ثلاثة أسباب تجعل طفلك يخاف من المدرسة

ثلاثة أسباب تجعل طفلك يخاف من المدرسة
ثلاثة أسباب تجعل طفلك يخاف من المدرسة

 وفاء أبوطه

عمان-   تعتبر المدرسة بالنسبة للطفل مجتمعاً جديداً ليس من السهولة بمكان تقبله والانخراط فيه, سيما أنه لن يحظى بدرجة الاهتمام نفسها التي كان يلقاها في بيته.

اضافة اعلان

    يحدث الخوف عند كثيرٍ من الأطفال, ولكن الشيء غير الطبيعي هو استمرار هذا الخوف وتحوله إلى دافع لعدم ذهابهم إلى المدرسة, ويأخذ الخوف عدة أشكال منها البكاء، أو المغص المعوي، والتمارض في صباح اليوم الدراسي، والتوسل بالبقاء في المنزل وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.

    تعتبر اختصاصية التربية والسلوك هدى أبولاوي, وتعمل في احدى مدارس عمان, مثل هذا الخوف أمرا طبيعياً لأن الطفل سوف ينتقل إلى بيئة اجتماعية جديدة بالنسبة له. وحتى نساعد أطفالنا في الاندماج في البيئة الجديدة على الأقل, توصي أبولاوي أن نجعل من يوم الذهاب إلى المدرسة يوماً سعيدا, بعيداً عن تهويل الموقف أو القلق، وعمل كل ما من شأنه تحبيب الطفل في المدرسة بالأساليب التربوية المناسبة .

   وتقول أبولاوي "الخوف من المدرسة مشكلة تواجه الأسر المختلفة مع بدء العام الدراسي، ويأخذ أشكالاً مختلفة طبيعية ومرضية حسب طبيعة العلاقة بين الطفل والأم والبيئة المحيطة"، موضحة أنه كلما اتسعت دائرة معارفه كان ذلك بمثابة حماية للطفل من الخوف والاضطراب النفسي أثناء دخول المدرسة، وتنصح أولياء الأمور باصطحاب أبنائهم إلى المدرسة والبقاء معهم أول يوم من أجل مساعدتهم على التواصل مع المدرسة.

    وتقول أبو لاوي "علاجه بسيط وليس معقداً حيث يمكن تلافيه بعدد من الإجراءات الخفية من قبل الأسرة", وتقدم بعض النصائح لمساعدة الطفل للتغلب على الخوف من المدرسة :

-تشجيع الطفل على التحدث عن الأشياء التي يخافها في المدرسة .

-أن تكون الام أكثر حزماً في صباح الأيام الدراسية .

-طلب المساعدة من معلمي الطفل في المدرسة .

-اصطحاب الطفل إلى الطبيب في الصباح الذي يمكث فيه بالمنزل ولا يذهب إلى المدرسة.

-يمكنك أن تربط عملية الذهاب إلى المدرسة بشيء يحبه ابنك -وهذا ما يسميه أهل التخصص الارتباط الشرطي-، وذلك مثل اللعب على الكمبيوتر قبل موعد المدرسة بخمس أو عشر دقائق.

-على الام والاب الاتصال بمدرسي الطفل، وإيجاد علاقة إيجابية بينهما وبين هؤلاء المدرسين، والحرص على اجتماعات أولياء الأمور، مع دعوة بعض أصدقاء الطفل من المدرسة لقضاء يوم سعيد, ليزداد الابن ألفة بزملاء المدرسة.

-شجِّع ابنك على الاشتراك في الأنشطة المختلفة بالمدرسة دون إلحاح.

-على الام ان توضح لابنها أنها لم تهمله وتهتم بأخوته الصغار، وأنها تهتم بهم جميعا بنفس القدر، كما توضح له بصدق ودون خجل السبب الرئيسي في عدم مساعدتها له في المذاكرة، بل يمكنها أن تبين له أنها على استعداد أن تستمع لشرحه له حتى تستفيد هي الأخرى.

-يمكن قراءة بعض القصص التي تدل على الشجاعة والإقدام، واختيار بعضها للقيام بتمثيلها معا.

   وتشير أبو لاوي إلى دور المدرسة في ازالة الرهبة من الأطفال الجدد والقدامى من بداية العام الدراسي الجديد عن طريق حفل استقبال لطيف يحبب المدرسة إلى نفوس الأطفال في أيامه الأولى. وتقول أبو لاوي "يجب على هيئة التدريس في مدارس الأطفال الابتدائية أن يكون لديهم مهارة التعامل مع الأطفال، وتحبيب المدرسة إليهم في الأيام الأولى على وجه الخصوص، وتدربهم على التعاون مع الآخرين واللعب معهم، وخلق صداقات جديدة".

    وتنصح أبولاوي بإيقاظ الطفل في ساعة مبكرة ومساعدته على ارتداء ملابسه وتنظيم كتبه, وتزويده ببعض الأطعمة الجذّابة التي يحبها ويجب ألا تكون من النوع الدسم الذي قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان, وخلال فترة الإعداد على الأم تجتنب أن تسأله عما يشعره ولا تثير أي موضوع يتعلق بخوفه حتى لو كان الهدف زيادة طمأنينته .

   وعند العودة من المدرسة على الام امتداح سلكوه, والثناء على نجاحه بغض النظر عن سلوكه وكيف كان عند الصباح, وابلاغه أن غداً سيكون أسهل وأمتع ولا تدخل معه في نقاش أوسع حتى وإن بدا مصراً على عدم تغيير الموضوع .

    وتذكر أبو لاوي ثلاثة عوامل مهمة تدفع الطفل للخوف من المدرسة, العامل الأول تتميز عائلات أصحاب هذا السلوك بعدم الاهتمام بأمور فرعية تهم الطفل وعدم تشجيعه, فيميل الطفل إلى العدوانية والانطواء ويعاني رغبة جامحة في الهروب إلى الخيال وغالبا ما ينتهي إلى الفشل الدراسي‏.

    وتحذر ابو لاوي من الضرب في هذه الحالة, فهو ليس الوسيلة الملائمة للإصلاح بل يجب أن يتم توصيله للمدرسة بصحبة واحد من الأهل ومراقبة سلوكه الدراسي والمتابعة مع المدرسين حتى يترسخ داخله إحساس بعدم جدوي هروبه‏.‏

    أما العامل الثاني ففيه يعاني الأهل من الخوف على أبنائهم من الآخرين إما من العدوى‏,‏ أو الحسد أو إمعان في التدليل‏,‏ وفي هذه الحالة فلا لوم على الطفل إطلاقا وينبغي علاج الأهل بالمزيد من الاقتراب من طاقم المدرسة وحضور مجالس الآباء حتى يقضي على مخاوفهم تدريجيا‏.‏

     والعامل الثالث‏ حين يخشى الأهل من اختلاط الطفل بغيره من الأطفال أو تناوله أي مأكولات ممنوعة‏, ومن هنا تنتقل إلى الطفل بسرعة مشاعر ذويه وأهله فيفقد الرغبة في الابتعاد عنهم والذهاب للمدرسة‏.‏ وهنا يصبح لزاما أن تتم مراجعة كل أنشطة الطفل وظروفه العائلية بالتعاون بين والديه والاختصاصي الاجتماعي بالمدرسة‏.

     وتختتم أبو لاوي قولها "يمكن للأم أن تتغلب على هذه المشكلة ببساطة، لأنها أقرب الأشخاص إلى نفس طفلها", و يمكنها باستمرار الحديث -بشكل مبسط- عن إيجابيات المدرسة مثل: تكوين صداقات جديدة وعديدة، والخروج اليومي من المنزل، ووجود أماكن للعب والأنشطة، إضافة إلى أنها ستجعل منه شخصية متعلمة ومحترمة في المجتمع، أما المدرس فعليها أن تقدمه له على أنه شخص عطوف طيب لا يضرب أحدا، وأنه ينبغي علينا أن نحبه ونتعامل معه باحترام.