بعد انتهاء الاختبارات.. هكذا يستقبل الصغار العيد ببهجة وحفاوة

Untitled-1
Untitled-1
ديما الرجبي* عمان- بعد انتهاء اختبارات الشهر الأول، يشعر الأبناء بالتحرر نوعاً ما من قيود المتابعة اليومية وعالم الكتب وتقديم الواجبات والاختبارات في ظل التعلم الالكتروني. ولكن ما تزال جائحة كورونا تتحكم في مفاصل الحياة وتفرض شروطها على جميع المناسبات، ورغم التصالح نوعا ما مع هذه الأوضاع التي أصبحت نمطاً حياتياً، إلا أن الأبناء يشتاقون لجميع الطقوس التي غيبها كورونا. ولذلك وفي ظل تحضيرات لاستقبال عيد الفطر السعيد للعام الثاني في ظل الجائحة، على الآباء الحرص على أن تكون تجربة ممتعة ومبهجة. ورغم أن القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا أصبحت أقل صرامة مما كانت عليه خلال عيد الفطر في أيار (مايو) الماضي، إلا أن الحظر الجزئي جعل إدارة الوقت في رمضان والتمكن من التسوق أو تناول الإفطار في المطاعم وحرية التسوق بعد الإفطار أمرا صعبا بحكم الحظر الذي يبدأ مساء كل يوم قبيل موعد الإفطار. لذلك، علينا أن نجعل فترة التسوق التي ستكون قبيل ساعة الإفطار مليئة بالطاقة والتحمل والصبر لنتمكن من إتاحة الفرصة لأبنائنا لاختيار ملابسهم التي يحبونها كما يشتهون، وهو ما سيحفزهم لاستعادة نشاطهم الذي استنفدته فترة الاختبارات. فرحة العيد تتحقق بالعديد من المظاهر منها؛ ارتداء الثياب الجديدة والهدايا والألعاب والزيارات وصلاة العيد، لكن كل هذه المظاهر ستتقيد هذا العام ولن تكون بالحرية والشكل الذي يرغب به الجميع، وفي ظل الأزمة الاقتصادية والغلاء وقدرات الأهالي المتفاوتة لاستقبال العيد، إلا أنه يجب أن يبقى للعيد خصوصيته لدى أبنائنا. صلاة العيد في الساحات تجربة جميلة وروحانية على أن تتوافق مع إجراءات السلامة العامة، لذلك ننصح الأهالي باصطحاب أبنائهم، خاصة من فئة الأعمار المسؤولة، للقيام بهذا الفرض الذي يدخل السرور لقلوبهم. كما نستطيع أن نعوض أبناءنا عن فرحة العيد المعتادة بالحب والتماسك الأسري، وملء المنزل بهجة بتزيينه وصنع بعض الحلويات التي يحبونها، لإدخال السرور إلى قلوبهم وتحضير كعك العيد معاً. قد تكون الضغوطات التي تعانيها الأسر أكبر من قدرتها على تعويض أبنائها ما فاتهم من مناسبات مقيدة بسبب الجائحة، إلا أن الأهالي يستطيعون أن يقوموا بدورهم المهم باحتواء تقلباتهم المزاجية من خلال ضخ قدر بسيط من الطاقة الإيجابية للحفاظ على أجواء العيد الأسرية التي تعد أكثر أهمية من الاعتبارات الأخرى التي فقدناها بالأشهر الماضية بسبب كورونا. اختصاصية علم النفس الاجتماعي منى درويش، تؤكد أهمية استثمار هذه الفرصة لممارسة بعض الأنشطة التي تساعدنا وتساعد أطفالنا على التنفيس، ومن الضروري ألا نبخل على أنفسنا ومن حولنا بإشاعة البهجة والفرحة بالعيد، وأن نسعى إلى نشر هذه الروح فيمن حولنا، وأن نتبادل التهاني، ونتواصل مع أهلنا وأصدقائنا، وألا نستسلم لأي مشاعر سلبية يمكن أن تسيطر علينا. والواجب على الأهل أن يتيحوا لأطفالهم مساحة للتعبير عن أنفسهم، وأن يجتهدوا بابتكار الأدوات والوسائل التي تمكن الأطفال من إخراج مكنوناتهم والإفصاح عن أحلامهم ومخاوفهم من خلال اللعب والرسم والحكايات ومشاركتهم فيها. وبحسب درويش، يرتبط الفرح في العيد بوجود أمرين كلما تحققا شعر الأبناء بفرحة العيد، وهما: المعنى المبهج، والحب والتواصل معهم. لذلك يجب أن تكون تحضيرات عيد الفطر مميزة وتشاركية؛ حيث إننا لا نعلم متى ستنتهي هذه الجائحة ومتى سنستعيد حياتنا الطبيعية.. وإلى حينها يجب إيجاد طقوس تتماشى مع الظروف الراهنة وتراعي حق أبنائنا في الشعور بفرحة هذه المناسبات الدينية. *كاتبة ومتخصصة في مجال الأسرة والطفولةاضافة اعلان