الجامعات الأردنية والعربية تحتاج إلى تطوير حقيقي

من الجيد والجميل، أن تضم قائمة أفضل 800 جامعة في العالم جامعتين أردنيتين هما الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا. كما من الجيد أن تضم جامعات عربية أخرى. ولكن بحسب القائمة التي أصدرها موقع " تايمس هاير إيديوكيشين" البريطاني الخاص بمجال التعليم، ونشرتها مواقع إخبارية محلية وعربية وعالمية، فإن الجامعات العربية بما فيها الجامعات الأردنية احتلت المراتب الأخيرة في القائمة. كما أن الجامعات العربية كافة بما فيها الأردنية غابت عن المراتب الأولى حتى المرتبة 250. وهذا الواقع غير جيد، وغير مقبول، ويستدعي القراءة العميقة للأسباب التي أدت إلى هذه النتيجة. اضافة اعلان
أن تكون بعض الجامعات العربية ضمن هذه القائمة شيء إيجابي، ولكن أن لا تحتل أي جامعة عربية مواقع متقدمة في القائمة يدعو للتساؤل والاستغراب والاستهجان. إذ كيف تغيب الجامعات العربية كافة عن المواقع المتقدمة، مع أن الكثير من الدول العربية تتغنى باستمرار بدعمها الكبير للتعليم وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي؟ وبحسب الموقع، فإن القائمة اعتمدت على أساس معايير التدريس والبحث ونقل المعرفة والنظرة الدولية. وهي معايير مهمة وأساسية في أي عملية تقييم للجامعات وأدائها.
من المهم أن تتوقف الجامعات الأردنية والعربية أمام هذه القائمة بشكل عميق. كما عليها أن لا تحاول تبرير مواقعها من خلال التشكيك بصحة القائمة والمعايير التي اعتمدت لتقييم الجامعات. فالتشكيك، لن يفيد الجامعات، ولن يؤدي إلى تطويرها وتطوير العملية التعليمية فيها، وإنما يجعلها مطمئنة بأن ما تقوم به جيد، وأنها لا تحتاج إلى تطوير، في حين أن النظرة النقدية العميقة للواقع الجامعي والتعليم العالي العربي تساعد في تحسين مواقع الجامعات العربية على أرض الواقع. كما أن عليها أن لا تطمئن كثيرا لوجودها في المراتب الاخيرة لقائمة الـ800 جامعة، فهذه المواقع من المفترض أن لا تليق بها، وعليها أن تتقدم إلى الأمام. علما أن هذه القائمة لا تحتوي على عدد كبير من الجامعات العربية، وإنما على عدد قليل فقط، كما تغيب عنها دول عربية بالكامل.
إن الجامعات العربية التي في القائمة والتي خارجها عليها أن تسعى من خلال خطة علمية تطبق على أرض الواقع لتطوير أدائها التعليمي، والتركيز على البحث العلمي ورفد كادرها التعليمي بكفاءات علمية عالية. كما عليها قبل ذلك، أن تعيد النظر بالأساليب التعليمية المعتمدة حاليا، فهي أحد الأسباب لإضعاف الجامعات ومكانتها في العالم.