اللاعبون مكتئبون

قبل يومين تلقيت رسالة مؤثرة من لاعب محترف من الخارج في أحد الأندية الأردنية المحترفة لكرة القدم، يتحدث فيها عن معاناته من البقاء مطولا في الحظر المنزلي بشكليه الكلي والجزئي، ويؤكد أنه يعد أيام الحجر يوما بيوم، وغير قادر على التكيف مع الوضع المستجد، خصوصا وأنه يعيش بعيدا عن أسرته.اضافة اعلان
وسألته لماذا لا تتواصل مع سفارة بلادك، بعد أن سمحت الحكومة بسفر العديد من المواطنين غير الأردنيين لبلدانهم وفقا لترتيبات رائعة قامت بها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والجهات الأخرى المعنية؟.. كانت الاجابة هي الصمت، فالحال ليس مختلفا كثيرا وإجراءات الحظر تكاد تكون «نسخة طبق الأصل»، مطبقة في معظم دول العالم.
الحالة النفسية التي وصل لها المحترفون العرب والأجانب في الأردن، تستوجب من اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية وعلى رأسها اتحاد كرة القدم، مساعدة هؤلاء اللاعبين بالحصول على تصاريح مرور خلال الفترة المسموح بها بالتجول، فهؤلاء اللاعبين ليسوا مسجلين في «الضمان الاجتماعي»، رغم وجود عقود إحتراف مع أنديتهم وحاصلين على إقامات من وزارة الداخلية، ومثلهم يحتاج للتنقل من مكان لآخر بالسيارة لشراء ما يلزمه، وقد حدث أن إلقى القبض على أحد المحترفين من قبل دورية للشرطة خلال فترة الحظر، ومن ثم تم إنهاء مشكلته بعد معرفة ظروفه الانسانية.
لا شك أن شكل اللاعبين في مختلف دول العالم قد تغير خلال فترة الحظر.. الوجوه بائسة والقلق يسيطر على النفوس.. الوجوه إكتساها الشعر الكثيف ونظرات الحزن، والبطون تحولت إلى كروش مليئة بالطعام والدهون، والأرجل لم تعد تتحرك كما ينبغي رغم بعض التدريبات المنزلية التي سرعان ما أصابت اللاعبين بالضجر.
ثمة دراسة نشرها الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين «فيفبرو»، -الذي يسعى اللاعبون الأردنيون للمشاركة به بعد تشكيل لجنتهم-، تقول بأن واحدا من أصل عشرة لاعبين بينهم مصاب بالاكتئاب النفسي!.
وبحسب عالم النفس الرياضي في جامعة لوفان البلجيكية، فيليب غودان، فإن اللاعبين خرجوا من مرحلة الحماس، وأصبحوا تائهين لأنهم اعتقدوا بأن فترة الحجر لن تكون طويلة».
وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية، استشهد الرجل الذي يعتني بالوضع النفسي لأهم رياضيي العالم، بـ «يُقال أن الكسل هو أم جميع الرذائل. نحن هناك»، لتفسير حالة اللاعبين، مضيفا بأنه لم يفاجأ بسماعه شهادات مختلفة عن لجوء اللاعبين الى الألعاب، الكحول والجنس…
الدراسة التي أجريت في إنجلترا، فرنسا، سويسرا، جنوب إفريقيا، بلجيكا، أو حتى الولايات المتحدة، طالت 1600 رياضي، تبين أن «22 % من اللاعبات و13 % من اللاعبين يعانون من عوارض تتوافق مع تشخيص الاكتئاب. كما تسود أيضا حالة قلق عامة عند 18 % من اللاعبات و16 % من اللاعبين الذين شملتهم الدراسة».
ترى ماذا سيكون حال النسب لو طالت الدراسة لاعبين عرب وأردنيين؟.. كان الله في عون الأندية والمدربين واللاعبين.