الصحفية الزميلة في "الغد" منى أبو صبح ودكتورة تربوية، تعني نفسها، والتي حاولت أن تسلسل خبرتها التربوية الشاملة في كل مراحل التعليم. تلك الأسئلة كانت عبارة عن تقارير صحفية لها أبعاد اجتماعية وأسرية، تربوية، تعين على تربية الأبناء، ومواجهة التعامل مع القضايا المعاشة، على حد تعبيرها؛ حيث قامت بجمع الإجابات التي شكلت خمسة وستين موضوعاً، بدأتها بـ"أثر الذكريات الجميلة إلى دور الجد والجدة في تربية الأبناء"، إضافة إلى قضايا أخرى تهتم بشؤون المرأة والرجل والأطفال، ومواضيع اجتماعية أخرى. ونتيجة لما لمسته بورشك من ردود أفعال إيجابية تجاه تلك المواضيع، جاءت فكرة إصدار الكتاب، بالتعاون مع دار يافا العلمية؛ حيث عمدت إلى جمع الأسئلة والأجوبة والآراء من تاريخ 12/8/2018، ولغاية 11/11/2020، لتوفر بورشك جهودها لوضع خبرتها بين أيدي متصفحي الكتاب، بهدف النفع للآخرين. 288 صفحة، في الكتاب، موزعة على 65 قضية ومحورا تربويا، يجد فيها القارئ الكثير من المداخل والتفاصيل التي تواجهها كل أسرة في حياتها اليومية، لذا، فإن الكتاب يمكن أن يُفيد كل أم ومعلمة أو ممن يبحث عن استشارة تربوية مباشرة، قد يجد فيها دراسة حالة لوضعه الأسري، وقد تكون في الوقت ذاته علاجاً نافعاً. الفصل الأول يتضمن قضايا "كيف نجعل الأبناء يعتمدون على أنفسهم؟"، تقدم فيه بروشك مجموعة من النصائح التربوية المباشرة، وبشكل مُبسط بإمكان القارئ أن يتناولها بسهولة، نظراً للغة البسيطة والسلاسة في العرض، لتنتقل بعد ذلك إلى الفصل الثاني في تناول قضايا عدة في "بيت الأجداد"، تناولت فيه مجموعة من المفاهيم والقضايا الأسرية التي تهم الطفل وعلاقته ببيت الجد. وتحاول بورشك أن تخاطب المتلقي للمعلومة بأبسط الأشكال والمصطلحات، حتى يتسنى للقارئ أن يطبق تلك النصائح ببساطة، وأن يضع القارئ نفسه في تجربة تلك الحالات التي تتحدث عنها بورشك في الكتاب، إذ لا تخلو كل أسرة من وجود مشاكل وتناقضات ومواقف تحتاج أحياناً إلى من يقدم فيها النصح والإرشاد، وهو ما حرصت بورشك على تقديمه في الكتاب. المميز في كتاب "الاستشارات الأسرية" أن الفصول التي تطرح المشكلة أو الموقف والحل المناسب لها، وضعت في صفحات قليلة، بحيث لا يشعر القارئ بالملل ولا بتفاصيل إضافية تشتت القارئ، بل في كل فصل من فصول الكتاب كان الهدف واضحا والقراءة سلسلة ومفيدة في الوقت ذاته. وفي بعض الفصول، كانت بورشك توجه الأسئلة للأمهات، في طرح المشكلة، كما في "كيف تهتمين بتنشة أطفالك في الغربة؟، وكيف نتعامل مع الضرب عند الأطفال؟، كيف نعلم أبناءنا فنون الإتيكيت؟، طفلك يسرق ما الأسباب؟"، وبناءً على هذه الأسئلة، يتم طرح المشكلة وتوجيه الأم أو ولي الأمر للحلول بأكثر من طريقة بحيث تناسب مختلف الحالات. كما تطرقت بورشك إلى العديد من القضايا التربوية المدرسية، كونها متخصصة في هذا المجال، وعملت كعضو تدريس في الجامعات ومدربة موارد بشرية، ومشرفة تربوية في الوقت ذاته، ما هيأها لأن تكون لديها القدرة على طرح تلك القضايا التربوية المختلفة وبتفاصيلها الكثيرة التي يعيشها الأهل يومياً مع أطفالهم، الأمر الذي دفعها كذلك إلى وضع خلاصة تلك التجارب في هذا الكتاب الشامل. وفي النهاية، تقول بورشك إنها خلال تقديمها هذا الكتاب والاستعداد للكتابة استرشدت بعدد من أقوال الغزالي ليساعدها على شغفها وتصميمها على تجميع تلك الخبرة في هذا الكتاب، ومن أبرز تلك المقولات "لا بد أن تمر ببعض المنعطفات القاسية في حياتك، ولكنها إجبارية لمواصلة الطريق"، وفي مقولة أخرى "تعلموا كيف تهدون النور لمن حولكم وإن كانت خفاياكم حالكة جداً".اضافة اعلان