مارد في الأردن!

يحكى أن ماردا "انجهد بلاه" وظهر لعجوز أردنية. وحين قال لها: "شبيك لبيك يا حجة"، قالت له: "سلامة خيرك، فقط أريد أن أعرف إن كان حمل زوجة ابني "فتحية" صحيحا أم كاذبا". اضافة اعلان
ثم ظهر المارد لشاب أردني وقال له: "شبيك لبيك.. بمَ تأمرني؟". فقال له الشاب: "والله قدها، سيارة جارنا فحص كامل أو دقات على الراس، لأني ناوي أشتريها".
ثم ظهر المارد لسيدة متزوجة وقال لها: "شبيك لبيك  بمَ أقدر أن أخدمك؟". فقالت له السيدة: "الله لا يعوّزنا لأحد، بس إذا لابد، جارتي أم محمود ماذا تظل تحكي علي؟".
ثم ظهر المارد لموظف أردني فقال له: "شبيك لبيك خيوه". فقال له الموظف: "والله ما بتقصر. اخدمني فقط واشطب عني مخالفة اصطفاف مزدوج أمام مستشفى البشير، عندي ترخيص".
ثم ظهر المارد لفتاة أردنية فقال لها: "شبيك لبيك.. اطلبي واتمني". فقالت له: "صافية وافية، لكن إذا ما فيها غلبة، جاءني عريس ممكن أعرف أمه قوّية وإلا لا".
ثم ظهرت لفاسد أردني، فقال له: "شبيك لبيك سعادتك". فقال له: "أهلا وسهلا. بدي أعرف متى تريد الحكومة أن تنزّل عطاءات".
ثم ظهر المارد لمسؤول أردني، فقال له مباشرة: "شرفتنا، نحن يكفينا الأمن والأمان"!
عاد المارد إلى مسؤول توزيع "الشفتات"، وشكا له طلبات الأردنيين، وطلب منه أن لا يبعثه مرة أخرى إلى هذا البلد. فقال له مسؤول "الشفت": "هل حدث معك في بلاد أخرى مثلما يحدث معك في الأردن؟!". فقال المارد: "صراحة، لا. عندما أخرج  لأميركي يطلب سيارة فخمة ومليون دولار، وعندما أخرج  لفرنسي يطلب شهر عسل على القمر، وعندما أخرج لروسي يطلب منجم ذهب"!
مسؤول "الشفت": "هل سألت الأردنيين لماذا يضيّعون هذه الفرصة لتحقيق كل أمنياتهم؟".
رد المارد: "سألتهم. تخيل أن العجوز عرضت عليها أن تعود إلى ريعان الشباب، فرفضت بحجة أنها لن تتوظف ولن تتزوج، وهي "ما صدّقت تنستر". والشاب عرضت عليه مليون دينار، فرفض بحجة أن المبلغ سيذهب رسوما وضرائب، وما تبقى لن يكفيه للزواج، لأن الغالبية لن تقوم بتنقيطه كونه أصبح مليونيرا، وبدل الصالة و"حبة الجاتو" سيُطلب منه فندق وعشاء مفتوح. والسيدة المتزوجة عرضت عليها قصرا، فرفضت بحجة عدم قدرتها على دفع فاتورة كهرباء القصر. والموظف عرضت عليه أن يصبح مديرا عاما، فرفض بحجة "وجعة الراس". والفتاة عرضت عليها شهر العسل في جزر المالديف، فرفضت بحجة أن المالديف ليس فيها "حرام النمر" الذي تنوي أن تهديه لحماتها بعد العودة من شهر العسل في العقبة. والفاسد عرضت عليه أن أطوي كل ملفات الفساد، فرفض بحجة أنها مطوّية من دون مِنّة من أحد. والمسؤول حين عرضت عليه أن أستقطب الاستثمارات حتى يتمكن من سداد المديونية، لم يرفض فقط، بل شتمني قائلا: "أنت أهبل؟!.. الاستثمار بحاجة إلى قوانين واتفاقيات، وممكن أن يربح وممكن أن يخسر.. بينما هنا ممكن أن نبيع الهواء بالأمن والأمان!".
مسؤول "الشفت": شعب لديه مثل هذا المسؤول لا تسألهم مرة أخرى عن طلباتهم؛ اسأل لهم فقط الصبر والتوفيق والثبات!