تجربة ديموقرطية رائدة

تستحقُّ تجربة المهندس خالد رمضان عواد التوقف عندها طويلاً من حيث هي تجربة رائدة في العمل السياسي والديمقراطي؛ فقد كان رشَّح نفسه في الانتخابات الأخيرة ولم يفُز. إلى هنا يبدو الأمر عادياً، ولكن غير العادي أن الرجل استمرَّ في تجميع الناس حول شعاره "مواطنة، مساواة، أمان"، والتقى بعدد هائل من مؤيديه ومؤيداته في مجمع النقابات مؤخراً لشكرهم وللإعلان عن ولادة تيارٍ جديد هو "التيار القومي التقدمي"، ودعوتهم للانتساب.

اضافة اعلان

يدور معنى هذا التجمع السياسي حول الأفكار والمبادئ نفسها التي أعلنها المرشح عواد في حملته الانتخابية. ولكن الذي يحتاجُ فعلاً إلى التنويه أنَّ الرجل لم يطوِ يافطاته عند خسارته، ويعلن في مجالسه الخاصة أنه ضحية تزوير، بل وجد أن الوطن يمكن أن يُخدم بإخلاص من خارج قبة البرلمان، وأنَّ الحراك السياسي ليس أبداً حِكراً عليه. هذا السلوك الوطني والإيجابي لم يكن وليد صدفة أو هوىً عارضا، فحملة المرشح كانت مثالية، بمعنى أنها كانت حملةً يمكن أن تُحتذى. فقد استطاع بأفكاره النيرة ومستوى الوعي لديه أن يجمِّعَ حوله المؤيدين والمؤيدات، وأن تقود حملته واحدةٌ من أبرز الناشطات الحقوقيات في الأردن وهي السيدة وداد عدس. وأن يجمع لحملته التبرعات بما لا يزيد على 5 آلاف للشخص، ولم يقبل المال من المؤسسات ولا من التمويل الأجنبي، وكان أول مرشح يعلن موارده المالية على ملأ، وإلى هذا كانت جهود العاملين والعاملات في الحملة تطوعيةً تماماً.

وقد يسأل سائل أو سائلة: وهل نحن بحاجة إلى تيار آخر ولدينا تيارات معروفة وقائمة؟ والجواب أن هذا التيار يبدو أنه يقوم على خلفية وطنية صافية من أي دخيل من أفكار التعصب للدين أو العرق أو الإقليم. وأنه يطمح أن ينصهر في الحراك الاجتماعي والسياسي نحو الديموقراطية الصحيحة وتوازن المجتمع في قضايا المساواة والمواطنة والأمان، وهي قضايا لا يختلف عليها اثنان عاقلان راشدان متوازنان مخلصان خاليان من أمراض التعصب والتحيز.

فنحن بحاجةٍ إلى فكرةٍ جديدة في العمل الديموقراطي تقوم على مبادرات متنوعة من جهات مختلفة في جسم المجتمع المدني، تتضافر جميعها في الضغط والتجمع حول معانيَ يفتقر الوطن إلى إنجازٍ فيها.... وها هي حملة يطلقها لتغيير قانون الانتخاب المؤقت، وحملة "المرأة قضية وطن" يتشارك فيها كل ذات باعٍ من مؤسسات ومنظمات.

حقاً إن المرشح يستطيع عمل الكثير من خارج القبة لو كانت رؤياه الوطن وخيره، والديموقراطية وتطوير أدواتها!!

[email protected]